مقتل العشرات من الجيش و«الحشد الشعبي» بهجمات انتحارية قرب الفلوجةالقوات العراقية تسيطر على مواقع جنوب الرماديتغيير اسم عملية تحرير الأنبار الى «لبيك يا عراق» بسبب مخاوف طائفيةالصدر يقترح اسم «لبيك يا صلاح الدين» لعملية تحرير الأنبارمنظمة حقوقية: النازحون بالعراق يجبرون على العودة لمناطق النزاععواصم - (وكالات): وصف رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري تسلم التحالف الوطني الشيعي منصب محافظ ديالى شرق البلاد بأنه انفراد بالسلطة - في المحافظة ذات الغالبية السنية - ولوّح بإنهاء الشراكة معه، مشيراً إلى أن «التهيئة والاستعداد لمعركة الأنبار لم تكن على المستوى المطلوب»، مشدداً على «ضرورة أن يلعب المقاتلون السنة دوراً رئيساً في مواجهة إرهاب تنظيم الدولة «داعش»». في غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية إن 80 من عناصر الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي الشيعية قتلوا وأصيب العشرات في هجمات انتحارية قرب الفلوجة بمحافظة الأنبار، مضيفة أن «داعش» يتقدم بمناطق قرب الفلوجة، في وقت أكدت فيه القوات الحكومية بمساندة الحشد الشعبي المؤلف من فصائل شيعية، تمكنها من استعادة السيطرة على مناطق إلى الجنوب من الرمادي، مركز محافظة الأنبار، غرب العراق، من تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، فيما عبرت عدة جهات عن عدم الارتياح من اسم العملية التي أطلق عليها «لبيك يا حسين»، معتبرين أنها ترمز إلى الطائفية، قبل أن تعلن الحكومة عن تغيير اسم العملية إلى «لبيك يا عراق».وقال الجبوري إن «ما جرى خلال جلسة التصويت بمجلس المحافظة لاختيار محافظ ديالى أثار الاستياء، ويؤذن بانتهاء مرحلة التوافق السياسي وعدم الاعتراف بالشراكة السياسية والاتفاقات السياسية التي أبرمت بين الكتل».وكان مجلس محافظة ديالى شرق العراق قد صّوت على انتخاب مثنى التميمي - شيعي - الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس المحافظة لمنصب المحافظ بـ15 صوتاً من أصل 16 نائباً حضروا الجلسة، في حين قررت الكتلة السُنية التي تضم 13 عضواً الانسحاب من الجلسة احتجاجاً على مخالفة الاتفاقات السياسية التي نصت على أن منصب محافظ ديالى من حصة المكون السُني.واعتبر رئيس مجلس النواب العراقي أن التهيئة والاستعداد لمعركة الأنبار «لم تكن على المستوى المطلوب»، مشدداً على ضرورة أن يلعب المقاتلون السنة دوراً رئيساً في مواجهة «داعش».ورأى الجبوري أن العشائر تحتاج إلى إسناد ودعم بالسلاح وهذا لم يتحقق قائلاً «هذه النقاط يجب التركيز عليها في معركتنا مع داعش التي توصف على أنها من المكون السني». وعن تحرير نينوى، قال الجبوري «لا بد أن تتولد ثقة لدى سكان الموصل بأن القوات التي تأتيهم تحررهم من حالة شاذة وتجعلهم في وضع أفضل مما هم عليه».واعتبر الجبوري أن الدولة مطالبة بأن تكسب ود سكان نينوى المسالمين الذين أجبروا على البقاء بسبب الخوف وضعف الإمكانيات، من خلال الاستمرار بدفع الرواتب للموظفين. وسيطر «داعش» في 17 مايو الحالي، على منطقة الرمادي مركز محافظة الأنبار كبرى المحافظات العراقية. وأطلقت القوات العراقية عملية واسعة باسم «لبيك يا حسين» تهدف لمحاصرة الأنبار في خطوة نحو تحريرها من سيطرة «داعش».وتمكنت القوات العراقية أمس من السيطرة على منطقتين جنوبي مدينة الرمادي.وقال ضابط برتبة عقيد في الجيش من قيادة عمليات الأنبار، إن «القوات العراقية بينها الجيش وقوات أمنية أخرى وبمساندة الحشد الشعبي، استطاعت تحرير منطقتي الحميرة والطاش بعد خوضها اشتباكات ضد «داعش»».وتقع كلا المنطقتين في الجانب الجنوبي من الرمادي حيث تفرض القوات العراقية سيطرتها وتواصل محاصرة المدينة التي لم يبدأ الهجوم الحاسم لتحريرها حتى الآن.وتمكن إرهابيو «داعش» خلال هجمات متلاحقة وانسحاب قوات الجيش، من السيطرة على الرمادي التي صمدت على مدى عام ضد محاولات السيطرة عليها وهو الأمر الذي وصف باسوأ انتكاسة عسكرية منذ نحو عام.وتردد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في إرسال قوات الحشد الشعبي التي تجمع فصائل شيعية، للوقوف ضد الجهاديين في محافظة الأنبار.وكان يسعى، بدعم أمريكي، إلى استثمار مقاتلي العشائر عبر تدريبهم بدلاً من إشراك الحشد الشعبي في محافظة ذات غالبية سنية.لكن الأداء الضعيف للقوات الحكومية دفعه إلى اللجوء إلى قوات الحشد الشعبي للوقوف ضد هجمات التنظيم والعمل على طرده من الأنبار .لكن العملية التي اطلقت عليها قوات الحشد الشعبي اسم «لبيك يا حسين» والتي تهدف لتحرير مناطق في محافظة صلاح الدين شمال العاصمة، في خطوة لمحاصرة الأنبار ثم تحريرها أثارت مخاوف بحدوث توتر طائفي. وانتقدت وزارة الدفاع الأمريكية التي تلعب دوراً في محاربة «داعش» عبر تحالف دولي تتولى قيادته واشنطن، تسمية العملية التي تشير الى التشيع في بيئة غالبيتها سنية.وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيفن وارن رداً على تسمية العملية، «أعتقد أن هذا لا يساعد».وأضاف «لقد قلت دائماً أن مفتاح النصر، وطرد «داعش» من العراق، هو عراق موحد، يرمي انقساماته المجتمعية، ويتوحد ضد التهديد المشترك».كما انتقد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اسم العملية، قائلاً إن «تلك التسمية سيساء فهمها، لامحالة».وأضاف « لانريد أن يستغلها الطرف الآخر لجعل الحرب طائفية، بل العملية وطنية إسلامية».واقترح أن يطلق عليها اسم «لبيك ياصلاح الدين أو لبيك يا أنبار، فكلها في خدمة الوطن».وفي وقت لاحق، أعلن التلفزيون الرسمي أن المقاتلين أطلقوا اسم «لبيك يا عراق» على العملية بعد أن تعرض الاسم الأول «لبيك يا حسين إلى انتقادات واعتبر البعض أنه «اختيار طائفي على نحو فج».ويشارك في العملية 4 آلاف مقاتل إضافة إلى آخرين من القوات الأمنية، وقد انطلقت من جنوب محافظة صلاح الدين - التي تتقاسم حدوداً طويلة من الجانب الشمال الشرقي مع محافظة الأنبار - بهدف قطع الطرق عن «داعش». ويسيطر التنظيم على أغلب مناطق محافظة الأنبار التي تشترك بحدود مع سوريا والأردن والسعودية.ودفعت المواجهات الأخيرة إلى نزوح 55 ألف شخص من مناطق الرمادي فيما انقطعت السبل عن آخرين ما زالوا في مناطق خطرة، وفقاً لمنظمات إغاثية.وطالبت السلطات النازحين بإحضار كفيل، للسماح بالمرور إلى مناطق أخرى خصوصاًَ إلى بغداد، خوفاً من تسلل مسلحين بينهم. ما دفع البعض منهم إلى العودة إلى مناطق المواجهات في الرمادي، حسبما ذكرت منظمة الإنقاذ الدولي التي أشارت إلى إمكانية الحصول على كفيل مقابل بضع مئات من الدولارات.واعتبرت المنظمة أن هذا الأمر يترتب عليه «أعباء مادية يتحملها أناس ضعفاء للغاية» في إشارة إلى عدم جدوى الأمر لتحقيق استقرار أمني.
رئيس البرلمان العراقي: التحالف الشيعي ينفرد بالسلطة
28 مايو 2015