حين أخبرني رئيس مبادرة إشراقات محمد بدر السيد بفكرة حملة «ما بنسكت» وهي حماية الأطفال من خطر التحرش، فكرت مباشرة بالرفض، وتساءلت: كيف سأكتبها للأطفال؟ وهل أستطيع فعل ذلك حقًا؟ ثم حملت مخاوفي وجميع أفكاري واتجهت نحو جهازي المحمول، فكتبتها على شكل قصة وأرسلتها فوراً، لأفاجأ بعد ذلك بالإعجاب.كان تسليط الضوء على هذه الظاهرة بهذا الشكل أمراً جديداً على المجتمع، ونحن في مجتمعاتنا العربية غالباً ما نرفض التجديد، لذلك واجهت بعض النقد حول الاهتمام بهذه القضية، فالبعض قال: هل نفدت جميع الأفكار وبقيت هذه فقط لتكتبي عنها؟ والبعض ظل محتفظاً بآرائه إلى حين ظهور العمل بحلته النهائية ليختار رد فعله بناءً على رأي الأغلبية، أما الآخرون فقد شجعوا ذلك لكونه سوف يساهم ولو بالشيء القليل في إيجاد حلول لبعض الظواهر المجتمعية المنتشرة بكثرة مؤخراً.إن التركيز على توعية الأطفال بهذه الأمور يقلل من خطورة تعرضهم لها، لأنهم سوف يشعرون باقتراب الخطر ولن يقفوا مكتوفي الأيدي، على العكس، ذلك سيجعلهم يسرعون لإخبار ذويهم أو من يرافقهم من الكبار بما يشعرون، وهذه هي الفكرة.أفرحتني كثيراً ردود أفعال بعض الصحف ووسائل الإعلام، حيث أعربت عن دعمها وتأييدها لهذه الحملة وقدمت العديد من الاقتراحات والأفكار التي من شأنها وضع بصمة إيجابية في المجتمع، وبناءً على ذلك زاد التشجيع مخلفاً طاقة تدعونا إلى مزيد من العطاء في المستقبل.أما طاقم العمل فأنا لم ألتقِ بهم، لكني لن أتردد في خوض هذه التجربة الجميلة معهم في حملات وأعمال قادمة بإذن الله، فشكراً لكل من ساهم في الخروج بهذا العمل ووضع بصمته، وشكراً لمن ساهم بالدعم ولو بكلمة، أهديكم دعوة صادقة مكللة بالود من الأعماق، فشكراً لكم. سوسن يوسف