قبل أقل من شهر نظم نادي راشد للفروسية وسباق الخيل سباق للفرسان المتمرنين -وكنا قد أثنينا على هذه النوع من السباقات مراراً وتكراراً.. وكنت قد تحدثت في نفس هذه الزاوية عن الوضعية المتردية التى يعيشها الفرسان البحرينيون المتمرنون في ظل وضع عام مترنح للنادي وعدم قدرته على وضع برنامج للارتقاء بمستوى هؤلاء الشبان الذين نعول عليهم الشيء الكثير في حمل راية الفرسان البحرينيين في المحافل الدولية في المستقبل- والوضعية غير المستقرة مادياً لأغلب الإسطبلات.. وعدم قدرة أغلب الفرسان المتمرنين على الارتقاء بمستوياتهم إلى مراحل متقدمة. فالفرسان المتمرنون بين مطرقة النادي من جهة، وسندان الملاك والمضمرين من جهة أخرى، وعدم قدرتهم على الاعتماد على أنفسهم هو الحاجز الأكبر الذى يعوق تطورهم.. نادي راشد للفروسية ومن خلال أكثر من الـ 30 عاماً الماضية لم يستطع وضع خطة واضحة للارتقاء بمستوى الفرسان سوي ابتعاث أحدهم للمشاركة في سباق واحد وضمن مجموعة من الفرسان المتمرنين في التجمع الآسيوي السنوي، هذه المشاركة لا تعطي أي أضافه إلى الفارس لأسباب عديدة يعرفها الجميع، ومن ضمنها عدم الاحتكاك بفرسان ذوي خبرة كبيرة والتعلم منهم، أضف إلى المشاركة في شوط واحد فقط دون أي توجيه أو مراقبة من خبراء في هذا المجال.ومن جهة أخرى، الملاك يرفضون وبشكل صريح المخاطرة بإعطاء أفضل جيادهم الذي دفعوا من أجلها الغالي والنفيس إلى فارس متمرن لا يعلمون نتائجه التي قد تكون وخيمة، المضمرون يتعاطفون بشكل كبير مع ملاك الخيل التي دائماً ما تكون لهم الكلمة العليا في هذا المجال، ونحن بدورنا هنا لا نضع اللائمة على الملاك والمضمرين الذين دائماً ما تكون لديهم أعذارهم.. وإنما نحمل الجزء الأكبر من المسؤولية إلى نادي راشد للفروسية لعدم وضع برنامج للارتقاء بمستوى الفرسان البحرينيين الذين نتمنى أن نراهم في حال أفضل.واليوم وبعد أن استحدث مدير السباقات بعض الأشواط الخاصة بالفرسان المتمرنين بدأ العمل بها منذ عدة أعوام مضت، وأصبحت فرصة للفرسان المتمرنين لإبراز موهبتهم في كيفية التعامل مع الجياد في السباقات.. لكن شيئاً من هذا لن يحصل وذلك لعدم دراسة كل شوط بعد الانتهاء من السباق إعطاء التوجيهات اللازمة للفرسان المتمرنين، وتعريفهم على الأخطاء التى وقعوا فيها خلال الشوط.الكثير من الفرسان المتمرنين قد يكونون يمتلكون الموهبة، الفكر، الشجاعة وجميع مقومات الفارس.. وجميع ذلك يعتمد على جدية الفارس المتمرن، إذا ما أراد أن يكون واحداً ضمن الفرسان الذين يشار إليهم بالبنان، أم يكون واحداً من مجموعة فرسان منسيين يقومون بالأدوار الثانوية خلال السباقات، أضف إلى ذلك العمل الجاد وقوة العزيمة والمثابرة وهى من أكثر الأسلحة الفعــالة التي يملكــها الإنســـان. كل الأمنيات بالتوفيق لجميع الفرسان المتمرنين في حياتهم المهنية.
الفرسان المتمرنون بين السياط والسهام
15 أبريل 2012