وزارة الداخلية السعودية: خلية «داعش» تشكلت بالمملكة منذ 4 أشهرالقتلة اختلفوا حول حرمة تصوير الجندي بعد حرقه!إستراتيجية الخلية الإرهابية تقسيم السعودية إلى 5 قطاعاتالإرهابيون خططوا لاستهداف رجال الأمن ونشر الفتنة الطائفيةالرياض - (وكالات): توعد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمس بأن ينال كل من شارك أو خطط أو تعاون في الهجوم الانتحاري الذي استهدف مسجد علي بن أبي طالب في بلدة القديح بالقطيف شرق المملكة، عقابه المستحق، مؤكداً «الاستمرار في محاربة الفكر المتطرف».وقال العاهل السعودي في رسالة إلى ولي العهد السعودي ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز «إن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة وسينال عقابه الذي يستحقه».وأضاف في الرسالة التي نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية «لن تتوقف جهودنا يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم». وقال «لقد فجعنا جميعاً بالجريمة النكراء التي استهدفت مسجداً بقرية القديح مخلفة ضحايا أبرياء ولقد آلمنا فداحة جرم هذا الاعتداء الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية». كما تقدم العاهل السعودي في الرسالة بالعزاء إلى أهالي الضحايا.وطلب خادم الحرمين من ولي العهد السعودي نقل تعازيه لأهل القديح من أسر المتوفين سائلاً الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جنته، كما طلب منه نقل تمنياته ودعواته للمصابين بأن يمن الله عليهم بالشفاء العاجل داعياً الله أن يحفظ المملكة وشعبها من كل مكروه.وكانت السعودية شهدت الجمعة الماضي هجوماً انتحارياً دامياً استهدف مسجد علي بن أبي طالب في بلدة القديح بمحافظة القطيف شرق المملكة وأدى إلى استشهاد 21 شخصاً وإصابة 101 آخرين.وشهدت المملكة تعاطفاً شعبياً ملحوظاً مع ضحايا القديح. ويستعد السكان لتشييع جماعي لضحايا الهجوم، وبينهم طفلان بحسب مصادر من المنطقة. وكان مفتي السعودية سارع إلى إدانة الهجوم الذي اعتبره «حادثاً إجرامياً» يستهدف الوحدة الوطنية.وقال الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل شيخ إن الهجوم تم فيما «المملكة تدافع عن حدودها الجنوبية، فأرادوا بهذا العمل إشغالها بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي».في شأن متصل، كشفت وزارة الداخلية السعودية، تفاصيل مخطط «داعش»، والذي نتج عنه استشهاد الجندي عائض الغامدي في أبريل الماضي وإحراق جثته في العاصمة الرياض، مشيرة إلى أن خلية «داعش» بدأت في التشكل في المملكة قبل 4 أشهر، وأن إستراتيجيتها تقسيم السعودية إلى 5 قطاعات، واستهداف رجال الأمن ونشر الفتنة الطائفية.وقال العميد بسام العطية من إدارة التحقيقات بوزارة الداخلية السعودية خلال مؤتمر صحفي عقده مع المتحدث الرسمي باسم الوزارة اللواء منصور التركي إن «إستراتيجية تنظيم «داعش» الإرهابي تقوم على أساس استهداف رجال الأمن ونشر الطائفية بين أفراد الوطن»، مشيراً إلى أن «الأجهزة الأمنية نجحت في القبض على مطلقي النار على قائد الدورية الأمنية خلال 48 ساعة، وعددهم 5 أفراد».وأشار إلى أن «الأجهزة الأمنية رصدت أهدافاً عدة لتنظيم «داعش» يسعى لتحقيقها في بلاد الحرمين لضرب الاستقرار وأن هذا التنظيم يقوم على تقسيم المملكة إلى 5 قطاعات لوجستية وتنفيذية، وأن إستراتيجية «داعش» تقوم على استهداف رجال الأمن ونشر الفتنة الطائفية».وأوضح عطية أن «أفراد خلية «داعش» التي ارتكبت جريمة قتل قائد الدورية الأمنية ورأوا في قتل ماجد الغامدي أنه حلال، فيما اختلفوا في من يحمل إثم تصويره على اعتبار أن التصوير حرام!»، لافتاً إلى أن «اثنين من قتلة الشهيد الغامدي حضرا حفل زفاف عقب ارتكابهما للجريمة، وأن بصمة داعش هي حرق الجثث».وبين أن «المتهم عبدالملك البعادي تمكن من تجنيد 23 شخصاً من أصدقائه وأقاربه، وأخذ البيعة منهم، وقام بإرسالها إلى زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي».وأوضح أنه «تم قتل الجندي عبر المطلوب البعادي، من خلال إطلاق 10 طلقات نارية، ومن ثم تولى محمد عبدالرحمن طويرش الطويرش حرق الجثة عبر سكب مادة الديزل عليه»، مشيراً إلى أن «اثنين من قتلة الغامدي حضرا حفل زفاف بعد الجريمة».وذكر أن «البعادي الذي كان يتولى مهمة القتل، جند 23 شخصاً في خلية «داعش»، وأغلبهم من أصدقائه وأقاربه».وأوضح العطية أن «خلية داعش التي تم ضبط 26 من عناصرها حتى الآن، خططت لاغتيال 5 ضباط بعضهم من أقارب أفرادها»، مشيراً إلى أن «أفراد خلية داعش رأوا أن قتل الجندي الغامدي حلال وتصويره حرام، وتم تشكيل تلك الخلية قبل 4 أشهر».ولفت إلى أن «المهمة بدأت بالتحرك من منزل المطلوب العصيمي، ومن ثم التوقف في محطة وقود لشراء مواد غذائية بهدف التمويه، ومن ثم شراء مادة الديزل، بعد ذلك توجه إلى جنوب العاصمة الرياض وبالتحديد عند الخزن الإستراتيحية»، مشيراً إلى أن «التحقيقات ما زالت جارية حول هل سبب وفاة الجندي هو الحرق أو الرصاص».من جهته، أشار اللواء التركي إلى أن «منفذ عملية القديح من صغار السن ويبلغ من العمر 20 سنة، وقد استغل الصغار في مثل هذه العمليات»، مؤكداً أن «والده موقوف لدى الأجهزة الأمنية».وكانت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية قد كشفت عن ملابسات الحادث والإعلان عن هوية المنتحر ويدعى صالح القشعمي، والذي نفذ عملية القديح بأمر «داعش»، وأن المادة المستخدمة في التفجير هي من نوع آر دي أكس، وشرحت عبر متحدثها الأمني تفاصيل متعلقة بالحادثة، منها تورط عشرات الأشخاص وارتباطهم بالانتحاري، وكذلك استشهاد جندي سعودي والتمثيل بجثته قبل أسبوعين.وكشف البيان أن «منفذ العملية الانتحارية ببلدة القديح كان تحت حماية ومأوى الموقوف عصام سليمان محمد الداوود»، مؤكدًا أن «الجهات الأمنية لا تزال تواصل تحقيقاتها في هاتين الجريمتين وتتبع كل ما له صلة بهما، والقبض على من يتبين تورطه فيهما سواء بالتحريض أو التمويل أو التستر».ويأتي ذلك فيما تشارك المملكة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم الإرهابي الذي يسيطر على أراض واسعة من العراق وسوريا.
خادم الحرمين: معاقبة كل مشارك أو متعاطف مع اعتداء القديح
25 مايو 2015