عواصم - (وكالات): أحيت أرمينيا بالعاصمة يريفان مئوية ما يوصف بـ«مجازر» الأرمن وسط مطالبات باعتراف دولي وتركي باعتبار تلك الأحداث «إبادة جماعية». وترفض تركيا الوصف، وقد أحيت بدورها مئوية معركة «غاليبولي» في الحرب العالمية الأولى. وشارك رئيس أرمينيا سيرج سركيسيان ونظيراه الفرنسي والروسي فرانسوا هولاند وفلاديمير بوتين، وقادة آخرون في الاحتفال الذي وقف خلاله الحاضرون دقيقة صمت ترحماً على أرواح الأرمن الذين قتلوا بين عامي 1915 و1917 في منطقة الأناضول شرق تركيا في السنوات الأخيرة من عمر الإمبراطورية العثمانية.وإلى جانب الاحتفال الرسمي، شاركت حشود من الأرمن في إحياء الذكرى. وطالب سركيسيان باعتراف دولي بما تعتبره أرمينيا «إبادة» للأرمن الذين كانوا يعيشون تحت الحكم العثماني لمنع تكرارها.من جهته، قال هولاند إن «كلمات مهمة» قيلت من قبل تركيا بشأن ما يوصف بـ«مجازر الأرمن»، وأن المطلوب كلمات أخرى حتى يصير تقاسم الحزن تقاسماً للمصير. وكان يشير إلى تصريح أدلى به قبل عام الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان -عندما كان رئيساً للوزراء- عبر فيه عن الحزن لمقتل آلاف الأرمن.بدوره، قال بوتين إنه لا شيء يمكن أن يبرر «المجازر الجماعية»، مشدداً على ضرورة أن لا تتكرر تلك المجازر حسب تعبيره. وتتحدث أرمينيا عن «إبادة» نحو 1.5 مليون أرمني بأيدي العثمانيين بين عامي 1915 و1917.في المقابل تقدر السلطات التركية أن ما بين 300 ألف و500 ألف أرمني فقط ومثلهم تقريباً من الأتراك ومن شعوب أخرى كانت تعيش ضمن الإمبراطورية العثمانية قتلوا في تلك الأحداث التي تقول إنها كانت عبارة عن حرب أهلية. وتؤيد دول مثل روسيا وفرنسا مقولة «الإبادة» الأرمينية. وبمناسبة مئوية تلك الأحداث، أقر البرلمان الألماني قانوناً يصف أيضاً ما حدث بـ«الإبادة»، وذلك بعد يوم من حديث الرئيس يواكيم غاوك عن «إبادة للأرمن».أما برلمان النمسا -التي كانت حليفاً للعثمانيين في تلك الفترة- فقد وقف دقيقة صمت ترحماً على الأرمن. وكان البرلمان الأوروبي صوت قبل أيام بالأغلبية على قرار يدعم ادعاء الأرمن بتعرضهم للإبادة في أحداث عام 1915، وقد انتقدت تركيا بشدة هذا القرار. كما إن بابا الفاتيكان فرانشيسكو أيد مؤخراً وجهة نظر أرمينيا.في المقابل أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده لفتح الأرشيف العثماني المدني والعسكري أمام الخبراء للبحث في حقيقة تلك الاتهامات.ووصف أردوغان بكلمة له في إسطنبول الأرقام الصادرة عن جهات أرمينية بخصوص عدد الضحايا بأنها بلا سند أودليل. وكان أردوغان قد قال إن عشرات الآلاف من الأرمن يعيشون بسلام في تركيا.