صنعاء - (الجزيرة نت): حذرت منظمات حقوقية ونشطاء يمنيون من اتخاذ المتمردين الحوثيين، المدنيين والمعارضين دروعاً بشرية بهدف ابتزاز القوى السياسية الرافضة لانقلاب الجماعة والضغط على التحالف العربي بقيادة السعودية لوقف غاراته على المواقع العسكرية. وبينما يواصل طيران التحالف العربي عملياته لدعم الشرعية وإجهاض الانقلاب في اليمن، تقول منظمات حقوقية إن مليشيا الحوثي تحتجز سياسيين وصحافيين في القواعد العسكرية ومستودعات السلاح لاتخاذهم دروعا بشرية وجعلهم ورقة ضغط وابتزاز.وكان صحفيان يمنيان قتلا الأسبوع الماضي إثر قصف طيران التحالف أحدَ المواقع العسكرية التابعة للحوثيين بمدينة ذمار جنوب صنعاء، وذلك بعد اختطاف الحوثيين لهما وسجنهما مع آخرين في موقع عسكري، وفق مصادر مدنية وحقوقية.وتقول هذه المصادر إن مليشيا الحوثي قد اختطفت 3 صحافيين - بينهم مراسل قناة بلقيس عبد الله قابل ومراسل قناة سهيل يوسف العيزري - وأودعتهم في مبنى الرصد الزلزالي بجبل هران بمدينة ذمار، واتخذتهم دروعا بشرية أمام غارات طيران التحالف.وحمّل حزب التجمع اليمني للإصلاح الحوثيين المسؤولية الجنائية عما قد يلحق بقياداته وأعضائه المختطفين في معتقلاتهم.وتحدث عن نقل قيادات كبيرة بالحزب إلى مواقع عسكرية في صنعاء مستهدفة من طيران التحالف.وكانت مليشيا الحوثي شنت مطلع أبريل الماضي حملة اعتقالات واسعة ضد قيادات وأعضاء التجمع اليمني للإصلاح، إثر تأييد الحزب لعمليات «عاصفة الحزم».وطالب الحزب المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بسرعة التحرك للحيلولة دون تكرار الحوثيين «للجريمة البشعة التي تعرض لها المختطفون في جبل هران بمحافظة ذمار».ودعا الأمم المتحدة والمنظمات العالمية للضغط من أجل إطلاق كافة المختطفين لدى الحوثيين، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.من جهتها، كشفت منظمة العفو الدولية عن جرائم بحق المختطفين والمعتقلين تقوم بها مليشيا الحوثي.ونقلت في تقرير نشرته حديثاً عن نجل القيادي في حزب الإصلاح محمد حسن دماج أنهم يعرّضون حياته وغيره من المختطفين للخطر، عبر وضعهم في مواقع عسكرية مستهدفة بالقصف الجوي.واعتبر المحامي عبد الرحمن برمان أن اتخاذ السياسيين والصحفيين دروعا بشرية يعتبر جريمة حرب طبقا لاتفاقية جنيف الرابعة، وكذلك قانون اتفاقية روما، مما يجعل محكمة الجنايات الدولية مختصة في نظرها.وقال إن فقهاء القانون الدولي يعتبرون اتخاذ المدنيين دروعا بشرية من أبشع وأخطر الجرائم انتهاكا لحقوق الإنسان.وأضاف أن جماعة الحوثي ابتدعت هذا الأسلوب الذي يتنافى مع تعاليم الإسلام وقيم المجتمع اليمني. وتحدث عن استنكار واستياء واسع في الأوساط الشعبية والسياسية والحقوقية والحزبية والقبلية لما تقوم به جماعة الحوثي. وقال إن جماعة الحوثي ركزت على نشطاء وقيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح، «ومازال مصير القيادي البارز محمد قحطان غامضاً».كما أشار إلى غموض مصير الشيخ محمد حسن دماج محافظ عمران السابق المعتقل لدى الحوثيين.وكانت أسرة دماج حذرت من محاولة اغتياله عبر نقله إلى معسكر بجبل نقم شرق صنعاء، يتعرض لقصف جوي بشكل مستمر من قبل طيران التحالف العربي.ولفت إلى غموض مصير وزير التربية والتعليم الأسبق عبد المجيد المخلافي منذ شهر ونصف عقب اعتقاله من ميلشيا الحوثي عند المعابر البرية قرب الحدود السعودية، حيث كان مغادراً إلى الأردن لحضور مؤتمر اقتصادي.وناشد المحامي برمان المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التدخل لوضع حد «لممارسات الحوثيين الإرهابية وإنقاذ المدنيين من الموت».