أتكلم بحرقة الزوج الذي يرى زوجته التي قضت 6 سنوات من الدراسة الجــــامعيــة في جامعة البحرين بكل جهـــد ومثـــابــرة واجتهاد، وفي تخصص يعتبر من أصعب وأطول التخصصات وهو تخصص «الهندسة المدنية»، يراها أسيرة البيت والبطالة المفتعلة. أقول مفتعلة وأعني هذه الكلمة تماماً، فبعد أن تخرجت زوجتي من الجامعة وأصبحت مهندسة مدنية وأصبح لها الحق كغيرها من المهندسين والمهندسات بالحصول على الوظيفة المناسبة التي تناسب تخصصها وعلمها، يأبى المسؤولون في الوزارات المختلفة في المملكة بأن يمنحوها هذا الحق الأصيل والذي كفله الدستور المسؤولون في الوزارات منعوا زوجتي من التوظيف بعد أن قامت بالعديد من المقابلات والامتحانات وحتى بعد الموافقة المبدئية على توظيفها، ولكنهم منعوها بعد ذلك بحجة دائمة ومستمرة بأنها «أنثى»، ولا توجد رغبة لدى هذه الوزارة أو تلك بتوظيف العنصر الأنثوي في هذه الوظيفة بحجج وادعاءات واهية، وأهمها بأن المرأة أقل جهداً وعملاً من الرجل وأن المرأة سيأتي يوم ما وتتزوج وتحمل ثم تلد وسيكون لها الحق بالحصول على إجازة الوضع وساعات الرضاعة وسيقل مردودها الوظيفي وإنتاجها للعمل!!إنها والله أعذار أقبح من الذنب!! فالمرأة التي لا يودون توظيفها هي الأم وهي الأخت وهي الزوجة وهي البنت فهل يرضى هؤلاء المسؤولون عـــن عدم توظيف زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم كما يفعلون بالأخريات، هذه سنة الحياة وهذه المسؤولية التي خلقها الله سبحانه للإناث فهل يعترضون هؤلاء على حكمة الله في خلقه!!مرت سنتان منذ تخرج زوجتي في يناير من العام 2013 ومازال يحدوها الأمل بالحصول على تلك الوظيفة المنشودة، والأمل كل الأمل والاتكال كل الاتكال على الله سبحــــانــه وتعالى لا علــــــى هذا المسؤول أو ذاك، فقد ضاق الأمل بالبشر وبقي الأمل بخالق البشر أن يزيل هذه التفرقة والبطالة المفتعلة في مملكتنا الحبيبة والتي لا ترضاها حكومتنا الموقرة بكل تأكيد.هذه شكاوى أنشرها من خلال هذا المنبر، لكي يعرف المسؤولون عن واقع حال إحدى بنات البحرين، التي تستحق كل الدعم والتكريم بالحصول على وظيفة ملائمة خاصة وأنها تعبت وسهرت وكدحت من أجل دراسة مجال يعد من أصعب التخصصات في جامعة البحرين، فهل ترضون لها أن تكون أسيرة المنزل بدل أن تأخذ موقعها الطبيعي كسيدة ناجحة منتجة في ساحة العمل تخدم بلدها وتحقق ذاتها.البيانات لدى المحررة