كتب - حسن الستري:4 أطباء فقط يعملون بمركز سترة الصحي، البالغ عدد سكانها نحو 40 ألف نسمة، بواقع طبيب لكل 10 آلاف مواطن، بينما اشتكى الأهالي من ساعات الانتظار الطويلة والتي تصل إلى 7 ساعات بالفترة الصباحية.وبررت وزارة الصحة ساعات الانتظار بأنها اقتصرت على يوم الإثنين الماضي فقط، حيث كان أحد الأطباء الـ4 في إجازة مرضية، والثاني في إجازة وفاة، بينما كان ثالث في دورة تدريبية.وقالت «الصحــة» لـ«الوطـــن» رداً على شكاوى الأهالي بشأن ساعات الانتظار الطويلة، إنها عوضت بديلاً عن الطبيب الخاضع للدورة، بينما لم تعوض المجازين، ما يعني أن المركز عمل بطاقة طبيبين في ذاك اليوم. راجع المواطن حسين سلمان المركز الصحي في سترة قبل أسبوع عند الثامنة والنصف صباحاً، وقال «قبل أخذي رقماً للانتظار سألني موظف جالس عند لوحة الأرقام إن كانت حالتي طارئة، فأجابه ب(لا)، فأعطاني ورقة خضراء».وأضاف الشاكي «خلال انتظاري الدور، طلب مسؤول المستشفى من الموظف وقف إصدار أرقام المواعيد، وأن على المرضى مراجعة الممرضات بغرفة المعالجة للحالات الطارئة».وأردف «ناداني موظف السجلات بعد دقائق، وحدد لي موعداً عند الواحدة ظهراً، فاضررت للانتظار من الثامنة والنصف صباحاً حتى الواحدة ظهراً، بينما انتهت المعالجة بحدود الواحدة والنصف».وتابع «لأن يومي ضاع بالمركز الصحي، منحني الطبيب إجازة مرضية رغم أن حالتي الصحية لا تستدعي»، متسائلاً «ماذا لو قرر مسؤولي بالعمل إحالتي على لجنة طبية، ألن تحدث حينها مشكلة لو اتضح أن حالتي الصحية لا تستدعي إجازة مرضية؟».ولدى المواطن حسن عبدالله طفل في سن الحضانة، وخلال وجوده بالحضانة، اتصلت به المشرفة لتخبره أن ابنه مريض وحالته تستدعي زيارة طبيب «اختصاراً للوقت ذهبت للمركز الصحي لحجز موعد، فأخبرني الموظف أن المواعيد منتهية، رغم أن الساعة حينها لم تكن تتجاوز العاشرة والنصف صباحاً».وقال الشاكي «أبلغني الموظف بأخذ الطفل لغرفة المعالجة إن كانت حالته طارئة، فأخبرته أن ابني ما زال بالحضانة، وأريد أن أحجز له موعداً أولاً، فأجاب الموظف أنه ليس أمامي سوى حجز موعد مسائي بدءاً من الرابعة عصراً، فاضطررت حينها للذهاب إلى الطب الخاص».وأضاف «حين سألت الموظفين عن سبب نفاذ المواعيد، أخبروني أن عدد الأطباء العاملين بالمستشفى لا يتجاوزون 4، وهناك ضغط كبير على المركز الذي يخدم منطقة سترة بأكملها، لذا تنفذ مواعيد الفترة الصباحية عند التاسعة».وأردف «نذهب أحياناً للعلاج في قسم الطوارئ بمستشفى السلمانية، وحالتنا أحياناً غير طارئة، ولا تصل فترة الانتظار لساعتين، رغم أن القسم يستقبل مرضى من جميع أنحاء البحرين»، وتساءل «هل يعقل أن تصل فترة الانتظار بمركز صحي إلى 7 ساعات؟».بدوره قال النائب محمد ميلاد إن مركز سترة الصحي يخدم 40 ألف نسمة، حسب ما صرحت وزارة الصحة قبل عام، رغم أن الوزارة في خطتها المعلنة قبل سنوات، قالت إنها تسعى لتوفير مركز صحي لكل 20 ألف مواطن، ولكن الوزارة وفرت طبيباً لكل 10 آلاف مواطن في سترة.وأكد ميلاد أنه تلقى شكاوى كثيرة من الأهالي، أخبروه فيها أن عدد الأطباء بالمركز تناقص من 12 طبيباً قبل 5 سنوات إلى 4، ما سبب إرباكاً وضغطاً بالعمل، وجعل المواعيد تتنهي في الصباح الباكر، وتساءل «هل تريد الوزارة من المواطن مراجعة طوارى السلمانية حتى في الحالات غير الطارئة؟».وأوضح أن الكثير من المواطنين يضيع يومهم بالمستشفى، ويضطرون لأخذ إجازة مرضية من عملهم، مناشداً الحكومة للالتفات لهذه المشكلة ومعالجتها، لما لها من أضرار على صحة المواطنين وقطاع العمل.وعلقت وزارة الصحة على الشكوى بالقول «نشكر لكم مبادرتكم بالتواصل معنا لعرض ما ورد إليكم من شكاوى بشأن انتهاء المواعيد في مركز سترة الصحي الإثنين الماضي، حرصاً منكم على استيضاح الأمر قبل النشر».وأوضحت «هناك متابعة مستمرة يومية لعدد المرضى المترددين في الفترة الصباحية والمسائية في المراكز الصحية، وبناء عليه يتم توفير القوى العاملة المطلوبة».وبالنسبة لما حدث يوم الإثنين بررت الوزارة «كان هناك إجازتان طارئتان لطبيبين إحداها مرضية والأخرى إجازة وفاة، إضافة لمشاركة طبيب ثالث في دورة تدريبية معد لها مسبقاً، تخص التعامل مع الحالات الحرجة والطارئة وتهدف لرفع كفاءة الأطباء في التعامل مع هذه الحالات، ويصب في النهاية بمصلحة المريض، وبناء عليه تم التنسيق لتغطية النقص في ساعات العمل الناتجة من مشاركة الطبيب بالدورة، أما بالنسبة للإجازات الطارئة فقد يتعذر أحياناً التغطية الكاملة للنقص».واستدركت «لكن هذا لا يتعارض مع تقديم خدمة متكاملة في جميع العيادات بالمركز، ومعالجة جميع الحالات الطارئة في نفس الوقت، فهناك نظام تصنيف للحالات الطارئة من قبل الممرضة في غرفة المعالجة، أما الحالات العادية غير الطارئة فالمواعيد متاحة للمواطنين في الفترة المسائية من 4 ـ 12 مساء، ويستطيع المريض أن يأخذ موعداً مسبقاً».