كتب - حسن الستري:أعلن الأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية علي خليفة أن مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية برئاسة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة قرر منح الجائزة في دورتها الثانية إلى د. أشيوتا سامنتا من ولاية أوديسا في الهند في مجالي الرعاية الاجتماعية ومحاربة الفقر والعوز جراء جهوده بمحاربة الفقر وتأسيسه مشروعاً تعليمياً سكنياً عملاقاً للمعدمين، موضحاً أن قيمة الجائزة تبلغ مليون دولار أمريكي وميدالية من الذهب، إضافة لشهادة تقدير ملكية.وقال خليفة، في مؤتمر صحافي أمس، إن «تسليم الجائزة في دورتها الثانية سيتم في احتفالية كبيرة تحت رعاية عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، يوم الأربعاء الموافق 3 يونيو المقبل الذي يصادف ذكرى ميلاد صاحب السمو الأمير الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه».وكشف أن «عدداً من العاملين في مجال الإغاثة والخدمة الإنسانية ترشحوا للجائزة في دورتها الثانية، سواءً كانوا أفراداً أو هيئات من مختلف دول العالم لنيلها، ما يؤكد المكانة التي باتت تحظى بها جائزة عيسى لخدمة الإنسانية بين مختلف العاملين في المجال الإنساني في العالم»، مشيراً إلى أن «عدد المرشحين وصل إلى 900 استوفى 27 منهم الشروط، قبل أن يتم اختيار 3 في قائمة مختصرة، وقع بعدها الاختيار على د. أشيوتا سامنتا».وأضاف أن «جائزة عيسى لخدمة الإنسانية تسعى إلى تقدير ومكافأة إسهامات أولئك الذين يريدون تغيير العالم نحو الأفضل من خلال علمهم وعملهم الدؤوب المتفاني والمبتكر الذي يساعد في استعادة الثقة، وفي تحقيق عالم أفضل إنسانياً لأجيال المستقبل».وأوضح أن «الجائزة تأسست بهدف خلق الوعي بالمساعي الإنسانية غير العادية عبر العالم، وإلهام وتشجيع المزيد من الناس لتحقيق التفوق في هذه المساعي، وتكريم المنظمات والأفراد الذين أظهروا قدرات متفردة في التأثير على العالم»، مشيراً إلى أن «الجائزة تمنح مرة كل عامين».وعن المراحل التي مرت بها الجائزة في دورتها الثانية حتى قرر مجلس الأمناء منحها لمستحقها، أشار إلى أن «مجلس الأمناء شكل بداية العام الماضي لجنة تحكيم مؤلفة من خبراء اختصاص عالميين يمثلون مختلف قارات العالم حيث عقدوا مداولاتهم خلال اجتماعات في البحرين برئاسة البروفيسور يان بولسون خبير القانون الدولي وقدموا نتائج التحكيم في كشف مختصر ضم أسماء أهم ثلاثة مرشحين لنيل الجائزة، في تقرير خاص رفع إلى مجلس الأمناء، وبناء عليه شكل المجلس فريق بحث ميداني للسفر إلى أكثر من بلد للتحقق من المشاريع والخدمات الإنسانية للمرشحين للجائزة».وحول معايير وأسس لاختيار الشخصية المستحقة لمنح الجائزة ، قال أمين عام منتدى أصيلة وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الأسبق عضو لجنة التحكيم للجائزة محمد بن عيسى إن «الجائزة التي أسسها جلالة ملك البحرين في عام 2009 تهدف إلى تكريم وتثمين جهود الأفراد والهيئات التي تقدم خدمات عالية ومتميزة للبشرية حول العالم في قطاعات الإغاثة والتصدي للكوارث، التعليم، الحوار بين الحضارات، تعزيز التسامح الإنساني والسلم العالمي، التحضّر المدني، العناية بالبيئة والتغير المناخي، التخفيف من وطأة الفقر والعوز إلى جانب المنجزات العلمية التي أسهمت في خدمة الإنسانية». وكانت الدورة الأولى من الجائزة مُنحت للماليزية د. جميلة محمود حيث تسلمتها في احتفالية مماثلة قبل عامين.يذكر أن د. سامنتا- الحائز على الجائزة في دورتها الثانية- أكاديمي عصامي وإنسان بسيط ومتواضع ويتيم، أسس خدماته الإنسانية المتطورة بكفاح متواصل وسعى إلى خلق عالم خالٍ من الفقر والجوع والجهل وعمل على احتضان المعدمين وأبناء القبائل الفقيرة وتوفير فرص حياة متكافئة.وأصبح مشروع د. سامنتا واحداً من المشاريع العملاقة التي توفر في شرق الهند التعليم والسكن المجاني، إلى جانب سبل الراحة، بأحدث ما توصل إليه العلم من تقنيات ضمن حرم جامعي مستقل يضم أكثر من 40 ألفاً من الأطفال والشباب الذين ينتمون لأفقر المجتمعات القبلية في إنجاز متفرد لا مثيل له على مستوى العالم.وتأتي هذه الجائزة العالمية من البحرين استذكاراً لروح أميرها الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وتخليداً لمآثره في بناء الدولة الحديثة وترسيخه لأنبل القيم الإنسانية ولما تميزت به شخصيته من كرم وبذل وإخاء إنساني ولدوره المتميز في كسب بلاده لعلاقات وصداقات إقليمية وعربية وعالمية.وتشتمل الجائزة على معايير للترشح خاصة بطبيعة المشروع وأهدافه وتتمثل في أن يكون العمل المتقدم للجائزة إنساني بحت، وألا تكون هذه الأعمال لها صلة سياسية أو ذات صلة بأي جهة حزبية، وألا يقتصر عمل المترشح على دولة واحدة وإنما توسع ليشمل رقعة واسعة من العالم، وأن لا يكون المترشح قد حصل على أي دعم مادي من جهات رسمية وإنما اعتمد على تبرعات الأشخاص والمؤسسات، وعلاقة المشروع بالمنظمات الدولية وبخاصة ذات البعد الإنساني.