دبي - (العربية نت): 100 يوم من حكم خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، اختصرت سنوات من العمل والإنجاز، فمنذ اللحظة الأولى لمبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية، لم يتوقف الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عن العمل الحازم والدؤوب على الصعيدين الداخلي والخارجي، على حد سواء.داخلياً بدأ الملك سلمان بحزمة قرارات لترتيب البيت السعودي، وإعادة الحياة لبعض الوزارات والقطاعات الخدمية، أما خارجياً فقد كانت «عاصفة الحزم» والتحالف العربي الإسلامي الذي تقوده المملكة، رسالة واضحة، وجلية، على عودة الدور العربي والإسلامي، الذي غاب فترة طويلة في ظل تمدد إيران وحلفائها في المنطقة.ولم يفوت السعوديون مرور 100 يوم على مبايعة الملك سلمان من دون توثيق، فقد أنشؤوا هاشتاغ #الملك_سلمان_100_يوم تحدثوا فيه عن إنجازات الملك سلمان وقراراته منذ توليه مقاليد الحكم في 23 يناير 2015.على الصعيد المحلي، بدأ الملك سلمان حكمه بإعادة تشكيل مجلس الوزراء، وضخ الدماء الشابة فيه، عبر أوامر ملكية أصدرها في 27 يناير 2015، ولاقت رواجاً واسعاً وأصداء إيجابية في جميع أنحاء العالم، وتضمنت أيضاً صرف راتب شهرين لجميع موظفي الدولة مكرمة منه، سواء للذين كانوا على رأس العمل أو متقاعدين.كما تضمنت تلك الأوامر تخصيص 20 مليار ريال لتسريع خدمات الكهرباء والمياه، والعفو عن سجناء الحق العام، ومنح إعانة شهرين للمعاقين، كما حسم الملك سلمان الملف الشائك منذ أعوام وهو «الأراضي البيضاء»، بعدما أقر خلال رئاسته مجلس الوزراء في الـ23 من مارس الماضي، فرض رسوم على تلك الأراضي، وذلك من أجل توفير مساكن للمواطنين.في غضون ذلك، كانت العاصمة الرياض بوصلة سياسية ودبلوماسية، بعدما شهدت توافد زعماء خليجيين وغربيين، وكان قصر اليمامة وقصر الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض، وقصر العوجا في الدرعية، انطلاقة لسياسة سعودية جديدة حاسمة تهدف إلى حفظ أمن المواطنين واستقرار البلاد، بدأت بـ «عاصفة الحزم» في 26 مارس 2015، لحماية اليمن ودول المنطقة من خطر الحوثيين المدعومين من طهران، سبقها وبالتحديد في 21 مارس 2015 اجتماع في قصر العوجا مع قادة خليجيين، لتحديد ساعة الصفر.وكانت تلك العاصفة نقطة انطلاقة لتشكيل قوة عربية عسكرية، وتم إقرارها بعد ذلك خلال القمة العربية في شرم الشيخ عقدت في بداية أبريل 2015.وخلال هذه الفترة، حرصت السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على الجانب الإنساني في اليمن، وذلك عبر عدة أوامر متعلقة في هذا الشأن، بدأت بأمر الملك سلمان بإرسال مساعدات طبية للجرحى، ونقل من تستدعي حالته تلقي العلاج في مراكز طبية في المملكة، للمصابين في قصف ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، في كل من عدن وصنعاء، ومروراً بأمر خادم الحرمين الشريفين، بتخصيص 274 مليون دولار لإغاثة اليمن، في 18 أبريل 2015، وهو المبلغ الذي حددته الأمم المتحدة كحاجة ملحة لمساعدة اليمن، ومن ثم أمره بتصحيح أوضاع اليمنيين المقيمين في المملكة بطريقة غير نظامية، صدر صباح السبت 2 مايو 2015. وفي 21 أبريل 2015، أعلنت وزارة الدفاع السعودية، انتهاء عملية «عاصفة الحزم»، وبدء عملية إعادة الأمل، بعد تحقيق الأهداف الرئيسة للعملية، وهي تحييد الأسلحة الثقيلة، والصواريخ الباليستية من الحوثيين، وتمكين القبائل من السيطرة على معظم المناطق اليمنية.وتقديراً من خادم الحرمين لجميع العسكريين على ما بذلوه خلال «عاصفة الحزم»، أمر بصرف راتب شهر لهم، وذلك ضمن سلسلة أوامر ملكية تاريخية صدرت فجر الأربعاء الماضي، منها تعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، بعد طلب ولي العهد السابق الأمير مقرن بن عبدالعزيز الإعفاء من منصبه، وتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، وتعيين الرئيس التنفيذي لأرامكو خالد الفالح وزيراً للصحة. وخلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، أعلنت السعودية أن الملك سلمان وجه بتقديم 4 مليارات دولار أمريكي معونات إلى مصر من أجل تخطي التحديات، وعودة مصر إلى بر الأمان الاقتصادي.بوادر هذه السياسة «الحازمة»، كانت واضحة الملامح منذ البداية، فبعد مبايعة الملك سلمان ملكا للبلاد كان له خطاب تاريخي رسم فيه برنامج عهده داخلياً وخارجياً، وكان من أبرز ما حرص عليه الملك سلمان في خطابه التأكيد على أن «دولتنا سائرة على خطى النمو بكل ثبات، وسنواصل العمل على الأسس التي قامت عليها المملكة، وسنسعى نحو التنمية الشاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة».وتطرق في خطابه الشهير إلى العمل على «تحقيق العدالة لجميع المواطنين، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا منطقة وأخرى، وأوضح الملك في ذات السياق: «أكدت على المجلسين الأمني والاقتصادي التيسير على المواطنين، ولن أقبل أي تهاون في توفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين».وشدد الملك سلمان حينها على القضاء على الفساد وحفظ المال ومحاسبة المقصرين، وقال إن «الأمن مسؤولية الجميع، ولن نسمح بالعبث بأمننا». مؤكداً على «تعزيز قدرات رجال الأمن لحماية الوطن».وأكد أن المملكة العربية السعودية «ملتزمة بمعاهداتها واتفاقاتها»، وستدافع السعودية «عن القضايا العربية والإسلامية بشتى الوسائل، وسنسعى إلى تنقية الأجواء العربية والإسلامية». وشدد الملك سلمان على أن «المملكة السعودية جزء من هذا العالم وتعيش مشاكله، وستسهم بفاعلية في وضع حلول لقضايا العالم الملحة».