الرياض - (إيلاف): يجد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح نفسه منبوذاً، بعدما رفضت قوات التحالف عروضه ببيع حليفه الحوثي مقابل نجاته السياسية من العقاب، وبعدما هددته الحكومة الشرعية بملفه مع "القاعدة"، وبعدما حاصر الحوثيون مقراته إثر إعلان العديد من قياداته تأييد الشرعية.وهدّدت حكومة اليمن الشرعية الرئيس المخلوع بفتح ملفاته الأمنية التي تؤكد علاقاته بتنظيم "القاعدة"، مؤكدةً أن لا فرصة لأي حوار معه في المستقبل، وأنه سيكون خارج أي تسوية سياسية يمنية تعيد البلاد إلى حالة السلم الأهلي، بعد الأحداث الجارية الآن.وهذا التأكيد كان جليًا في حديث وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، خلال مؤتمر صحافي عقده في لندن، عبر فيه عن قلق حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من استغلال "القاعدة" لما يجري اليوم على الساحة اليمنية.وقال "الحوثيون وصالح يحاولون زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، وصالح يستغل علاقته بالقاعدة لتحقيق أهدافه"، مشددًا على "رفض أي دعوة تخرج من صالح لإجراء محادثات سلام، "فهذه الدعوات غير مقبولة بعد كل هذا الدمار الذي سببه، ولا مكان لصالح في أي محادثات سياسية في المستقبل، كما لا إبرام أي اتفاق مع الحوثيين قبل انسحابهم من المدن التي يسيطرون عليها".في السياق ذاته، نشرت صحيفة "تلغراف" البريطانية تقريرًا، قالت فيه إن تقريرًا صادرًا عن مجلس الأمن الدولي، أعدته مجموعة من الخبراء الأمنيين، أكد لقاء صالح وسامي ديان، زعيم "القاعدة في شبه جزيرة العرب" باليمن، داخل القصر الرئاسي بصنعاء في عام 2011، أي تزامنًا مع اندلاع التظاهرات الشعبية الداعية لعزل صالح.كما أكد التقرير الأممي أن اللقاء تم بحضور محمد ناصر أحمد، وزير الدفاع اليمني آنذاك، وطلب خلاله زعيم تنظيم القاعدة في اليمن من صالح سحب جيشه من أبين، القريبة من عدن، والتي تطل على منفذ بحري، فوافق صالح وسحب قواته من المحافظة، ليسيطر عليها تنظيم "القاعدة" في مايو 2011 بيسر وسهولة. وقد بقيت تحت سيطرته لسنوات.كما أشار تقرير الخبراء إلى أن صالح حلّ وحدة مكافحة الإرهاب التي شكلتها حكومات غربية ضد "القاعدة" في اليمن، والتي كان يرأسها يحيى صالح، ابن شقيقه، تسهيلًا لعمل التنظيم.ويبدو أن ليس هادي وحكومته فقط من ينبذ صالح، فالحوثيون أيضًا ينفضون يدهم منه، خصوصاً بعد انكشاف عروض قدمها صالح لدول التحالف العربي، قدم فيها حلفاءه الحوثيين على طبق من ذهب.فقد تصاعدت حالة التوتر بين ميليشيا الحوثي وصالح، بعد نصب مسلحين حوثيين نقاط تفتيش قرب منزله في شارع حدة بصنعاء، ومنزل نجله العميد الركن أحمد صالح في حي فج عطان، ومحاصرة منازل قيادات بارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام، كانت أعلنت تأييدها للشرعية اليمنية، ممثلة بالرئيس هادي.هذا، وقد عقدت اللجنة الثورية العليا للحوثيين اجتماعًا مع رئيس وأعضاء اللجنة العليا للانتخابات العامة والاستفتاء، لمناقشة استعداد اللجنة للتسريع باتجاه إجراء الانتخابات. وقد نسبت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إلى مصادر مطلعة قولها إن الحوثيين يسعون إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية، "لتثبيت شرعيتهم، ولوضع المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع".