عواصم - (وكالات): رفض وزير خارجية اليمن رياض ياسين دعوة الرئيس السابق علي عبد الله صالح لإجراء محادثات سلام مشيراً إلى أن «عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية لم تنته»، موضحاً أن «70% من أراضي اليمن خارج سيطرة ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات صالح».في غضون ذلك، هزت غارات جوية وقصف بحري ومعارك برية اليمن في بعض من أوسع المعارك انتشاراً منذ تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية الشهر الماضي للتصدي لجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران التي سيطرت على مناطق واسعة من البلاد.وقصفت قوات التحالف مواقع المتمردين في صنعاء ومأرب وعدن، بينما كبدت المقاومة الشعبية المتمردين الحوثيين خسائر بشرية جسيمة، فيما تمكنت المقاومة من استرداد مناطق في تعز من المتمردين. وقتل 13 مدنياً في قصف لميليشيات الحوثي وقوات صالح في المدينة.وقال سكان إن 5 غارات جوية نفذت على مواقع عسكرية ومنطقة قرب مجمع القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء التي يسيطرعليها الحوثيون، بينما قصفت سفن حربية منطقة قرب ميناء عدن الجنوبي.وكانت الضربات على صنعاء هي الأولى منذ قال التحالف الذي تقوده السعودية الأسبوع الماضي إنه سيقلص الحملة ضد الحوثيين، لكن الغارات الجوية استؤنفت بعدما لم تتقلص بشكل ملحوظ المكاسب التي حققها الحوثيون على مستوى البلاد ولم يتحقق تقدم واضح صوب إجراء محادثات سلام. وقال شهود عيان في عدن إن سفناً حربية قصفت مواقع للحوثيين حول الميناء التجاري الرئيسي للمدينة وحوض السفن وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المناطق.وأبلغ سكان في عدن عن وقوع اشتباكات عنيفة بين ميليشيا محلية مسلحة من الجنوب من جهة وبين الحوثيين المدعومين بوحدات من الجيش موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى.وذكرت مصادر في الميليشيا أنها ردت للمرة الأولى بقصف دبابات وإطلاق صواريخ كاتيوشا. ودعمت الضربات الجوية الميليشيا المحلية في اشتباكات قرب مطار عدن الدولي.وفي محافظة الضالع الجنوبية قالت الميليشيا إنها خاضت معارك لساعات لاستعادة عدة مناطق ريفية من الحوثيين بمساعدة الضربات الجوية. وخلف القتال 25 قتيلاً من الحوثيين و6 من أفراد الميليشيا المحلية.واضطرت طائرات التحالف العربي إلى إسقاط أدوية وتجهيزات طبية من الجو في المدينة، بعدما منع المتمردون قافلة منظمات إنسانية من الدخول إلى الضالع بحسب ما قال مسؤولون محليون.وفي الجنوب أيضاً، قتل 5 من المقاتلين الحوثيين في كمين لمقاتلي «المقاومة الشعبية» استهدف مركبة عسكرية في جنوب مدينة لودر بمحافظة أبين.وأكدت مصادر محلية أن مسلحي «المقاومة الشعبية» الموالين لهادي اعترضوا مركبة عسكرية قادمة من محافظة البيضاء المجاورة وأطلقوا عليها قذيفة آر بي جي مما أدى إلى تدميرها ومقتل جميع من كانوا على متنها.من جانب آخر، تكثفت المواجهات بالأسلحة من مختلف العيارات في تعز، جنوب غرب اليمن، بعدما تلقى المتمردون تعزيزات مصدرها مدينة المخا على البحر الأحمر كما قال مسؤولون محليون وأشاروا إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين. ووفقاً لسكان في المدينة، فقد استعادت مجموعة من أفراد قبائل مسلحين ومقاتلين سنة السيطرة على بعض الضواحي في المدينة المهمة استراتيجياً من الحوثيين في معارك عنيفة.وأبلغ مسعفون بمقتل مدنيين عندما سقط صاروخ في شارع ودمر القصف مستشفى رئيسي.وقالت مصادرُ إن 13 شخصاً قتلوا وجُرح نحو 70 بسبب قصف عشوائي شنته ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بالدبابات، على أحياء سكنية في المدينة، وسط معارك ضارية مع المقاومة الشعبية التي تحاصر مواقعهم. وتدور معارك شرسة في اليمن تخوضها المقاومة الشعبية ضد ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لاسيما في كل من مأرب وتعز وعدن، حيث تكبد المتمردون فيها خسائر بشرية جسيمة، وتشير الأرقام إلى سقوط 90 قتيلاً من متمردي صالح والحوثي جراء المعارك العنيفة. وأفادت تقارير صحفية أن مجموعة من رجال القبائل ومقاتلين إسلاميين في مدينة تعز وسط اليمن استردوا، عدة مناطق من أيدي المسلحين الحوثيين بعد اشتباكات عنيفة. وجاءت انتكاسات الحوثيين في ميدان القتال في منطقة سيطرواعليها دون مقاومة تذكر لأكثر من شهر. ويشير ذلك إلى أن الضربات الجوية زادت جماعات المعارضة المسلحة جرأة.وقال سكان إن ضربات جوية أخرى استهدفت مواقع للحوثيين في محافظة صعدة على طول حدود اليمن الشمالية مع السعودية كما قصفت قوات برية سعودية أيضاً مدينة حرض في محافظة حجة.في السياق ذاته، أرسلت قبائل سنية تعزيزات إلى منطقة صرواح شرق صنعاء للتصدي للحوثيين الذين يحاولون التقدم في محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز الطبيعي.وتعرض المتمردون وحلفاؤهم من العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح لخسائر فادحة في المعارك والغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية في منطقة صرواح بحسب المصادر نفسها.وأشارت المصادر إلى مقتل 90 متمرداً ومن القوات الحليفة لهم خلال 24 ساعة في صرواح و8 من مناصري الرئيس عبد ربه منصور هادي.وبرغم إعلان الرياض انتهاء المرحلة المكثفة من عمليتها «عاصفة الحزم» التي أطلقتها قبل شهر، واصل التحالف العربي غاراته على مواقع الحوثيين وحلفائهم.واستهدفت الغارات مواقع المتمردين في عدن، وفق ما قال سكان. وتتواصل المعارك في المدينة حيث يؤكد موالون لهادي انهم قتلوا 3 من الحوثيين.وشن طيران التحالف العربي 4 غارات على القصر الرئاسي في صنعاء وتلة قريبة لمنع إرسال المتمردين تعزيزات عسكرية إلى مأرب كما قال مصدر عسكري.سياسياً، رفض وزير خارجية اليمن رياض ياسين دعوة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لإجراء محادثات سلام مشيراً إلى أن «عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية لم تنته»، موضحاً أن «70% من أراضي اليمن خارج سيطرة ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات صالح». وأضاف ياسين في مؤتمر صحفي في لندن «هذه الدعوات غير مقبولة بعد كل هذه الدمار الذي سببه علي عبد الله صالح، لا مكان لصالح في أي محادثات سياسية في المستقبل». وكان صالح الذي يقاتل مؤيدوه إلى جانب المسلحين الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين أسقطوا الحكومة المركزية قد دعا كل اليمنيين للعودة إلى طاولة الحوار السياسي لإيجاد سبيل لإنهاء النزاع في البلاد.من ناحية أخرى، تضاربت الأنباء بخصوص مغادرة سفن حربية إيرانية خليج عدن، فبينما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن حاملة الطائرات الأمريكية المرابطة قرب سواحل اليمن أجبرت أسطول سفن إيرانية كانت في طريقها إلى عدن على العودة باتجاه إيران، نفى قائد القوات البحرية الإيرانية مغادرة سفن حربية إيرانية المنطقة.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» تأكيدهم أن الأسطول الإيراني يضم 9 سفن يعتقد أنها محملة بالأسلحة وكانت في طريقها إلى ميناء عدن. وأشارت المصادر إلى أن إرسال واشنطن قوة ردع بهذا الحجم إلى بحر العرب لم يكن إجراءً عادياً، وأن هذا ما دفع إيران إلى سحب سفنها من تلك المنطقة، وأكدوا أن هذه الخطوة تمثل رسالة دعم أمريكية للسعودية ودول الخليج. كما أوضحت المصادر أن هدف التحرك الأمريكي توجيه رسالة إلى إيران مفادها أن واشنطن لن تسمح بنقل السلاح إلى الحوثيين.