أكد مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالبحرين منير بوشناقي، أن مبادرة البحرين باستضافة مقر المركز وتقديم الدعم اللازم له، يحقق الدور المطلوب منه في حفظ تراث الأمة العربية. وأثنى بوشناقي في مقابلة مع «بنا»، على توجيهات القيادة البحرينية بتقديم كل أنواع الدعم والمساندة ليحقق المركز أهدافه ويؤدي رسالته المنشودة.وقال إن المركز أطلق مشروعاً لحماية مدينة زبيد التراثية في اليمن، بينما استضافت البحرين 3 ورش لضم الأهوار العراقية لقائمة التراث العالمي، في حين ينظم ورشة عمل لحماية المواقع الأثرية السورية يوليو المقبل.هل هناك مراكز في العالم تماثل في دورها وأهدافها المركز الموجود بالبحرين؟هناك المركز الصيني للتراث العالمي الموجود في شنغهاي، ويشرف على دول آسيا، وهناك مركز مشابه في ريو دي جانيرو في أمريكا اللاتينية، ومركز آخر في مدينة زاكاتيكس في المكسيك يشرف على دول أمريكا الوسطى، ومركز نورويي المشرف على دول أوروبا، وكل مركز من هذه المراكز، إضافة للموجود في البحرين، يعمل على حفظ التراث الإنساني العالمي في المحيط الموجود به.وللمركز دور مهم وكبير، خاصة أن المنطقة العربية شهدت في السنوات الأخيرة أحداثاً ألقت بظلالها على نوادر التراث العالمي الثمين الموجود بها، ما جعل للمركز مسؤولية تاريخية لحفظ تراثها الإنساني الكبير، إذ لم تستهدف الحروب والنزاعات في العراق وسوريا وليبيا وأخيراً اليمن، الإنسان فحسب، بل استهدفت التراث ذي القيمة العظيمة في حياة هذه الشعوب.ما الخطط التي بدأ المركز تنفيذها لحفظ التراث العربي؟بالنسبة لليمن أطلقنا مشروعاً للحفاظ على مدينة «زبيد» لما لها من أهمية وقيمة، وذلك بعد اتفاقية وقعت بين المركز ووزارة الثقافة اليمنية، وقدمنا لمؤتمر اليونسكو الـ38 المنعقد في الدوحة العام الماضي، كافة المبررات لإضافة المدينة للتراث العالمي، من أجل إنقاذها.وباشرنا الإجراءات التنفيذية الخاصة بإدارة مشروع الحفاظ عليها، وعقدنا عدداً من الاجتماعات واللقاءات حول التراث اليمني المدرج والخطوات المزمع تنفيذها من قبل المركز لمساندة الجهود الحكومية في أعمال الصيانة والترميم للمدينة وصون طابعها المعماري الفريد. ووجه الرئيس اليمني الشكر للشيخة مي بنت محمد آل خليفة لجهودها الحثيثة لإنقاذ موقع المدينة التي لديها تراث مشهور وهندسة معمارية فريدة من نوعها، رغم توقف المشروع قبل شهر بسب الحرب الدائرة هناك.أين كانت المحطة الثانية من خطة عمل المركز؟كانت في العراق، حيث استضاف المركز 3 ورش عمل متتالية في البحرين العام الماضي، وقدمنا ملفاً خاصاً لتسجيل منطقة الأهوار على قائمة التراث العالمي، وهي منطقة طبيعية وثقافية جنوب العراق. ونظراً للأوضاع الأمنية هناك، أقيمت هذه الورش في البحرين، وقدمت أجهزتها المعنية مساعدة كبيرة لاستضافة الخبراء العراقيين، وتلا ذلك وضع المخطط الإداري للأهوار، وهناك خطة طموحة بهذا المجال.ماذا عن سوريا وليبيا وتهديد المواقع الأثرية القديمة فيهما؟سوريا كانت محطتنا الثالثة في خطة المركز، ووقعنا اتفاقية لمساعدة الخبراء السوريين، ونظمنا ورشة لمدة أسبوعين في مكتب اليونسكو في بيروت حضرها 22 خبيراً سورياً من مسؤولي المتاحف والمواقع الأثرية بالتعاون مع منظمة اليونسكو وغيرها من المنظمات، وحققت الورشة نجاحاً كبيراً، ونتيجة لذلك ينتظر إقامة ورشة عمل إضافية يوليو المقبل.بالنسبة لليبيا، بدأ المركز اتصالاته للعمل مع الخبراء هناك، ونحن نحاول كمركز فني تجنب المشاكل السياسية، ونخاطب مباشرة الخبراء حسب الصلاحيات الممنوحة لدينا، لرؤية الأوضاع والبحث عن سبل للعمل من أجل حفظ التراث الليبي.