عواصم - (وكالات): ندد نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك بانسحاب القوات العراقية "المخجل" من الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار غرب العراق، ما أدى لسيطرة تنظيم الدولة "داعش" الإرهابي عليها، بينما دعا المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني إلى وضع خطة لتطهير البلاد من إرهابيي التنظيم، قبل أن يعلن متحدث رسمي باسم قوات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية انطلاق عملية تحرير مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، "خلال أيام". وقال المطلك للصحافيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي على شاطئ البحر الميت إنه "لا يمكن أن نتخيل أن قوات مدربة لأكثر من 10 سنوات وهي قوات النخبة الذهبية بالنسبة للجيش العراقي تنسحب بهذه الطريقة المخجلة وتترك أبناء المنطقة العزل يواجهون الإرهاب الذي قتل المئات منهم". وأضاف أن "الجيش يتحمل المسؤولية الكبرى في الموضوع، والحكومة يفترض أن تحاسب القادة العسكريين الذين تخاذلوا في هذه اللحظات الصعبة".وسيطر "داعش" على الرمادي إثر هجوم واسع بدأه الخميس الماضي انسحبت على إثره القوات الأمنية من معظم مراكزها في المدينة.وانتقد المطلك "غياب إستراتيجية واضحة للتعامل مع "داعش" لا على مستوى قطري ولا على مستوى دولي، لا واشنطن ولا التحالف الدولي يملك إستراتيجية واضحة حول كيفية التعامل مع التنظيم في العراق".واعتبر أنه "لا يمكن للحل العسكري وحده أن يجدي نفعاً دون حل الإشكالات السياسية" مضيفاً أن "الغارات الجوية وحدها لا تنفع".وأعلنت الولايات المتحدة أنها بصدد إعادة النظر في إستراتيجيتها المعتمدة منذ أشهر ضد التنظيم الإرهابي، بعد سيطرته على الرمادي ودعت إلى تعزيز دور العشائر السنية في العراق وتسليحها لتواجه التنظيم.من جهته، رأى المطلك أن "هذا الحل بات متأخراً ولو أنه ضروري، فتسليح العشائر بعد سيطرة "داعش" ربما لا يجدي نفعاً كما كان سيفعل قبل شهرين أو سنة".وأعرب نائب رئيس الوزراء العراقي عن أمله بأن يخرج اجتماع التحالف الدولي في باريس الشهر المقبل بـ "إستراتيجية واضحة وضربات مكثفة حقيقية تحجم داعش وتنهيه".وتستضيف باريس اجتماعاً للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" في 2 يونيو المقبل يشارك فيه خصوصاً وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.من جهته، دعا المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني إلى وضع خطة لتطهيرالبلاد من إرهابيي "داعش"، بعدما بسطوا سيطرتهم على الرمادي.وفي أول خطبة له منذ سقوط الرمادي لم يذكر الشيخ عبدالمهدي الكربلائي المتحدث باسم السيستاني وهو يلقي خطبة الجمعة نيابة عنه مدينة الرمادي صراحة. لكنه دعا إلى ضرورة وضع خطة دقيقة وحكيمة من قبل شخصيات وطنية ومحترفة لحل القضايا الأمنية والعسكرية والبدء في تطهير الأراضي العراقية من جميع الإرهابيين.في سياق متصل، أعلن أحمد الأسدي المتحدث الرسمي باسم قوات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية انطلاق عملية تحرير مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، "خلال أيام".وقال إن "عملية تحرير الأنبار تتطلب تحضيرات لأنها ليست سهلة". وتلعب قوات الحشد الشعبي التي تجمع متطوعين يؤلف أغلبهم فصائل شيعية دوراً مهماً عبر وقوفها إلى جانب القوات الأمنية لمساندتها في استعادة السيطرة على منطقة الرمادي التي أصبحت منذ الأحد الماضي، تحت سيطرة "داعش". وأكد الأسدي وهو نائب عن حزب الدعوة أن "العملية لن تبدأ خلال الساعات القادمة ولكن خلال أيام". وأضاف "ستكون عملية واسعة يشارك فيها عشرات الآلاف من المقاتلين من القوات الأمنية والحشد الشعبي".وأوضح أن "الاستعدادات جارية لتهيئة كل مقدمات الدخول في العملية، واندفعت أفواج من الحشد الشعبي إلى خط التماس المباشر مع العدو لتأمين خطوط صد لمنع داعش من التمدد لمناطق أخرى كمرحلة أولى".في الوقت ذاته، قال الجيش الأمريكي إن القوات العراقية تمكنت من تطهير طريق بري مؤد إلى مصفاة بيجي، أكبر مصفاة نفط في العراق.