كتب - حذيفة إبراهيم:أكد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أنهم ضد عمليات التخريب والحرق والفتنة الطائفية التي تتبع عمليات التحرير من قبل مليشيات الحشد الشعبي، حيث إن تلك العمليات سيستفيد منها الإرهاب وداعش، وبالتالي تحقق تلك الجماعات مبتغاها حينما تنشب الخلافات، وعند ذلك سيصرف العراقيين عن هدفهم في عملية التحرير.وأضاف سليم الجبوري، في تصريح خاص لـ»الوطن» على هامش زيارته للبحرين، أنه لا يمكن تحقيق النصر في المناطق التي يسيطر عليها داعش إلا بمساندة أهالي تلك المناطق، وكانت دعوتنا إلى أهالي الأنبار والموصل وصلاح الدين بضرورة أن يكونوا أول من يساهم بعملية التحرير، ولو هيئت جميع السبل اللازمة لهم لاستغنوا عن باقي أبناء المحافظات».وتابع الجبوري «مجابهة داعش بحاجة إلى سلاح ومقدرات تساهم في إدامة وقود المعركة وهي ليست سهلة، وبالتالي، العشائر حينما تريد أن تساند الجيش، لابد أن يكون هناك من يقف بجانبها».وأكد أن العراق يدافع عن العالم من خطر داعش والإرهاب، وهو تحدٍ يجب أن لا يحمل عبئه العراقيين فقط، وإن كانت المحافظات العراقية هي مرتكز لهم.وقال إن العراقيين يرفضون التدخل في شؤونهم الداخلية، مشيراً إلى أن تدخلات إقليمية أزمت الوضع في العراق، محذراً من أن عدم وجود عملية سياسية ناجحة في العراق قد يؤدي إلى استيعاب بعض المواطنين وترحيبهم بـ»داعش».وأشار رداً على سؤال حول التدخلات الإيرانية ومدى قبولها لدى أهل السنة، إن «أهل السنة كما هو الحال لباقي العراقيين يرفضون أي تدخل في شؤونهم الداخلية، ولا يرغبون في التدخل بشؤون أي دولة أخرى، نحن نريد أن تسير الأمور باتجاه تحقيق الإرادة الشعبية وصناع القرار لدينا، لقد عانينا من تدخل جهات إقليمية عديدة في الشؤون العراقية، وكان لها أثر كبير، وهو لم يكن مبرراً وأثر بشكل كبير على واقعنا العراقي، ومن خلاله نشأ الصراع والخلاف الكبير».وشدد على ضرورة أن يكون طرد داعش والقضاء عليها بـ»أيدٍ عراقية، ومساعدة من المجتمع الدولي وفي مقدمتهم الدول العربية».وتابع «هناك عزيمة لدى العراقيين في مواجهة التحدي في القضاء على داعش، وتحرير المناطق منها، وتحقيق الأمن والاستقــرار، وهــو لا يكـــون إلا بمساعـــدة ومساندة الدول العربية بداية، ثم المجتمع الدولي في الوقوف مع العراق بصورة أوضح». وأشار إلى أن القضية الكبرى في العراق، والتي يجب أن تكون هي وقوف العراقيين صفاً واحداً أمام التحدي، دون صراعات واعتبارات الطائفية، ولدينا ثقة باستطاعتنا إنهاء الإرهاب، ولكن بجهود استثنائية، وهي ستكون أسهل لو كان هناك مساندة من المجتمع العربي».وبيّن الجبوري أن الوضع العراقي معقد «فهنـــاك إرهـاب وداعـــش وغيرهـــا مـــن المشاكل، والتي أدت إلى استيلاء داعش على محافظات مهمة، وما تبع ذلك من تهجير للسكان، قضلاً عن عدم وجود المكنة التي يمكن أن تساعد صانعي القرار على احتواء الأزمة بشكل أو بآخر».وأشار إلى أن داعش حالة استثنائية، وورم أصيب به العراق وسوريا ومناطق مختلفة، وهي تريد أن تتمدد وتستفيد من التناقضات الموجودة في تلك الدول، ولديها فكر لا يمكن أن يحسب على المسلمين أو السنة، وهناك من يمد داعش داخلياً وخارجياً، كما أنها تستفيد من الأخطاء التي ترتكب في إدارة الدول والفشل في تحقيق الوئام الاجتماعي، وإذا لم تكن هناك عملية سياسية ناجحة في العراق، النتائج التي تترتب عليها، هي زيادة مقدار استيعاب داعش لمن يصيبه الأذى.وحول زيارته إلى البحرين، أكد الجبوري أن الغاية الأساسية منها تمتين العلاقات، وبناء أواصر تعاون في المجال البرلماني، وتشكيل لجان الصداقة، وقد تم ذلك، إضافة إلى إطلاع الجانب البحريني على مجريات الأمور السياسية وتحدياتها، والاستماع لوجهات النظر حول جملة من القضايا التي تتعلق بالمنطقة بصورة عامة.وأشار إلى أنها أول زيارة يقوم بها وفد برلماني إلى برلمان البحرين، بعد تشكيلته الجديدة، وهي تضم ممثلين ورؤساء الكتل السياسية ولجان الكتل المختلفة من مختلف الأطياف السياسية والأطياف المتنوعة.وأكد سليم الجبوري أن الحكومة العراقية والبرلمان، تسعى في طريق ثابت لبناء علاقات مع المحيط العربي والاهتمام بالدول العربية ودول الخليج على وجه الخصوص ونعتبر أن ذلك هو أساس ليعود العراق إلى حاضنة الدول العربية، وأن يكون له الدور المميز في هذا الجانب.