كتبت - شيخة العسم: «راتبي ينتهي كل منتصف شهر بالسكتة القلبية» يقول خالد حمد الذي يسكن مع والديه، إذ إن توفير مبلغ الإيجار لم يكن سبباً كافياً ليكفيه راتبه حتى نهاية شهر، فيما يؤكد الشاب فيصل عبدالعزيز أنه «سوء تصرف، فالراتب مشكلة تتكرر كل شهر لكني لا أتعلم من أخطائي».ويقول الشاب خالد: «تزوجت حديثاً وليس لدي أولاد ورغم أني أسكن مع والدي إلا أن راتبي الذي يعد جيداً لا يكفيني حتى منتصف الشهر، علماً أنه ليس علي سوى قرض بقيمة 195 ديناراً، لكن الراتب يختفي في غمضة عين وزوجتي تلومني كوني مسرفاً إلا أنني لا أشعر بهذا أبداً فأنا أشتري كل ما أظن أنني أحتاجه». ويواجه فيصل عبدالعزيز المشكلة ذاتها في سوء توزيع المصروفات ويقول «أعيش أنا وزوجتي في شقة ولدينا ولد واحد وزوجتي تعمل، إلا أنني لابد أن أذهب لوالدي أو والدتي في نهاية الشهر لأطلب منهما نقوداً، فأنا أخجل أن أطلب من زوجتي فهي تساعدني على مصروف الشقة، ولكنها دائماً ما تقول لي إني أحب المظاهر لهذا فأنا مسرف، ولكن في الوقت ذاته أبرر بأني لا أحب المظاهر ولكن أحب أن أشتري ما أشتهي وما يعجبني».ويتابع: «حاولت زوجتي وضع جدول لمصروفاتنا وكيفية توزيعها وأيضاً خصصت مبلغاً بسيطاً ندخره في البنوك، ولكني لم أستطع الالتزام بالخطة أبداً، فطلعاتي مع أصدقائي واحتياجاتي الشخصية لا يمكن أن أجدولها». نورة حمد حملت زوجها مسؤولية المصاريف الزائدة إذ قالت: «والله لو أعطوا زوجي مليوناً جان خلصها في ثلاثة أيام»، وتضيف أن «زوجي لا يستطيع تدبير أموره في أسبوع فراتبه ينتهي في أول أسبوع وأغرقنا بالديون والقروض».وأضافت: «أذكر أن زوجي أخذ قرضاً بخمسة آلاف دينار على أنه سيبني لنا غرفة وحماماً في منزل والده ويسدد دينه إلا أنه أنفقه على شراء هاتف وملابس وعطور، والشيء الوحيد الذي أداه هو الدين وباقي المبلغ لا نعلم كيف تبخر».ويشتكي أبو عبدالله من اعتماد ابنيه عليه في المصروف ويقول «أنا لا أبخل على أبنائي بأي شيء، وبعد أن تزوجا أصبحت مسؤولاً عنهما وعن أولادهما أيضاً وعلى الرغم من ذلك يقترضان بين فترة وأخرى من البنك، وفي آخر الشهر يطلبان مني نقوداً رغم أنهما يتسلمان رواتب جيدة»، ويضيف «لا أستطيع توبيخهما إلا أنهما يعتمدان علي جداً ولا أريد كسر خاطرهما فهما من فئة الشباب ويحبان أن يخرجا ويتنفسا، ولكن لا أعلم إلى متى سيبقيان على هذا الحال فأنا لن أدوم لهما». وحده الشاب صالح علي، من الذين التقت «الوطن» غرد خارج السرب إذ أكد أنه «كون نفسه بنفسه لم يعتمد على أحد، ويقول: «أنا متزوج ولدي ولداً وبنتاً، وأسكن مع والدي في شقه بنيتها بنفسي، ولا أطلب مساعدة والدي بشيء بل أخصص له راتباً شهرياً رداً لجميله وبراً به وأيضاً أعطي والدتي مبلغ 30 ديناراً شهرياً، وعلى هذا فأنا أوفر مبلغاً للمستقبل هذا كله بسبب حسن تدبيري مع أن لدي قروضاً، وفتحت مؤخراً مشروعاً صغيراً جداً لبيع الخضار والفواكه والحمد لله هذا يساعدني في زيادة دخلي».