كتب – حذيفة إبراهيم: قالت مصادر رفضت التصريح باسمها خوفاً من التعرض للأذى لـ «الوطن» إن اتباع منهج ولاية الفقيه الذي يمثله عيسى قاسم استولوا على المآتم والمساجد ومؤسسات المجتمع المدني، بينما تم إقصاء المراجع الشيعية العربية من الساحة. وقالوا خلال لقاء مع «الوطن» إنه تم إطلاق ما يسمى بـ «مشروع العمل الإسلامي» أو غيره من المشاريع في عدة قرى في البحرين، بتمويل كبير من إيران عن طريق ما يسمى بـ «المجلس العلمائي» غير المرخص، وجمعية الوفاق. وأكدوا أن المشروع بقيادة عيسى قاسم جاء ليتحكم بالحياة الاجتماعية داخل القرى والمناطق ذات الأغلبية الشيعية في المؤسسات المدنية سواء الأندية الرياضية والاجتماعية أو الجمعيات الخيرية ذات الطابع الأهلي. وأشاروا إلى أن المشروع يحاول تغيير المفاهيم البحرينية والوطنية داخل الطائفة الشيعية، من خلال فرض أن «الولي الفقيه» هو الحاكم الفعلي لحين قدوم الإمام المنتظر، وهي النظرية التي أسسها الخميني بعد الثورة الإسلامية مطلع ثمانينات القرن الماضي في إيران. وبينوا أن الأجندة الجديدة التي يحاولون فرضها تعمل وفق مبدأ « من ليس معنا فهو علينا»، وهو ما يؤدي إلى تهديد وإقصاء وتهميش كل من يخالفهم في الرأي.وعبروا عن سخطهم مما يجري داخل أروقة تلك القرى، مؤكدين أن ذلك المنهج يعتبر دخيلاً على الطائفة الشيعية في البحرين.قرية تلو أخرىوقال مواطن رفض الكشف عن اسمه إن المشروع بدأ في القرى الواحدة تلو الأخرى، حيث تم تشكيل لجان نسائية وشبابية ومراكز إعلامية للترويج للمشروع داخل القرى، وليكون هو الأقوى إعلامياً من جميع النواحي، وذلك بتمويل من ما يسمى «المجلس العلمائي» غير المرخص بالإضافة إلى جمعية الوفاق.وتابع «وتم أيضاً خلال الأعوام الماضية السيطرة على هيئة المواكب الحسينية في البحرين حيث أصبحوا يتحكمون في خروج المواكب ومن يتزعمها، وأين تكون المناطق وحتى في أماكن الدخول والخروج».وبين أنه وبحسب الموقع الرسمي للمشروع، فإن الانطلاقة جاءت بعد ما يسمى «الصحوة الإسلامية الجديدة في مطلع القرن الخامس الهجري بقيادة السيد الإمام الخميني»، وذلك رغم وجود المراجع الشيعية العربية في البحرين، إلا أنه تم تجاوزها جميعاً غير معترفين بمها كأحد أعمدة المذهب. وأشار إلى أن الموقع الرسمي يعترف بأن الانطلاقة جاءت من مكتبة الشيخ أحمد العصفور مروراً بالمسجد الرئيسي لقرية بوري والذي تم اتخاذه مقراً لأنشطة المشروع، وتمكن من جهة أخرى التعاون مع المؤسسات العاملة في القرية.وقال إنه تم إقصاء المراجع الشيعية العربية البحرينية في المملكة، ومحاولات لتهميش أو انكماش لدورها، مقابل صعود منفذي فكر ولاية الفقيه والذين يعتبرون دخلاء على الطائفة في البحرين. وأوضح أنه وبعد أحداث التسعينات، برز المشروع وبدأ بانطلاقة سريعة مدعوماً بأجهزة إعلامية قوية ازدادت وتيرتها بعد العام 2002 تحديداً، حيث كونوا لهم قواعد وسيطروا على الأصوات الشيعية.وبيّن أن المشروع حقق أهدافه من خلال فرضه للأجهزة الإدارية اللازمة لتنفيذ الأنشطة، سواء في النوادي أو مجالس إدارة المآتم وغيرها، وفرض الندوات والمحاضرات التي تتحدث عن أجندتهم في القرى بشكل عام.وأشار إلى أن المشروع والإدارات الجديدة تعمدت تهميش بقية الفرق داخل الطائفة الشيعية، ووصل الحال بهم إلى رفضهم لمخالفيهم في الاحتفال بالمناسبات الدينية لدى الطائفة في حال اختلاف الرؤيا الشرعية للهلال بينهم، سواء أكان في مولد الأئمة أو وفياتهم وغيرها، وهو الأمر الذي تكرر مراراً رغم جميع المحاولات لحله والتي باءت بالفشل.إقصاء المخالف من جانب آخر، أكد مواطن رفض الكشف عن اسمه أن أصحاب أجندة ولاية الفقيه كل من يخالفهم الرأي، حيث منعوا من لم يشارك في أعمال الشغب والتخريب من الشبّان من المشاركة في «مواكب العزاء» أو حتى دخول المآتم، من خلال عدة مضايقات، مما أثار حفيظة العديد داخل أبناء الطائفة، وهو استخدام المساجد والمآتم للترويج لسياسة جمعية الوفاق واستخدامها في المحاضرات السياسية في محاولة منهم لفرض «الأمر الواقع» على الباقين. وبين أن أصحاب مشروع ولاية الفقيه استغلوا الشرخ المجتمعي الذي حصل بعد أحداث فبراير 2011 في الاستقطاب الطائفي والترويج للمشروع ولأجندة ولاية الفقيه، إلا أن الوعي عاد لدى الكثيرين ممن تم خداعهم خلال تلك الفترة.وأضاف «حاول المشروع الترويجي لما يسمى «بالرموز» حيث صعد عيسى قاسم كالمرجع الشيعي الوحيد، بينما تمت محاولات التغطية على بقية المراجع الشيعية، والترويج للخارج بأن عيسى قاسم هو المرجع الوحيد للشيعة في البحرين».وأوضح أنه على الصعيد السياسي، فإن جمعية الوفاق برزت كالجمعية الوحيدة التي يجب انتخابها، مستغلين فتاوى دينية صدرت من عيسى قاسم ومقلديه، بينما تم توزيعها في المآتم والمساجد للطائفة، مستغلين نفوذهم فيها.وبيّن أنه رغم الرفض الذي واجهه علي سلمان قبل أزمة فبراير، بعدما فشلت جمعية الوفاق في تنفيذ وعودها الانتخابية، إلا أنه عاد ليبرز مجدداً كبطل للطائفة من خلال التلميع له في الخارج والداخل، على حساب بقية الرموز الوطنية والتي إما تم تهديدها أو أن صوت الباطل كان أعلى منها، مستغلين الوسائط الإعلامية والتمويل المادي اللا محدود من قبل إيران والمجلس العلمائي.وسبق علي سلمان وسيد حيدر الستري أن تعرضا للطرد من أحد مآتم سترة في حادثة هزت أركان الوفاق العام 2009، بعد رفض المسنين لما طرحوه داخل المآتم، بينما تم توقيع عريضة لمنع سلمان من المشاركة في مناسبة «مولد فاطمة الزهراء» في قرية مهزة.منهج «الخميني» بدلاً لسيرة الأئمةفي السياق تابع مواطن آخر رفض كذلك الكشف عن سمه أن مما زاد امتعاض الأهالي هو تخصيص أيام عديدة في المآتم لطرح سيرة مؤسسة منهج ولاية الفقيه الخميني، وذلك بدلاً من أن يتم استرجاع سيرة الأئمة الأطهار أو الحوادث الإسلامية والتي عادة ما تروى في المناسبات الدينية، معبراً عن سخطه مما يجري في قريته التي يقطنها، حيث لا يمكن العيش فيها بعد السيطرة الكاملة لأتباع لك المنهج وإقصائهم للباقين من أبناء الطائفة.وقال «لضمان إعداد جيل مؤمن بولاية الفقيه، فإنه يتم تدريب الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 12 عاماً على الولاء للولي الفقيه، بينما تم استبدال عبارات «لبيك يا حسين» بـ «لبيك يا فقيه» داخل المآتم، ورفع صور عيسى قاسم ليبرز على أنه المرجع الوحيد لهم في المملكة بعدما تم إقصاء البقية.وأشار إلى أنه يتم توزيع الحلوى من البرادات والمحلات على الأطفال لجذبهم للدخول إلى المآتم وذلك حين فترة قضائهم لأوقات اللعب مع أقرانهم في الشارع، وذلك وفق برامج معدة مسبقاً تم تنفيذها جميع قرى المملكة تقريباً.وتابع «يأتي أحد المسؤولين لديهم ويدخل إحدى المحلات التي يلعب بالقرب منها الأطفال، حيث يدفع مبلغاً وقدره لشراء حلويات لهم، وبعد الانتهاء من أكلها يخبرهم بأن المزيد موجود في المآتم، حيث يتم هناك عمليات غسل الدماغ التي يمارسونها»، مردفاً: رغم وجود عدة مراجع دينية بحرينية إلا أنه تم إقصاؤها لصالح القادم من إيران عيسى قاسم خلال تلك الفترة.ومن جهة أخرى، ذكر المواطن أن مرشحيهم للنوادي ومجالس إدارة الجمعيات وغيرها ينتمون إلى جمعية الوفاق، إلا أنهم قدموا رسائل رسمية من الجمعية تفيد بعدم مشاركتهم فيها، رغم أنهم يحضرون اجتماعاتها المتكررة، مشيراً إلى أن الاستغلال وصل أقصاه، حيث لا تعطي العديد من الصناديق الخيرية المبالغ المخصصة للعوائل إلا تلك التي يشارك أبناؤها في أعمال التخريب أو أن لديها «واسطة» داخل الصندوق الخيري.وبيّن أنه واستغلال لتلك الصناديق، فإنها أصبحت تروج للمحاضرات والندوات السياسية التي يقيمها أعضاء الوفاق أو بقية الجمعيات السياسية سواء المرخصة أو غير المرخصة، مشيراً إلى أنه تم الترويج من خلال رسائل أحد الصناديق لمحاضرة سياسية لخليل المرزوق داخل إحدى القرى خلال الشهر الفضيل.
Bahrain
أتباع «ولاية الفقيه» يبسطون سيطرتهم على مآتم القرى وحسينياتها
14 أغسطس 2013