شدد كاتب الدولة المكلف بالشؤون العربية والأفريقية بالجمهورية التونسية د.تهامي العبدولي على رفض تونس لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للبحرين، مشيراً إلى أنه قدم دعوة رسمية لوزير الخارجية لزيارة تونس في شهر يونيو المقبل.وقال د.تهامي العبدولي، في تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين (بنا)، بمناسبة زيارته للبلاد، إنه بحث الجوانب التنظيمية للقمة العربية الاقتصادية العربية التي ستقام في تونس، علاوة على التحضير لزيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى البحرين ضمن جولة سيقوم بها إلى دول مجلس التعاون الخليجي، كما ناقشنا موضوع عقد اللجنة المشتركة العليا بين البلدين في سبتمبر المقبل.وأوضح أنه اجتمع مع وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي، وتباحث معه حول إمكانية الاستفادة من الكفاءات التونسية في القطاع التعليمي، وتم التشاور حول إمكانية تبادل الخبرات بين الجانبين في قطاع التعليم العالي والبحوث»، وقال «نعمل على التحضير لإعداد وثيقة عمل ثلاثية تجمع بين الجامعات التونسية وجامعة البحرين والجامعات الأفريقية، وطرحنا استعداد تونس للتعاون في مجال التدريب المهني».وأكد أن تونس تعتبر أن أمن البحرين هو أمنها وترفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للبحرين، مشدداً على أن بلاده تعتبر أمن دول الخليج بصفة عامة بمثابة أمنها في المقام الأول، مضيفاً أن «تونس تتطلع إلى تطوير العلاقات الثنائية مع البحرين على جميع الأصعدة».وأوضح أنه التقي خلال زيارته الحالية مع نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وتباحث معهما حول القضايا الإقليمية والعربية»، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من الزيارة هو التشاور السياسي في جملة من القضايا السياسية في الوطن العربي.وأشار إلى أنه عرض وجهة نظر تونس بخصوص عدد من القضايا، وعلى رأسها الوضع في اليمن وليبيا، فضلاً عن بعض القضايا التي تهم المنطقة العربية ككل كالمسألة السورية، وبالمحصلة العامة، فإننا نتفق في أغلب وجهات النظر مع التأكيد التام لأشقائنا في البحرين بأننا نعتبر أن أمن البحرين هو أمن تونس ونرفض بشدة أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للبحرين».وبخصوص الوضع في اليمن وموقف بلاده، أشار إلى أن تونس عبرت عن دعمها لعمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل في اليمن، لأنهما يعكسان الإرادة العربية المشتركة، كما إن تونس قبلت بمبدأ إنشاء قوى عربية مشتركة، وسيكون لها حضور في الاجتماعات التأسيسية بوفد رسمي»، معتبراً «أن كل ما يهدد الأمن القومي للخليج العربي هو تهديد ليس لتونس فحسب، بل للمنطقة العربية بأسرها».وثمن المسؤول التونسي الرعاية الخاصة التي تتلقاها الجالية التونسية من لدن القيادة البحرينية، وقال «خلال اجتماعنا بأفراد من الجالية، أعربوا عن ارتياحهم لما يلقونه من رعاية وتوفير ظروف عمل طيبة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الاندماج الاجتماعي بين الشعبين، والتوافق السياسي المتميز بين قيادتي البلدين، والذي يعززه التواصل المستمر بينهما، مما ساهم في دعم اللحمة والتضامن بين الشعبين والبلدين الصديقين».وأضاف أن «هناك كثيراً من العوامل التي تجمع بين تونس والبحرين، أهمها: الانفتاح على الحضارات، والتسامح بين كل أبناء الشعب، وقابلية الاندماج»، معرباً عن «شكره للقيادة البحرينية الرشيدة وجميع المسؤولين الذي ساهموا في إنجاح زيارته لمملكة البحرين الشقيقة».ونوه إلى أن بلاده «تحارب الإرهاب ونجحت في توجيه ضربات قاصمة للمجموعات الإرهابية باستثناء بعض فلولهم»، لافتاً إلى أنه «بالرغم من عملية «باردو»، فإن الأمن عاد ليصبح مستتباً وعادت السياحة إلى سابق عهدها وأوجها»، وشدد على أن هناك «تحدياً من أصدقاء تونس الحدوديين والعرب في مواجهة هذه الظاهرة، ويجري تنسيق كبير مع الجزائر لتعقب المجموعات الإرهابية على الشريط الحدودي، ونحن نثمن التعاون الجزائري والليبي في التفاعل معنا للقضاء على الظاهرة، خاصة أن الإرهاب، حيثما وقع، يقوض أمن المنطقة العربية بشكل عام».