ضبطت جمارك البحرين 954 حالة تهريب ونشاط غير قانوني خلال 15 شهراً، منها 695 قضية في 2014 و259 قضية بالربع الأول من العام الحالي، حسب ما ذكر رئيس الجمارك الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة.وذكر أن من أهم القضايا المضبوطة خلال الفترة، امرأة عجوز قادمة من باكستان عبر مطار البحرين الدولي أثارت الشكوك، قبل اكتشاف كميات كبيرة من المخدرات بحوزتها، ليتضح لاحقاً أنها لم تكن تدرك ما كانت تحمل، حيث وضعها بعض المسافرين في نفس الرحلة داخل أمتعتها.وقال رئيس الجمارك لمجلة «الأمن» الصادرة عن إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية، إن أحد أفضل وكالات التصنيف العالمية صنفت البحرين مؤخراً باعتبارها من الدول الأفضل بالمنطقة.وأضاف أن الوكالة أشادت بـ90% من أعمال شؤون الجمارك وأنظمتها وقوانينها، بينما تلقت إرشادات واقتراحات تطويرية لـ10% فقط في التقييم العالمي، مردفاً «يجري العمل الآن على تنفيذ تلك الإرشادات».وذكر أن جمارك البحرين حققت هذا المستوى المتقدم، من خلال نظام تحديث واسع النطاق والاستثمار المستمر في التكنولوجيا والموارد البشرية، لافتاً إلى أن الجمارك لم تعد تلعب الدور التقليدي، إنما تتشارك مع أجهزة إنفاذ القانون الأخرى بحماية أمن الوطن.وتابع الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة حديثه عن تطور شؤون الجمارك «خلال وقت ليس ببعيد كان دور الجمارك يقتصر على جمع الضرائب والرسوم من المسافرين أو المستوردين، ومعظم الناس يعتقدون أن موظفي الجمارك يتواجدون في المطار لتفتيش حقائب المسافرين للكشف عن أشياء يحاول المسافرون تجنب دفع رسومها».وأوضح أن هذا بالفعل ما كان يفعله موظفو الجمارك قديماً، ثم تطورت الجمارك لتصبح قوة لحماية الحدود، وتلعب دوراً حاسماً في إحباط إدخال أي شيء غير قانوني، مثل المخدرات والمتفجرات والمواد المحظورة والمواد الغذائية غير الآمنة، عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة لأداء مهامها بطريقة مهنية.وأضاف أن العاملين في شؤون الجمارك يتميزون بالفاعلية والجاهزية، بفضل البرامج التدريبية المقدمة لهم وما يستخدمونه من أجهزة متطورة تساعدهم في عملهم، إضافة لفريق من الكلاب المدربة المهمة في العمل الجمركي. وواصل «بطبيعة الحال فإن الكشف عن المخدرات والمتفجرات جزء مهم من أمن الحدود»، مستدركاً «لكن علينا أن نركز كثيراً أيضاً على المواد الغذائية والأدوية المؤثرة على الحياة اليومية للمواطن».واعتبر محمد بن خليفة، الجمارك واجهة البحرين، مؤكداً أهمية وجود قوانين تعطي انطباعاً جيداً عن البحرين. وبرر «القادمون إلى المملكة يمرون على أقسام الجمارك، بينما يفضل المستثمرون ممارسة الأعمال التجارية في دول تكون القوانين فيها صديقة للتجارة». وقال «هناك سعي دائم لمراجعة القوانين والأنظمة الجمركية، لتسهيل تبادل السلع والخدمات وتشجيع الأنشطة التصنيعية في البلاد، وتطوير الإجراءات الجمركية بما يتناسب مع التطورات العالمية، ما جعلت من البحرين مركزاً للجمارك بالمنطقة».وأوضح أن شؤون الجمارك ملتزمة بتطبيق الاتفاقات التجارية العالمية لحماية أمن المواطن والمقيم واحترام الالتزامات الدولية، لافتاً إلى أن شؤون الجمارك أصبحت جزءاً من وزارة الداخلية عام 2008 بموجب مرسوم ملكي، بعد أن كانت تتبع وزارة المالية.وعد القوى العاملة أهم موارد شؤون الجمارك، لافتاً إلى أنهم موضع الاهتمام والرعاية وأصبحوا يتمتعون بمهارات عالية، فيما ارتقت البحرين لتصبح عضواً مهماً في منظمة الجمارك العالمية، لكونها تحتل منصب نائب رئيس المنظمة ورئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبشأن تعيين رجال الجمارك قال الشيخ محمد بن خليفة «بعد تلقيهم التدريب الجمركي الخاص أصبحوا محترفين، وتوكل إليهم واجبات ومسؤوليات متخصصة، وتوفر شؤون الجمارك برامح التدريب المتقدمة لجميع الموظفين، وبعد الانتهاء من التدريب في الأكاديمية الملكية للشرطة، يتم تدريب الموظفين الملتحقين بشؤون الجمارك في معاهد متخصصة داخل البحرين وخارجها».وأكد أن شؤون الجمارك تطبق دائماً كل ما هو جديد وجيد، لتكون على دراية بآخر الإجراءات، لتتبع البضائع المغشوشة والمزيفة المتداولة في الأسواق.وذكر أن التكنولوجيات المطبقة في البحرين هي الأفضل، وتتم الاستفادة من الأجهزة المتطورة لتلبية الحاجات الجمركية، وقال «التكنولوجيا المتقدمة ساهمت في الكشف عن التهريب والأنشطة غير القانونية الأخرى بسهولة، وأصبحت الأمور أسهل بكثير».وعدد أحدث المعدات والأجهزة والأدوات المستخدمة الآن من قبل شؤون الجمارك، ممثلة بأجهزة التحليل المحمولة، وأجهزة التحليل الحرارية، للتأكد من خلو البضائع والأمتعة والمركبات من المخدرات، وأجهزة خاصة لكشف المواد الممنوعة أو الأشخاص أو الأشياء، لافتاً إلى أن البحرين جزء من مراقبة جودة الأداء KPI وهي قاعدة بيانات إلكترونية تسجل ما يدخل أو يغادر البلاد.وأكد أن هذا كله يرجع إلى معدات المراقبة والكشف المتطورة والتدريب المهني العالي لرجال الجمارك، مشيراً إلى أن شؤون الجمارك تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، خاصة بعد تطبيق نظام التخليص الجمركي الآلي، والتطور في أداء العاملين ليتناسب مع أفضل الممارسات الجمركية العالمية.