في حين تسجل السعودية نجاحاً ملحوظاً بقيادة العرب في مواجهة الإرهاب الذي يدمر العراق وسوريا ويهدد اليمن وليبيا ومصر، تعرضت المملكة أمس لجريمتين متزامنتين أكدتا محورية الدور السعودي في مواجهة كل أشكال الإرهاب. إذ فوجئ الوجدان العربي بهجوم انتحاري إرهابي استهدف مسجداً خلال صلاة الجمعة في بلدة القديح بمحافظة القطيف شرق المملكة، أدى لاستشهاد 21 شخصاً وإصابة 102، فيما استشهد شخصان بينهم طفل وأصيب 5 بينهم 3 أطفال بقذائف أطلقتها ميليشيات الحوثيين الإرهابية على محافظتي الظهران وجازان جنوب غرب المملكة. تنظيم «داعش» الإرهابي أعلن مسؤوليته عن التفجير الانتحاري. وقال إن منفذه يدعى أبو عامر النجدي ونشر صورته على مواقع التواصل. وكانت الداخلية السعودية نجحت في ضبط أكثر من خلية إرهابية وإحباط عمليات مخطط لها. وبينما كان واضحاً أن التفجير الانتحاري هدف إلى إحداث فتنة داخلية، بدت السعودية أمس أكثر توحداً، واختلطت مشاعر أبنائها على مواقع التواصل تنديداً بالجريمة وحزناً على ضحاياها. وكان واضحاً التفاعل العربي الرسمي والشعبي مع الحدث، إذ أدانت البحرين -التي تربطها مع السعودية علاقات مميزة- التفجير الإرهابي، مجددة موقفها الراسخ الداعم والمؤيد لكل ما تتخذه السعودية من إجراءات لترسيخ الأمن وبسط الاستقرار. وأكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، في برقية تعزية لخادم الحرمين الشريفين، استنكار البحرين للعمل الإرهابي الجبان، مؤكداً الوقوف مع السعودية لحفظ أمنها واستقرارها.وتوالت ردود الفعل البحرينية الرسمية والشعبية التي ذهب معظمها إلى الثقة بقدرة السعودية على تجاوز كل ما يستهدف أمنها ودورها الإقليمي.الجريمة حدثت أثناء أداء المصلين لشعائر إقامة صلاة الجمعة بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح، إذ فجر أحد الأشخاص حزاماً ناسفاً كان يخفيه تحت ملابسه.