كتب - حذيفة إبراهيم:قال الممثل السياسي السابق للأمم المتحدة في سوريا السفير مختار لماني، إن تنظيم داعش مستمر في جذب المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق، مشيراً إلى أن المشكلة ليست فقط في الدولة الإسلامية "داعش"، وإنما في صعود جماعات أخرى متطرفة أيضاً بمختلف الإيديولوجيات.وأضاف السفير مختار لماني، خلال مؤتمر صحافي أمس في معهد السلام الدولي، أن الحركات المتطرفة تزداد تطرفاً، إذ كانت قبل عشر سنوات القاعدة هي الأكثر تطرفاً، إلا أنه الآن يوجد حركات أكثر تطرفاً من القاعدة انبثقت عنها. وأشار إلى أن الجماعات المسلحة في سوريا والعراق، أخذت السيطرة على الأمور في حين غرة، بينما يتفرج المجتمع الدولي، إذ استطاعت السيطرة على رقعة تتجاوز مساحة دولة الأردن.وقال إن إمكانيات داعش كبيرة سواء الإعلامية أو غيرها، وهو ما ظهر جلياً في شريط فيديو حرق الطيار معاذ الكساسبة.وأكد أن الضربات الجوية ضد داعش لن تؤتي أكلها ما لم يكن هناك تدخل بري، إلا أن قوات الجيش العراقي الحالي، ليست سوى ميليشيات، مدعومة بميليشيات أخرى وهي "الحشد الشعبي”، ما يزيد المشكلة، وهي خطيرة كداعش.وقال لماني إن 80% من مقاتلي داعش في العراق هم من العراقيين، إلا أن 25% منهم في سوريا فقط سوريين، والباقي أجانب.وبيّن أن سبب انضمام العراقيين لداعش، هو للتخلص من ظلم المالكي، حيث يريدون الخروج من ظلمه، مشيراً إلى أن التخلص من داعش لا يكون من خلال العمليات العسكرية فقط، وإنما من خلال السياسية والاجتماع أيضاً.وحول من يقف وراء داعش، قال لماني إنه لا أحد يستطيع أن يحدد ذلك، كون التغييرات سريعة، وتسييرها يخضع لعدة اعتبارات غير منطقية أحياناً، فمثلاً في سوريا لم يعتقد أحداً أن الأزمة ستسمر لأربع سنوات، ولكن ما حصل هو أن البعض من السوريين، لجأ إلى تلك المنظمات ليقاتل معها مقابل أموال يدفعها لأهله ليقتاتوا بها، ويترك منظمات ليذهب إلى أخرى كونها تدفع أكثر، وهي من ضمن التعقيدات الميدانية في سوريا.واستطرد، هناك أيضاً ما يسمى بالعالم الموازي، وهي أجهزة المخابرات العالمية.وحول سياسة إيران وتركيا في المنطقة، أكد أن من حقهم أن تكون لديهم اهتمامات بالمنطقة ولكن ليس أن يتدخلوا ويفرضوا سياساتهم فيها.وأشار إلى أن الجوار عادة يكون أهم من الدول البعيدة، إذ روسيا تهتم بالشأن السوري، إلا أنه وخلال أزمة أوكرانيا، لم تأبه بسوريا نهائياً لحين انتهاء الأزمة.وحول انخراط جماعات من حزب البعث المنحل في تنظيم الدولة الإسلامية، قال لماني إن الجماعات العراقية كانت تقاتل ضد الاحتلال، والبعثيين كان لهم مجموعة تسمى بـ"النقشبندية"، والتي انطلقت من كون عزت الدوري له انتماءات صوفية، وهو نائب صدام حسين، وهي لم تكن جهة فاعلة قوية جداً، وإنما الحركات السلفية والإسلامية كانت قوية جداً.وأضاف أن الحاكم الأمريكي السابق في العراق بول بريمر، أخطأ عندما أمر بحل الجيش العراقي، فضلاً عن دخول بوش للعراق والذي يعتبر الخطأ الأكبر كونه أراد فرض الديمقراطية بعد فشله في البحث عن أسلحة الدمار الشامل.وأشار إلى أن الأزمة العراقية لا يمكن أن تحل إذ هناك مشكلة كبيرة تتجلى في عدم وجود مصالحة حقيقية. وتابع "هناك في العراق 6 محافظات عانت معاناة شديدة من طائفية المالكي، ومنذ أن صنعت أمريكا "الصحوات"، أخذ المالكي يتعامل معهم على أنهم سنة، وأن السنة جميعهم إرهابيين، ولذلك سعى السنة للتخلص من هذا الجيش الطائفي، إلا أن داعش استولت على السلاح، ثم أعلنت عن أجندتها بعد دخول الموصل".أما ما يخص اليمن، قال لماني إن الأنباء الواردة تشير إلى وجود اتفاق، وهناك ردود فعل رحبت بهذه المبادرة وهو أمر جيد.وحول تدخلات إيران، قال إنها كانت الأذكى في المنطقة، إذ وبعد دخول أمريكا لأفغانستان والعراق، وبدلاً من أن تكون هي في فك الكماشة، جعلت الأمريكان رهينة عندهم، ولكن إيران والقاعدة هي من انتصرت في الحرب، مؤكداً عدم أحقية إيران في التدخل بسياسات الدول في المنطقة، ولكن يجب أن يكون هناك حوار معها لاستكشاف آفاق للحل.وحول فشل المبعوثين الدوليين، أكد لماني أن ليس لديهم "عصا سحرية" وأن الشرط الأساسي لأي وساطة بين المتقاتلين أن يتعبوا من القتال، وإلا لن تحل المشكلة.