دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي الدول الأعضاء والمنظمات الإنسانية إلى تقديم المساعدات العاجلة لجمهورية السودان إثر الفيضانات والسيول العارمة التي اجتاحتها مطلع الأسبوع الجارى مما تسبب فى مقتل العشرات ومحاصرة الآلاف من السكان فى العاصمة الخرطوم.وكانت قد وأدت الأمطار الغزيرة التي هطلت قبل نحو أسبوع إلى سيول جارفة، وقع تأثيرها الأكبر على الخرطوم العاصمة وولاية النيل الأزرق الواقعة شمالها، كما تأثرت 5 ولايات أخرى، وأشارت تقديرات إلى أن نحو 14 ألف منزل على الأقل دمرت جراء السيول. وأعلنت ولاية الخرطوم عن تكوين صندوق لإعانة المتضررين من السيول بالمناطق التي تأثرت بها، حسب وكالة الأنباء الرسمية (سونا).وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان إن الخرطوم وولاية نهر النيل الواقعة شمالها هما الأكثر تأثرا بهذه الفيضانات التي أثرت أيضا على 5 ولايات أخرى. ونقل المكتب عن إحصاءات الهلال الأحمر السوداني ومنظمة إنسانية محلية أخرى، حتى الرابع من أغسطس، أن عدد الذين تاثروا بالأمطار الغزيرة والسيول في المنطقة الممتدة من ولاية البحر الأحمر في شرق السودان وحتى ولاية جنوب دارفور في غرب السودان يقدر بأكثر من 98 ألف شخص. وقال والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر بحسب ما جاء بسكاي نيوز عربية لدى ترأسه اجتماع اللجنة العليا لطوارئ الأمطار والسيول، إن الصندوق "سيساعد الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم"، ووجهت اللجنة بإعطاء الأولوية في توزيع الغذاء والإيواء للأسر التي لم تغادر مواقعها. وحسب الوكالة كانت اللجنة قد استمعت إلى تقارير مفصلة من 5 لجان وزارية عن حجم الأضرار التي بلغت المنازل، بين الانهيار الكامل والجزئي، والأعمال الهندسية التي جرت لتفريغ المياه من المناطق المتأثرة، وحجم الأليات المستخدمة طبقا لما ذكرت وكاله "اونا". كذلك استمع الاجتماع إلى تقارير من لجنة المعالجات الإنسانية التي أشارت إلي توزيع آلاف الخيام، بالإضافة إلى المعونات الغذائية التي قدمت للمتضررين واشتركت في تجهيزها الجهود الرسمية والأهلية. وحذر منسق مبادرة "نفير” غازي السنهوري من أن "الوضع الصحي للمنكوبين ينذر بكارثة”، مشيرا إلى احتمال انتشار أوبئة بينهم، وذلك في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”,ومبادرة "نفير” حركة شبابية أهلية قام بها مجموعة من الشباب السودانيين المتطوعين، من أجل مساعدة المتضررين من السيول في أنحاء متفرقة بالسودان. وقال السنهوري إن المبادرة تقدم مساعدات وأدوية وملابس ومياه شرب للأسر المنكوبة، كما تقوم بجمع معلومات عن حجم الأضرار الناجمة عن السيول لتقديمها إلى السلطات السودانية, وتابع: "نحاول مساعدة المتضررين لكننا نعاني نقصا في الإمكانات، فليست لدينا مثلا آليات لشفط مياه السيول، ونريد إنشاء مستشفيات ميدانية وحمامات للمنكوبين الذين باتوا في العراء”. وأردف المنسق: "وفرنا خيما محمولة للمنكوبين ومواد غذائية، لكن الوضع الصحي في أماكن متفرقة ينذر بكارثة، كما أن هناك احتمالات كبيرة لانتشار أوبئة”. وعلى مدار الأسبوع الماضي، لقي 11 شخصا على الأقل مصرعهم في السودان، حسبما ذكرت الأمم المتحدة الثلاثاء.