عواصم - (وكالات): تمكنت قوات الرئيس بشار الأسد من صد هجوم لتنظيم الدولة «داعش» على مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع حصيلة القتلى من التنظيم الجهادي في عملية الإنزال الأمريكية إلى 32.وتتواصل المعارك بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وتنظيم الدولة على بعد كيلومتر من تدمر المعروفة بموقعها الأثري المدرج على لائحة التراث العالمي والواقع جنوب غرب المدينة، وذلك بعد أن انسحب التنظيم من «معظم الأحياء» الواقعة في الطرف الشمالي والتي كان نجح في دخولها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «تتواصل المعارك في ضاحية العامرية الشمالية»، مشيراً إلى أن التنظيم «انسحب من معظم الأحياء» بعد أقل من 24 ساعة على دخولها. وذكر محافظ حمص طلال البرازي «تم إفشال هجوم التنظيم وإقصاء عناصره من الأطراف التي كانوا يتواجدون فيها في شمال وشرق مدينة تدمر». وأضاف أن القوات النظامية «تمكنت كذلك من استعادة التلة المطلة على المدينة وبرج الإذاعة والتلفزيون في شمال غرب المدينة، بالإضافة إلى حاجز الست عند مدخل المدينة». وأشار إلى أن «الأمور بخير الآن في المدينة ومحيطها». وذكر التلفزيون الرسمي السوري نقلاً عن مصدر عسكري أن «سلاح الجو استهدف أرتال إرهابيي تنظيم داعش الفارين من محيط بلدة تدمر باتجاه بلدة السخنة ودمر عشرات الآليات بمن فيها». وأورد المرصد أن الطيران الحربي استهدف بلدة السخنة التي كان احتلها التنظيم في طريقه إلى تدمر، ما تسبب بمقتل 5 أشخاص. وقال المرصد إن المعارك شمال المدينة أسفرت عن مقتل 29 عنصراً من التنظيم المتطرف ومقتل 23 عنصراً من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها. وبدأ تنظيم الدولة هجومه على تدمر الأربعاء الماضي. وللمعركة أهمية استراتيجية بالنسبة إلى التنظيم، كونها تفتح له الطريق إلى البادية السورية المحاذية لولاية الأنبار العراقية التي يسيطر عليها التنظيم الجهادي. كما إنها مهمة من الناحية الدعائية، كونها محط أنظار الإعلام العالمي بسبب الآثار العريقة التي تحتوي عليها والمصنفة من منظمة «اليونيسكو»، على لائحة الأماكن الأثرية العالمية المحمية. على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع حصيلة القتلى من تنظيم الدولة في العملية الأمريكية التي تمت في حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور، أحد أكبر حقول النفط في البلاد، إلى 32، بينهم 4 قياديين.وأوضح عبد الرحمن أن 4 قياديين من «داعش» قتلوا في العملية، هم أبو سياف الذي يشرف على عمليات تهريب النفط لحساب الجهاديين، وقد أكدت واشنطن مقتله أمس الأول. ولم يحدد أسماء المسؤولين الثلاثة الآخرين، إنما ذكر أن أحدهم هو مساعد المسؤول العسكري في التنظيم المعروف بعمر الشيشاني «ويقدم على أنه وزير دفاع الدولة الإسلامية»، والآخر مسؤول عن قطاع الاتصالات. ولم تعرف مسؤولية القيادي الرابع.كما أشار عبد الرحمن إلى أن مسؤول الاتصالات سوري الجنسية، بينما المسؤولون الثلاثة الآخرون من دول المغرب.ونفذت فرق كومندوز من «قوة دلتا»، إحدى وحدات قوات النخبة الأمريكية المتمركزة في العراق، عملية إنزال بواسطة مروحيات عسكرية، في أول عملية إنزال برية ضد الجهاديين في سوريا تؤكدها واشنطن علنا.وهدفت العملية التي أمر بها الرئيس باراك أوباما إلى القبض على أبو سياف. إلا أن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض برناديت ميهان قالت إن هذا الأخير قتل «خلال الهجوم لدى اشتباكه مع القوات الأمريكية».وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن القوات الأمريكية قتلت 12 مسلحاً خلال تبادل إطلاق النار. وقال المرصد إن تنظيم الدولة يبحث عن عناصر في صفوفه من جنسيات عربية وشمال أفريقية يتهمهم «بتزويد التحالف بقيادة أمريكية بالمعلومات» التي سهلت عملية الإنزال.