أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار قربها إنجاز مشروع ترميم مبنى مسجد قرية بوري التاريخي، باستخدام مواد بناء تقليدية للحفاظ على أصالة النسيج المعماري التاريخي للمبنى، وبما يتماشى مع المنطقة المحيطة به. وقالت "الثقافة" في بيان أمس، إن "ترميم مسجد قرية بوري الذي يعد من أقدم المساجد في البحرين تم بتوجيه من رئيس الهيئة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، مع الالتزام بالتوجيهات والمواثيق العالمية لترميم مباني التراث، حيث تم التعامل مع جميع تفاصيل البناء بحرفية كاملة". وأضافت أن "المشروع الذي شارف على الانتهاء لاقى استحسان وتعاون الأهالي وأعضاء جمعية القرية، الذين وضعوا أياديهم في يد الهيئة لتنفيذ أعمال الترميم واستكمال جميع مراحله بداية من التدعيم الإنشائي وحتى عزل الأسطح".وتابعت "الثقافة" أن "العمل يجري حالياً من جانب الأطراف المختصة وبالتعاون مع الهيئة لمتابعة واستكمال كل أعمال إعادة التهيئة للمسجد واستقبال المصلين والارتقاء بمحيط الجامع العمراني، لتأكيد الشراكة المجتمعية بينها وبين غيرها من الجهات المعنية، وليفتخر أهل القرية بالمسجد، وبما يعزز ارتباطهم الوثيق بوطنهم الحبيب، ويضيف وجهاً حضارياً جديداً لمملكة البحرين، وبما يضمن استثمار كل المقومات الثقافية والتراثية الفريدة التي تحويها مدن المملكة وقراها".يذكر أن مسجد قرية بوري القديم يعد واحداً من الآثار الدالة على عراقة وقدم العمران في قرى المملكة بجانب ما لمدنها من تاريخ وأصالة تميزها في الخليج. وتزخر القرية بالعديد من البنايات التراثية التي تتكامل مع عمران المسجد بما في ذلك العديد من البيوت القديمة وعيون المياه والمزارع وغيره من عناصر التراث كالحرف التقليدية التي مازالت تمارس من قبل الأهالي إلى اليوم، الأمر الذي يجعل من القرية قرية تراثية نموذجية حقيقية تتكامل فيها العناصر البيئية والطبيعية والعمران مع الأنشطة التراثية المجتمعية، ويجعلها بؤرة تنموية مميزة للسياحة الثقافية أسوة بجميع القرى العالمية التي تفخر بمنتجاتها الزراعية والحرفية بجانب فخرها بتاريخها وبتراث العمران المحلي المميز.