عواصم - (وكالات): سيطرت قوات المعارضة السورية وبينها "جبهة النصرة" وحلفاؤها بشكل كامل على مشفى جسر الشغور في مدينة إدلب شمال غرب سوريا حيث كان يتحصن اكثر من 150 جندياً ومسلحاً موالياً للنظام مع مدنيين من أفراد عائلاتهم، فيما عزز تنظيم الدولة "داعش" الإرهابي قبضته على مساحة واسعة من الأراضي الممتدة على جانبي الحدود العراقية والسورية بعد سيطرته على آخر معبر حدودي بين البلدين غداة الاستيلاء على مدينة تدمر التاريخية الأثرية وسط سوريا. وأعلنت قوات المعارضة السورية، تمكنها من قتل عشرات الجنود التابعين لقوات النظام وأسر آخرين بعد فرارهم من المستشفى الوطني في جسر الشغور، في وقت تحدث التلفزيون السوري عن فك الحصار عن المستشفى ومغادرة الجنود المحاصرين.يأتي ذلك بعد طول الحصار والإنهاك التي تعرضت له قوات النظام، وقد نصبت جبهة النصرة عدة كمائن لهم في الأراضي الزراعية المجاورة للمستشفى.وبعد سيطرة المعارضة السورية المسلحة على مدينة جسر الشغور، بقيت ثكنة المستشفى الوطني عائقاً أمام سيطرة قوات المعارضة عليها نظرا للتحصين الشديد الذي يتمتع به المستشفى، وللقصف الجوي المكثف من قبل طيران النظام منعاً لسقوطه.من ناحية أخرى، قتل القائد العسكري البارز في "حزب الله" الشيعي اللبناني، عبدالله عطية، ضمن قتلى آخرين للحزب، في معارك القلمون التي تجري بين ميليشيات الحزب والنظام السوري من جهة، وفصائل المعارضة. وعطية قائد بارز في "وحدة الرضوان" التي تتمتع بتدريب وكفاءة قتالية عاليين.يذكر أن عطية هو الذي ظهر في فيديو وهو يحمل راية "حزب الله" ويغرسها على أعلى تلة موسى في القلمون في الأيام الماضية. وقتلى الحزب الجدد في المعارك التي تجري في القلمون السورية هم محمد جواد ناصر، ومحمد إبراهيم إبراهيم، وعبدالله عبدالمحسن عطية، وعلي صقر، وأحمد البزال.في غضون ذلك، خسرت قوات النظام آخر المعابر مع العراق بعد سيطرة "داعش" على معبر الوليد الحدودي المعروف بمعبر التنف في البادية السورية.وجاءت سيطرة التنظيم على المعبر وفق المرصد السوري "عقب انسحاب قوات النظام منه". وبذلك، باتت كل المعابر الحدودية مع العراق خارج سلطة النظام إذ يخضع معبر البوكمال في ريف دير الزور شرقاً لسيطرة التنظيم أيضاً، فيما يخضع معبر اليعربية "تل كوجر" في الحسكة شمال شرق البلاد لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية. ولم يعد النظام السوري يسيطر عملياً إلا على حدوده البرية مع لبنان. ومن بين المعابر الحدودية الرسمية الرئيسة الـ19 بين سوريا والدول المجاورة أي لبنان والأردن والعراق وتركيا، يسيطر النظام على 7 معابر بينها 5 مع لبنان واثنان مع تركيا التي أقفلتهما من جهة حدودها. وفيما يتحكم المقاتلون الأكراد بأربعة معابر أخرى، يسيطر "داعش" على 4 معابر وكذلك الحال بالنسبة إلى جبهة النصرة "ذراع تنظيم القاعدة في سوريا" والفصائل الإسلامية المتحالفة معها. وفتحت سيطرة التنظيم الإرهابي على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص وسط البلاد له الطريق نحو البادية وصولاً إلى الحدود العراقية حيث معبر تنف. وتمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.ووفق المرصد، بات التنظيم يسيطر على أكثر من 95 ألف كلم مربع من مساحة سوريا، أي ما يوازي نصف مساحة البلد وإن كانت هذه المساحة لا تضم الغالبية السكانية.وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «سيطرة التنظيم على نصف مساحة سوريا تعني أن النظام لا يمسك إلا بـ22% فقط من المساحة المتبقية»، فيما تخضع المناطق الأخرى لسيطرة فصائل المعارضة أو جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المتحالفة معها.
مستشفى «جسر الشغور» بيد المعارضة وعشرات القتلى من النظام
23 مايو 2015