عواصم - (وكالات): أطلقت جبهة النصرة «ذراع تنظيم القاعدة في سوريا»، وفصائل إسلامية معارضة معركتها الاستباقية ضد قوات الرئيس بشار الأسد و«حزب الله» الشيعي اللبناني في القلمون الغربي بريف دمشق بالرغم من حشد «حزب الله» قوة كبيرة للمعركة على الحدود اللبنانية السورية، وحديثه دائماً عن اختياره توقيت المعركة، فيما أعلنت مصادر معارضة مقتل علي العليان، قائد العمليات العسكرية لـ «حزب الله» في معارك القلمون، بعدما أطلق تجمع «واعتصموا بحبل الله» وجبهة النصرة معركة «الفتح المبين» الاستباقية ضد النظام والحزب.وتدور معارك عنيفة بين الطرفين في جرود بلدة الطفيل في القلمون، إذ يحاول «حزب الله» العودة بقوة إلى الميدان، بعدما تلقى الضربة الأولى من النصرة، التي أفقدته قائد عملياته العسكرية، أثناء هجوم مركز وعنيف شنته النصرة على نقاط الحزب في الجبة وعسال الورد. وخسرت النصرة 5 مقاتلين وعدداً من الجرحى، بينما تقول مصادر مختلفة إن الحزب والنظام خسرا 30 شخصاً بين قتيل وجريح، وأعلن جيش الفتح، الذي تشكل في القلمون على غرار جيش الفتح في إدلب، اغتنامه دبابة وعربة بي ام بي.في غضون ذلك، حذر الجنود اللبنانيون الشيعة المختطفون لدى «جبهة النصرة» رفاقَهم في الجيش اللبناني من معركة يحضر «حزب الله» للزج بهم فيها، وتتمثل بدخول الجيش لـ«جرود» المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، حيث تنشط الجماعات المتطرفة.وجاء تحذير المختطفين في فيديو جديد بثته «جبهة النصرة بالقلمون» عبر حسابها على موقع «يوتيوب»، ويظهر فيه الجنود في لباس مدني، إلا أن لحاهم قد أُطلقت، ويبدو الجنود المختطفون بصحة وحالة نفسية جيدة.سياسيا، كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة عن «مباحثات إيرانية أمريكية تدرس خطة لإجبار الرئيس بشار الأسد على التنحي مقابل شروط مبدئية، ودون تقسيم سوريا»، فيما أوضحت المصادر أن «إيران تضع شروطاً تصب لصالحها قبل الموافقة على تنحي بشار». ومن بين تلك الشروط دفع الديون المتراكمة على النظام السوري، وعدم الادعاء على أي من الأطراف الإيرانية كمجرمي حرب، والاعتراف بالمواطنين الإيرانيين الذين حصلوا على الجنسية السورية خلال الأحداث واحترام ملكيتهم للعقارات التي يملكونها وتأمين حقوقهم الكاملة كسوريين، إضافة إلى أن بعض الشروط العسكرية التي سيتم مناقشتها سراً وبوساطة روسية أمريكية مع المعارضة السورية. من ناحية اخرى، بدأ وسيط الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا محادثات واسعة في جنيف مع عدد من الأطراف الإقليمية والمحلية في النزاع السوري بينها إيران، في محاولة لإحياء المحادثات المتوقفة الهادفة إلى وقف النزاع في سوريا. وأوضح دي ميستورا للإعلام أن المناقشات المباشرة ستشمل «أكبر عدد ممكن من الجهات الضالعة في النزاع السوري» لتقييم إمكانات بدء جولة جديدة من المفاوضات.والمحادثات ستمتد على مدى 5 إلى 6 أسابيع أو حتى أكثر إذا لزم الأمر.إنسانياً، حذرت منظمة أطباء بلا حدود من تداعيات وقف العمل في مستشفى رئيسي في مدينة حلب نتيجة الأضرار التي لحقت به إثر غارات جوية استهدفت المدينة الواقعة شمال سوريا الأسبوع الماضي.وقالت المنظمة «تعرض مستشفى الصاخور للقصف مرتين خلال يومين متتاليين الأسبوع الماضي، وهو أحد مستشفيين موجودين في المنطقة وأجرى عمليات من شأنها إنقاذ الحياة وكان يقدم خدماته لنحو 400 ألف نسمة». وأضافت «أوقفت الآن جميع الأنشطة، بما فيها تلك المتعلقة بإصابات الحرب والعمليات الجراحية»، مشيرة إلى أن المستشفى عالج «خلال شهر مارس الماضي فقط 2444 مريضاً وأجرى أكثر من 300 عملية جراحية». في السياق ذاته، اتهمت منظمة العفو الدولية النظام السوري بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» في حلب بقصفه المدينة بشكل عشوائي، كما اتهمت فصائل المعارضة بارتكاب «جرائم حرب».