الشباب عماد المجتمع والركيزة الأساسية التي تبنى بها الأوطان، نفرح بوصولهم لأعلى المناصب ونفخر بتحقيقهم الإنجازات على كافة الأصعدة، لذلك تعنى الدول بتوجيه طاقات شبابها توجيها إيجابياً نحو التطوير والبناء، وبدون التوجيه يمكن أن تصبح هذه الطاقة معول هدم لا معول بناء. ونأسى على من ضيع عمره في المغريات والمشاركة في هدم الأوطان وحرم على نفسه ووطنه أن يكون شخصاً فاعلاً داعماً للاستقرار والتطوير. ولذلك وجب الاهتمام بالشباب، وكان من حقهم معاونتهم على حل مشكلاتهم، وأن تذلل لهم الصعاب ليجدوا السبيل إلى التقدم والارتقاء، وإننا لنجد في التوجيه النبوي ما يرشد الشباب إلى أقوم السبل، فالاستقامة والقيام بالواجبات وترك المنهيات أمر مطلوب من الشاب. قال الرسول عليه الصلاة والسلام «: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله».أن مشكلة تعاطي المخدرات هي من مشاكل المراهقين والشباب المعقدة ذكوراً وإناثاً، فلهذه المواد آثارها ونتائجها السلبية الهدامة في مجال الصحة الجسدية والنفسية والاقتصادية، وفي مجال الجريمة والانحراف السلوكي العام، والتأثير على الإنتاج والعلاقات الأسرية والاجتماعية، فالمخدرات آفة تدمر طاقة الإنسان وقواه العقلية والنفسية وتسقط وجوده الاجتماعي، فيتحول إلى عالة ومشكلة في المجتمع، ووجوده غير مرغوب فيه.وعلاج ذلك يكون بمشاركة المجتمع بأسره الذي عليه آن يشترك في إيقاف الشباب وإبعادهم عن هذه الآفة الخطيرة التي تدمرهم وتدمر مستقبلهم وحياتهم، فالبداية من الأب والأم اللذين عليهم حسن التربية الجيدة ومراقبة الأولاد في كل تصرفاتهم وخاصة مرحلة المراهقة ومعرفة من أصدقائهم وهناك دور للمدارس والمعلمين في حث الشباب والأولاد وإظهار مخاطر وأضرار المخدرات والإدمان.وما يقدمه برنامج «معاً» لمكافحة العنف والإدمان هو خير دليل على سعي حكومة المملكة متمثلة بوزارة الداخلية والمحافظة الجنوبية من جهود لتهيئة جيل واعي قادر على اتخاذ القرارات المثلى للوصول إلى حياة اجتماعية خالية من العنف والإدمان، حيث يهدف البرنامج إلى تعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية وكسر الحاجز بين النشء وجهات تنفيذ القانون، تطوير المهارات الحياتية، تسليط الضوء على تحديات الحياة التي من الممكن أن يواجهها النشء واستنباط أفضل الخيارات منهم، تطبيق المنهجية الواقعية لتزويد النشء بمهارات اتخاذ القرارات الصحيحة.