كتب - حذيفة إبراهيم:لم يكن اختيار اتحاد المبدعين العرب لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، كأفضل شخصية وطنية عربية للعام 2015 وليد الصدفة، فقد جاء تكريماً للخطوات الحثيثة والاستثنائية التي قام بها جلالته خلال السنوات الماضية، من دعم للمتميزين، وخلق الإبداع وصولاً إلى النجاح.خطوات جلالته الحثيثة لدعم الإبداع والتميز جاءت في مختلف المجالات، والفئات العمرية، فقد دفعت تلك إلى رفع مستوى الإبداع في المملكة، ونتج عنه جيل من المبدعين تميزوا في مجالاتهم، ورفعوا راية البحرين بين الدول.ومنذ بداية المشروع الإصلاحي الذي أطلقه جلالة الملك المفدى، انطلقت معه الجمعيات الأهلية بصورة أوسع، إذ أصبحت تلك الجمعيات تعمل بحرية أكبر، وتحت مظلة القانون، حتى وصلت إلى حوالي 600 جمعية في مختلف المجالات، منها حوالي 100 جمعية شبابية، و50 أخرى تعنى بدعم مختلف الفئات العمرية أو خاصة بذوي الإعاقة، الذين لم يغفلهم المشروع الإصلاحي لجلالته.التعليم أولاًمنذ إطلاق مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل وحتى اليوم، شهدت البحرين مشاريع عدة خاصة بالتميز في مجالات التعليم والدراسة، الأمر الذي خلق نظاماً تعليمياً يساهم في الإبداع وإخراج مكنونات الطالب، والاستفادة من الأفكار التي يطلقها.وتوالت الخطوات الخاصة بدعم التعليم والمعرفة من خلال إنشاء مكتبة الملك حمد الإلكترونية، وتتويجها مؤخراً بمشروع التمكين الرقمي، فضلاً عن افتتاح مراكز دعم الإبداع والتميز سواء التابعة لوزارة التربية والتعليم أو لوزارة التنمية الاجتماعية.أما الجامعات البحرينية، فقد اتخذت نهجاً موازياً للرؤية الملكية في الإبداع، فلا يمكن لأي طالب التخرج من برنامج البكالوريوس إلا بابتكار مشروع ذي مغزى وفائدة كل في مختلف مجالاته، إضافة إلى البحوث العلمية المستمرة التي تنتجها الجامعات البحرينية سنوياً.الجوائز والمسابقاتولدفع المواطنين نحو التميز، أطلقت البحرين العديد من الجوائز الخاصة بالإبداع والتميز، والمعارض المختصة بعرض تلك الاختراعات، وهو ما تجلى مؤخراً في عرض تلك المشاريع الابتكارية في معارض تقنية المعلومات التي استضافتها المملكة.ومؤخراً، أطلقت البحرين جائزة الملك حمد للتنمية الزراعية، التي هدفت إلى الحصول على أفكار ودراسات هامة تختص بالزراعة في مملكة البحرين، والطرق الإبداعية والابتكارية للتغلب على الصعوبات التي تواجه المملكة في ذلك القطاع.البيئة التنافسية لم تقتصر على البحرين فقط، إذ أعلن سمو الشيخ ناصر بن حمد في أكتوبر الماضي عن جائزة الملك العالمية للاختراع العالمي، والتي تستهدف تشجيع ثقافة الإبداع والاختراع في شتى مجالات الحياة.ورعت البحرين معرض المخترعين في المملكة المتحدة، والذي شهد عرضاً لأبرز الاختراعات الهامة على مستوى العالم.كما أطلقت البحرين مسبقاً جاىزة الملك حمد لتكنولوجيا المعلومات، والتي تمت بالتعاون مع اليونيسكو منذ العام 2005 وتم توقيع عقد تجديدها مؤخراً، وذلك لأهمية تقنية المعلومات في الحياة للبشرية.واستمرت جائزة الشيخ عيسى لخدمة الإنسانية في اختيار أكثر الأشخاص تميزاً في مجالات خدمة البشرية، والتي تخصص تقديراً ومكافأة للأشخاص الذين يعملون بجهد لتغيير حياة البشرية نحو الأفضل.استمرارية الدعمولإدراك جلالة المفدى لأهمية استمرار الدعم المقدم للطلبة والمبدعين وغيرهم، سواء من خلال بعثات وزارة التربية التعليم المستمرة للمتميزين في دراستهم الثانوية، أو البعثات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى السرطان، والأيتام وغيرهم.واستمر جلالته في تلك الأفكار البناءة، فأنشأ جلالته وقف الشيخ عيسى بن سلمان التعليمي الخيري، إضافة إلى كرسي الملك حمد بن عيسى للتعلم الإلكتروني.دعم الأيتام «يا ليتني كنت يتيماً»اليتيم في البحرين ربما يكون الأفضل حالاً في دول العالم، فهو يحظى بدعم كبير سواء من المؤسسات الرسمية أو الأهلية، وعلى رأسها المؤسسة الخيرية الملكية، والتي أسسها جلالته للأعمال الخيرية ورعاية الأيتام، إيماناً من جلالته بأن تلك الفئة هي كباقي فئات المجتمع، يجب أن تحظى بكافة الدعم اللازم لها لحمايتها ولكي تكون مساهمة في بناء الوطن.وفي مؤتمر اليتيم الذي نظمته المؤسسة الخيرية الملكية، قال أحد المشاركين في مداخلة له، إن البحرين تعطي الأيتام ما لا تعطيه أي دولة أخرى، مختتماً كلمته بقوله «يا ليتني كنت يتيماً في البحرين»، فيما كان الأيتام من أكثر الفئات إبداعاً. كما يستقبل جلالته سنوياً الأيتام، ليعطيهم الدافع للتميز، وتعويضهم بشعور فقد الأب، لكي يحصلوا على الدعم اللازم للتميز والتفوق في الحياة.مبادرات ذوي الاحتياجات الخاصةوكغيرهم من فئات المجتمع، حصلت فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بكافة أشكالها على الدعم اللازم، إضافة إلى الجمعيات الخاصة برعايتهم وتأهيلهم، مما أنتج جيلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين حققوا مختلف املراكز الدولية سواء بالألعاب الرياضية أو حتى بدرجات تعليمهم وغيرها.التكريم المستمردأب جلالة الملك المفدى على تكريم من خدموا الوطن، مكافأة لهم على ما قدموه للبحرين من أعمال متميزة، لتصبح عادة منتشرة في المملكة بكافة المجالات، والمستويات.ويكرم جلالته سنوياً من خلال منحهم وسام البحرين ووسام الكفاءة وغيرها من الأوسمة، بالتزامن مع احتفالات مملكة البحرين بالعيد الوطني وعيد جلوس جلالته، وذلك من خلال اختيار فئات محددة قدمت خلال مسيرة عملها للبحرين الكثير، أو رفعت رايات المملكة، بغض النظر عن العم أو الفئة أو الهوية.ويرعى جلالة الملك المفدى العديد من الاحتفاليات الخاصة بتكريم المبدعين والمتميزين والمجتهدين، أبرزها رعايته السامية لاحتفال يوم العمال، وغيرها من الاحتفالات السنوية الخاصة بتلك الفئات، مما يعطي دافعاً للآخرين للتميز والإبداع والاجتهاد.
الملك.. خطوات حثيثة لدعم الإبداع ضمن مشروعه الإصلاحي
22 مايو 2015