واشنطن - (وكالات): استبقت واشنطن القمة التي ستجمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي أو ممثليهم في البيت الأبيض وفي منتجع كامب ديفيد، بالدعوة لترتيبات أمنية أكثر وضوحاً مع دول الخليج لمكافحة الإرهاب. ودعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى «ترتيبات دفاعية أوضح بين دول الخليج والولايات المتحدة والحلف الأطلسي من اجل مكافحة الإرهاب».وقال كيري قبل اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف الأطلسي في إنطاليا جنوب غرب تركيا «أعتقد أن جميع الدول الأعضاء في الحلف على قناعة بأن وضع ترتيبات دفاعية أوضح مع دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الدول الصديقة وبين الولايات المتحدة سيكون أساسياً لمساعدتها على التصدي للإرهاب». وتابع كيري أن هذا النوع من الاتفاقات يمكن أن يساعد على مكافحة «بعض الأنشطة التي تجري في المنطقة والتي تزعزع جميع هذه الدول» في إشارة إلى التمرد الحوثي في اليمن.ويستضيف الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض قادة دول الخليج سعياً لطمأنتهم إلى أن الولايات المتحدة التي تخوض مفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي تلزم اليقظة حيال أنشطة طهران «المزعزعة للاستقرار» في المنطقة.وتنعقد القمة في أجواء من التوتر وبعد ساعات على دخول هدنة إنسانية حيز التنفيذ في اليمن بعد 7 أسابيع من الغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين. ومن المتوقع أن تضع واشنطن ودول الخليج مجموعة من التدابير الأمنية في الشرق الأوسط غير أن الإدارة الأمريكية لزمت الغموض بشان نوعية النتائج التي تأمل التوصل إليها بعد المحادثات التي تستمر يومين.وتستهل القمة بعشاء عمل في البيت الأبيض تتلوه اجتماعات اليوم في منتجع كامب ديفيد الرئاسي. ووفق البيت الأبيض، فمن المقرر أن تركز القمة على سبل تعزيز التعاون الأمني بهدف مواجهة التحديات المتنامية في منطقة الشرق الأوسط.وقبيل القمة الخليجية الأمريكية، أكد الرئيس أوباما استعداد بلاده لاستخدام كل عناصر القوة لحماية أمن دول الخليج العربية من التهديدات.وقال أوباما في حوار لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرته أمس إن الاجتماعات مع المسؤولين الخليجيين فرصة للتأكيد على التعاون بشكل وثيق من أجل «مواجهة تصرفات إيران التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط».وذكر أن بلاده التي تتفاوض مع إيران على اتفاق حول برنامجها النووي، «تبقى يقظة» إزاء تصرفات طهران التي يثير نفوذها المتنامي في المنطقة قلق دول الخليج العربية.وأضاف أوباما أن «دول المنطقة على حق في قلقها العميق من أنشطة إيران، وخصوصاً دعمها لعملاء بالوكالة يلجؤون إلى العنف داخل حدود دول أخرى».وتابع أوباما «من الواضح أن إيران منخرطة في تصرفات خطيرة ومزعزعة لاستقرار دول مختلفة في أنحاء المنطقة. إيران هي دولة راعية للإرهاب. وهي تساهم في مساندة نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وتدعم «حزب الله» الشيعي في لبنان وهي تساعد المتمردين الحوثيين في اليمن».واكد الرئيس الأمريكي أن «إيران تتورط بالفعل في هذه الأنشطة من دون ترسانة نووية، ويمكننا أن نتصور كيف يمكن أن تصبح إيران أكثر استفزازاً إذا كانت تمتلك سلاحاً نووياً، وهذا هو أحد أسباب الاتفاق الشامل الذي نسعى إليه مع إيران، لنزيل أحد أخطر التهديدات لأمن المنطقة»، مشدداً على «أهمية الاتفاق الذي تسعى الدول الكبرى لإبرامه مع طهران بهدف ضمان سلمية برنامجها النووي».وقال «هذا هو أحد أسباب الأهمية البالغة للاتفاق الشامل الذي نسعى إليه مع إيران، فبمنع إيران مسلحة نوويا، سوف نزيل أحد أخطر التهديدات لأمن المنطقة». وتخشى دول الخليج أن تمتلك إيران في نهاية المطاف القنبلة النووية مع حصولها على رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها بموجب اتفاق نهائي قد يتم التوصل إليه، كما أنها تشعر بأن الولايات المتحدة لم تعد مهتمة كثيراً بالمنطقة التي تشهد نزاعات.وذكر أوباما بانتشار آلاف العسكريين الأمريكيين في المنطقة وبأن الولايات المتحدة تقوم بعدة مناورات عسكرية مشتركة كل عام وان دول الخليج يجب ألا يكون لديها «أي شك» حول التزام الولايات المتحدة إلى جانب «شركائها» في مجلس التعاون. وفي الملف السوري، أعلن أوباما أن الأسد «فقد كل شرعيته منذ فترة طويلة»، وأنه لابد في النهاية أن يكون هناك انتقال سياسي.وعن العراق، عبر الرئيس الأمريكي عن ثقته في هزيمة تنظيم الدولة «داعش»، إلا أنه شدد على أن المشكلة هناك ليست عسكرية فحسب، ولكنها سياسية أيضا. وكرر أوباما التزامه بعملية السلام في الشرق الأوسط، قائلاً «لن أيأس أبداً من أمل تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، مشيراً إلى أن «الفلسطينيين يستحقون نهاية للاحتلال والإذلال اليومي الذي يصاحبه». وإضافة إلى قلق دول مجلس التعاون الخليجي من البرنامج النووي الإيراني وتخوفها من إمكان حيازة إيران السلاح الذري إذا ما رفعت عنها العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها، فإن الدول الخليجية تشعر أيضاً بأن الولايات المتحدة بصدد التنصل من التزاماتها في هذه المنطقة.