كتب - محرر الشؤون المحلية:قالت مدير مركز الحد لذوي الاحتياجات الخاصة بسمة صالح إن المركز يحتضن حالياً 23 طالباً من مختلف ذوي الإعاقة الذهنية، يتمتعون جميعاً بمواهب إبداعية كبيرة بجوانب عدة، مشيرة إلى أن تجربة المركز أكدت أن أبرز ما تعاني منه فئة ذوي الإعاقة الذهنية النظرة السلبية من المجتمع، ما يجعل توعية المجتمع بقدراتهم ضرورة قصوى لإنهاء تلك النظرة السلبية.وأضافت صالح في تصريح لـ«الوطن» أن «المركز يضم طلبة تتراوح أعمارهم بين الـ 4 - 25 عاماً، ولكل فئة مكانها الخاص، إلا أن جميعهم مبدعون في مجالات متعددة»، موضحة أن «ذوي الإعاقة الموجودين في المركز حصلوا على مراكز علياً وميداليات ذهبية في المسابقات المحلية، إضافة للمركز الرابع والخامس في المسابقة الخليجية لذوي الإعاقة، والجائزة الأولى في مسابقة المؤسسة الخيرية الملكية، فئة الرسم».وأكدت أن «نظرة المجتمع السلبية، وعدم إعطاء ذوي الإعاقة المجال لإبراز الإبداعات والطاقات هو ظلم كبير لهذه الفئة من المجتمع»، مشيرة إلى أن «دمج ذوي الإعاقة في مختلف فئات المجتمع والمدارس من شأنه تغيير تلك النظرة السوداوية تجاههم».وبحسب معلومات تحصلت عليها «الوطن» فإن مركز الحد لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة «استطاع منذ تأسيسه عام 2001، تخريج مختلف الإبداعات من ذوي الإعاقة في شتى المجالات»، فيما استفاد من خدمات المركز حوالي 86 طالباً وطالبة في الفئات العمرية المختلفة لحد سن الـ 25 .ويقدم المركز مختلف الخدمات التعليمية والتدريبية لذوي الإعاقة، بهدف إكسابهم المهارات الأكاديمية الأساسية عن طريق برنامج تعليمي خاص بالمركز، إضافة لخدمات تربوية فردية للطلاب من خلال تصميم خطة تربوية فردية لكل طالب تتلاءم مع قدراته العقلية والحركية.واستطاع المركز تزويد الطلاب بمهارات وممارسات اجتماعية وسلوكية يمارسونها عند أدائهم للأعمال اليومية الأساسية في المنزل والمركز والبيئة المحلية لإكسابهم الخبرات الشخصية لتحقيق التوافق الاجتماعي، فضلاً عن تطوير أنماط من السلوك والاستجابات لدى الطالب تنسجم مع الواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه وتحقيق درجة من التكيف مع أقرانه العاديين. ويهدف المركز إلى تنمية القدرة على الكلام والتعبير والنطق السليم عن طريق أخصائي تخاطب، وتعزيز القدرة على فهم واستخدام بعض من المفاهيم الرياضية الأساسية كالأرقام والمسافات وحساب النقود وغيرها من المهارات الحسابية.ويعمل المركز على تنمية المفردات اللغوية والقدرة على التعبير الصحيح عن الاتجاهات الأساسية والتدرج في تدريبهم على بعض مهارات القراءة والكتابة كل حسب مستواه. وانطلاقاً من الدين الحنيف، استطاع المركز غرس مبادئ العقيدة الإسلامية والتي في ضوئها يتم أيضاً بناء وتهذيب السلوكيات المرغوب فيها لتحقيق التوافق الذاتي. ولدى ذوي الاحتياجات الخاصة مهارات فنية عالية، يسعى المركز لتنميتها من خلال تنمية المهارات الحسية الحركية الدقيقة كالتلوين ، القص، تشكيل الصلصال، نظم الخرز وفقاً لاحتياجات التلميذ في الجوانب الأخرى، والعمل على تنمية التآزر البصري والحركي عن طريق الأشغال اليدوية والفنية. وقد أحرز المركز إنجازات مشرفة في المجال الفني.واستطاع المركز عرض رسومات الطلبة في المملكة المتحدة / ليفربول ضمن فعالية (Arab Arts festival).ويأتي الاهتمام ببناء القوة البدنية لذوي الاحتياجات الخاصة وتقوية المهارات الأساسية كالمهارات الحركية الدقيقة والكبيرة، وتعزيز عملية التآزر الحسي الحركي من خلال استخدام أساليب وأنشطة التربية البدنية المختلفة، وفوزهم في العديد من الميداليات على مستوى البحرين.ولتنمية الحاسة السمعية لدى الطلبة يسعى المركز من خلال التربية الموسيقية إلى جعلهم يميزون الأصوات واستخدامها في تنمية بعض الجوانب التعليمية والسلوكية والاجتماعية عن طريق الأناشيد.ويعد مركز الحد لذوي الإعاقة أول من طبق التعليم عن طريق الحاسب الآلي على مستوى مراكز التربية الخاصة بالبحرين، إذ جهزت جميع الفصول بالسبورة الذكية، وتماشياً مع تطور التقنية الحديثة تم تدشين هذه السنة 2014م الطاولة الذكية كأحدث وسيلة تعليمية.ولضمان نمو جسمي سليم للطلاب والتغلب على بعض الصعوبات التي تدخل في عملية تعلم الطفل لكثير من المهارات، فإن المركز يقوم بتوفير أوجه الرعاية الصحية لطلابه وتعليمهم الطرق الصحية للاعتناء بالنظافة الشخصية، كما يوفر وجبة صحية لطلابه ويقدم خدمات علاجية تشمل العلاج النفسي والطبيعي.وتحقيقاً لهدف دمج ذوي الإعاقة بالمجتمع، يقيم المركز فعاليات مشتركة تجمعهم مع أقرانهم العاديين وبعض الجهات الرسمية الداعمة لهذه الفئة فضلاً عن توفيره الكتيبات والنشرات حول أهم المعلومات التي تساعد الأسرة والمهتمين بهذا المجال، مع أشرطة تعليمية متخصصة، إضافة إلى اللقاءات الدورية المنتظمة بين أولياء الأمور والمرسلات والزيارات اليومية لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة للطلبة.واستطاع المركز تخريج العديد من الكوادر المختصة، من خلال تأهيل الهيئة التعليمية فيه، وتنظيم العديد من الدورات التدريبية الداخلية والخارجية المكثفة، إضافة إلى استقطاب المختصين لتنظيم تلك الورش.