أكد عضو مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ فاضل فتيل، أن اتباع المنهج القرآني يؤدي إلى الاستقرار النفسي والأمن في المجتمع، داعياً إلى الابتعاد عن العداوات والتحزب والتطرف، باعتبار المتطرف أدعى للسقوط والسائر في وسط الطريق أقرب للنجاة. وخلال احتفالية نظمتها وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بمناسبة ليلة القدر أول أمس، في جامع أحمد الفاتح الإسلامي وتحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، قال فتيل إن حفظ مكتسبات الناس وأشيائهم وهدوئهم من عناصر السلم، وإماطة الأذى عن الطريق من عناصر السلم أيضاً، مؤكداً ضرورة التكاتف والتعاون من أجل تحقيق الأمن والاطمئنان والوصول إلى مجتمع يسوده الود والتعايش السلمي. وتناول وكيل محكمة الاستئناف العليا د.إبراهيم المريخي، ثلاثة محاور في كلمته شملت الأصل الأصيل والتأهيل والفضل الجزيل، موضحاً أن ليلة القدر هي رحمة من رحمات الله سبحانه وتعالى، وهي عطية من عطايا الحق تعالى للأمة المحمدية التي جعلها من خير الأمم كما قال جل وعلا «كنتم خير أمة أخرجت للناس»، لافتاً إلى أن «رحمة الله تعالى هي الأصل الأصيل، وعلينا أن نتطلع إلى رحمة الله في كل شيء وألا تغيب عنا في كل أمر».وأضاف المريخي أن الله تعالى اختص هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص عديدة، وفضائل كثيرة، ومن هذه الخصائص والفضائل أنه سبحانه لما قدر أعمار أبناء هذه الأمة بسنين قليلة عوضهم عن ذلك بأوقات ثمينة، ومن هذه الأوقات رمضان، فإن الحسنات فيه تضاعف، ومن كرمه على الأمة جعل لهذه الأمة ليلة جليلة القدر، هذه الليلة هي ليلة القدر، فجعل العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر. وقال المريخي إن ليلة القدر تتطلب من المسلم أن يستعد ويتأهل بروحه ونفسه فيصفيها وينقيها ويصبح في درجات المخلصين من أجل اللقاء بتلك الليلة، وهذه هي الحكمة إذ إن استعداد الصائم منذ بداية رمضان بالإخلاص في الطاعة يؤهله لذلك، مشيراً إلى أنه ليس الشأن أن تبني صورة الصيام دون أن تنفث فيه الروح وأن الأعمال صور قائمة وأرواحها سر وجود الإخلاص فيها كما قال ابن عطاء الله.وأردف «بعد هذا التأهب والتأهيل يدخل الإنسان في الفضل الجزيل وهي ليلة القدر، الليلة العظيمة التي قال الله تعالى فيها (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر)، يكون فيها التحام أهل السماء بأهل الأرض وينتشر فيها السلام حتى إن الملائكة تسلم على أهل الأرض». من جانبه أكد فاضل فتيل أن اتباع المنهج القرآني يؤدي إلى الاستقرار النفسي والأمن في المجتمع، وأن فيه من التوجيهات ما لو اتبعت لساد جو التفاهم والتعايش السلمي ولزالت العداوة من القلوب، لافتاً إلى أن القرآن الكريم يركز على أهمية استتباب الأمن ليطمئن الناس وتتم العبادة. ورأى في قوله تعالى (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) دليلاً على أن عبادة الله تتطلب الأمن والأمان والبعد عن العداوات والتحزب والتطرف، إذ إن المتطرف أدعى للسقوط والسائر في وسط الطريق أقرب للنجاة والوصول، واختار الله لهذه الأمة طريق الوسطية فقال تعالى (وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً).وقال فتيل «إن في هذه الليلة العظيمة دروساً كثيرة وفوائد كبيرة لا يمكن لنا إحصاؤها، فنزول القرآن في هذه الليلة هو من أكبر الدوافع للتأمل فيه، إذ إن القرآن الكريم هو الضمانة الكبرى لسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، وفي قوله تعالى في سورة القدر (سلامٌ هي حتى مطلع الفجر) دلالة واضحة على أن هذه الليلة هي ليلة السلام وليلة السلم المستمر لألف شهر، بما يفوق ثمانين سنة أي المتوسط من عمر الإنسان، والمعنى أن الإنسان يجب أن يعيش حياته كلها مسالماً مع الآخرين، وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين)».