عمليات التحالف في اليمن هدفها سياسي وليس عسكرياًبرلين - (إيلاف): أكد الرئيس السابق للاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل أن «قدرات المملكة العربية السعودية لطالما كانت في خدمة العرب»، موضحاً أن «المعيار لتقييم الأفراد في السعودية هو الأداء وليس العمر»، مشيراً إلى أن «سياسة إيران عدائية وتدخلها في سوريا والعراق ولبنان واليمن تزايد في عهد الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني الذي ينفذ على الأرض سياسات سلفه أحمدي نجاد في المنطقة»، مشدداً على أن «عمليات قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» هي مشروع سياسي وليس عسكرياً». وأضاف الأمير تركي الفيصل في حوار مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن «اختيار خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لولي العهد السعودي وولي ولي العهد كان بمباركة من مجلس البيعة وبموجب النظام الأساسي للحكم في المملكة».وقال إن «شقيقه الأمير سعود الفيصل الذي تولى إدارة الدبلوماسية السعودية نحو 40 عاماً سيواصل الأشراف على السياسة الخارجية من منصبه الجديد»، مؤكدًا أن «خبرته الواسعة ستكون أداة بيد الملك سلمان الذي يحدد السياسة الخارجية لتوجيه العلاقات مع الدول الأخرى». وعن سبب التفاؤل بآفاق تطور الوضع في اليمن، أجاب الأمير تركي «أن الآخرين ذهبوا إلى اليمن بهدف قهره، ونحن هدفنا اليوم إعادة ما جُرد من اليمن بأعمال الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح». ولفت الأمير تركي إلى أن «العملية نالت دعم مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي والشعب اليمني».وتطرق إلى طلب الحكومة اليمنية الشرعية من الأمم المتحدة إرسال قوات برية والنتائج التي يمكن على أساسها اعتبار العملية ناجحة، قائلاً «أنا لا أعتقد أن هناك حدوداً زمنية، فالرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي طلب دعماً دولياً، والهدف الذي حدده تحالف دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن إلى جانب دول أخرى، حمل جميع الفرقاء السياسيين في اليمن، بمن فيهم الحوثيون، على المشاركة في تسوية سياسية، فالحملة لم يكن لها قط هدف عسكري بل هي مشروع سياسي».وعما حققته الحملة الجوية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، قال الأمير تركي الفيصل «من يتابع تصريحات المتحدث باسم التحالف سيعرف أن الحوثيين تراجعوا في عدن وتعز والحديدة ومناطق أخرى».وشدد الأمير تركي على «أن مجلس الأمن الدولي أدان الحوثيين وأن السعودية وحلفاءها يواصلون دعمهم لدعوة الرئيس هادي إلى استئناف الحوار الوطني بين جميع الأحزاب اليمنية، بما فيها الحوثيون». وأضاف «أن على الحوثيين إعادة كل الأسلحة التي سرقوها من الجيش اليمني وإخلاء جميع المدن التي سيطروا عليها بالقوة والإفراج عن جميع السجناء الذين أخذوهم قبل السماح لهم بالمشاركة في الحوار».وسُئل الأمير تركي عمّا يتوفر من أدلة تثبت تدخل إيران في اليمن وإرسال شحنات من الأسلحة إلى الحوثيين، فأجاب قائلاً «إن هناك على يبدو ضعف نظر لدى الحكومات الغربية والإعلام الغربي بشأن التدخل الإيراني، فحتى خلال قتال الرئيس السابق علي عبد الله صالح ضد الحوثيين، عرض أسلحة مهربة من إيران، وعندما تولى الرئيس عبدربه منصور هادي مهام عمله ضُبطت سفينة محملة بهذه الأسلحة وقبل أيام قليلة عُرضت بطاقات هوية عائدة إلى أفراد في الحرس الثوري الإيراني وعسكريين وقعوا في الأسر».وأضاف الأمير تركي معلقًا على النفي الإيراني قائلاً «أليس هذا متوقعاً منهم؟ فهم ينفون حتى وجود قوات لهم في سوريا، وأن الرئيس حسن روحاني حيا في كلمته بمناسبة ذكرى التأسيس، الدعم الإيراني، كما قال، لشعوب اليمن وسوريا ولبنان والعراق، وأنا أعتبر ذلك دليلاً على أنه نفسه أصدر موافقته على هذا النوع من الدعم».وعمّا إذا كان في نية السعودية زعامة العالم العربي، قال الأمير تركي «نحن لم ننظر إلى أنفسنا قط كقيادة أحادية في العالم العربي بل كنا دائماً نعمل مع بلدان أخرى، والعملية الأخيرة في اليمن مثال على ذلك».وردًا على سؤال عن إمكانية حدوث تقارب سعودي إيراني على ضوء المستجدات السياسية الأخيرة، ومنها مجيء روحاني ورحيل سلفه المتشدد محمود أحمدي نجاد، وتعيين قيادة جديدة في السعودية، والاتفاق النووي مع إيران، قال الأمير تركي «عليكم أن تطرحوا هذا السؤال على الرئيس روحاني. فهو عندما أصبح رئيساً تحدث عن تحسين العلاقات مع السعودية ولكن على الأرض يبدو انه قام بتوسيع سياسات أحمدي نجاد في المنطقة، فإن تدخل إيران في سوريا والعراق ولبنان واليمن تزايد في عهد الرئيس روحاني. ونحن من الجهة الأخرى قلنا علناً، في عهد الملك عبد الله وعهد الملك سلمان، أننا نريد علاقات طيبة مع جيراننا. من جهة السعودية، فإن يدنا ممدودة والباقي على الإيرانيين».