عربت الولايات المتحدة الاثنين عن "القلق البالغ" حيال قرار اسرائيل السماح للمستوطنين اليهود بمواصلة البناء على الاراضي الفلسطينية المحتلة عشية جولة جديدة من محادثات السلام. وعبرت واشنطن عن هذا الموقف بعد اعلان الحكومة الاحد بناء 1187 وحدة سكنية في الكتل الاستيطانية بالضفة الغربية والقدس الشرقية. ومع ذلك اعلن عضو في المجلس البلدي الاسرائيلي للقدس اليوم الثلاثاء ان البلدية وافقت على مشروع بناء 942 مسكنا في حي جيلو الاستيطاني.وجاء القراران بينما يفترض ان تعقد جولة جديدة من مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين الاربعاء في القدس في اطار مبادرة اميركية لانعاش هذه المحادثات من اجل تسوية طويلة الامد للنزاع في الشرق الاوسط.ويفترض ان تؤدي المفاوضات الى التوصل الى اتفاق خلال تسعة اشهر. لكن واشنطن تخشى ان يؤدي استمرار النشاط الاستيطاني الاسرائيلي الى عرقلة عملية السلام. وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي للصحافيين ان "هذه الاعلانات التي تشيرون اليها تاتي بالتأكيد في وقت بالغ الحساسية".واضافت "نواصل الاتصال مع الحكومة الاسرائيلية لابلاغها بقلقنا البالغ". واكدت المتحدثة ان "سياستنا لم تتغير (...) نحن لا نقبل بشرعية النشاط الاستياطي المستمر".وبعد اعلان الاثنين، اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يزور بوغوتا اهمية حل مسألة المستوطنات الاسرائيلية سريعا في الاراضي الفلسطينية.وقال كيري في مؤتمر صحافي مع نظيرته الكولومبية ماريا انخيلا اولغين، ان الولايات المتحدة "تعتبر جميع المستوطنات غير شرعية"، موضحا انه اجرى محادثات خلال النهار مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وكرر هذا الموقف "بشكل واضح جدا".ودعا كيري الفلسطينيين الى "الامتناع عن اصدار رد مضاد" للاعلان اسرائيل الاثنين بناء وحدات سكنية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مؤكدا ضرورة "العودة سريعا الى طاولة" المفاوضات.وسعى كيري الى تهدئة التوتر، قائلا ان هذا الاعلان "كان نوعا ما منتظرا"، داعيا الجانبين الى العمل على تسوية الخلافات بينهما.وقال كيري "كنا نعرف انه سيكون هناك استمرار لبعض عمليات البناء في بعض الاماكن واعتقد ان الفلسطينيين يتفهمون ذلك".واضاف "اعتقد ان احد هذه الاعلانات وربما واحد من هذه الاعلانات جاء اكبر مما كان متوقعا وهذا ما نناقشه الآن".وتابع الوزير الاميركي الذي بذل جهودا شاقة لاحياء المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين، انه لا يتوقع ان تتحول التطورات الاخيرة الى "عقبة" في طريق عملية السلام التي استؤنفت.واكد كيري ان "ما يؤكده ذلك هو في الواقع اهمية الجلوس على الطاولة (...) بسرعة وتسوية القضايا المتعلقة بالاستيطان التي تحل بشكل افضل بتسوية مشكلة الامن والحدود". واضاف "ما ان تحل مسائل الامن والحدود يمكن حل مسألة المستوطنات، لذلك ادعو كل الاطراف الى الامتناع عن اصدار رد مضاد او رد استفزازي يمكن ان يأتي من هذا المصدر او ذاك"وتابع وزير الخارجية الاميركي "بالتفاوض حول القضايا الكبرى، يصبح هذا النوع من القضايا الساخنة اسهل بكثير، وفي الواقع لا تعود مسائل ساخنة كما ينظر اليها اليوم".وكان المفاوض الفلسطيني محمد اشتية دان الاحد اعلان اسرائيل عن طرح عطاءات لبناء 1200 وحدة استيطانية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، معتبرا انه يدل على "عدم جدية" اسرائيل في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.وفي نيويورك، ذكرت الامم المتحدة بانها تعتبر الاستيطان الاسرائيلي "غير مشروع".وقال مساعد الناطق باسم الامم المتحدة ادواردو ديل بويي ان "موقف الامين العام (بان كي مون) حول المستوطنات واضح: المستوطنات في الاراضي المحتلة غير مشروعة، كانت ولا تزال غير مشروعة".من جهته، دعا الاتحاد الاوروبي الاثنين الاسرائيليين والفلسطينيين الى عدم تقويض عملية استئناف المفاوضات رغم هذا الاعلان. وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون "نطلب من الجانبين اظهار قيادة وحيوية لانجاحها".لكن عضو المجلس البلدي الاسرائيلي في القدس الشرقية يوسف بيبي علالو صرح اليوم الثلاثاء ان "البلدية وافقت على مشروع بناء 942 مسكنا في جيلو" الحي الاستيطاني.وقال علالو الذي ينتمي الى المعارضة اليسارية انه "قرار رهيب يعد استفزازا للفلسطينيين والاميركيين والعالم باسره الذين يعارضون جميعا مواصلة الاستيطان"وكشف مسؤول في المنظمة غير الحكومية الاسرائيلية السلام الآن المعارضة للاستيطان ان قرار البلدية يشمل امكانية بناء 300 وحدة اخرى ايضا في مرحلة لاحقة.وكان وزير الاسكان اوري اريئيل من حزب البيت اليهودي القومي المتطرف المؤيد للاستيطان رفض اي انتقادات دولية للبناء الاستيطاني، وقال في بيان "سنواصل تسويق الشقق والبناء في انحاء البلاد".