عواصم - (وكالات): أعلنت المملكة العربية السعودية «وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الجنوب على حدود اليمن، بينما تحتوي القوة العسكرية الجديدة التابعة للقوات البرية السعودية، على مئات الدبابات والمدفعيات الحديثة، وتحمل معها آلاف الجنود والضباط في تخصصات عدة لتشغيل الآليات»، بينما كثف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل»، بقياة السعودية، غاراته على اليمن خاصة في صنعاء حيث استهدف مواقع عسكرية ما أسفر عن مقتل العشرات من ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، غداة اعتراض القوات السعودية صاروخ «سكود» أطلقه المتمردون على المملكة.وعلى الأرض، هناك سعي محموم لميليشيات الحوثي وصالح لبسط قوتهم في مناطق يمنية عدة، قابلتها المقاومة الشعبية في عدن والضالع وإب وتعز وصرواح والضالع بتكبيدهم خسائر في الأرواح والمعدات، رغم استخدام الميليشيات كافة الأسلحة عشوائياً في المناطق المدنية لإرهاب السكان وإضعاف المقاومة.وانسجم طيران التحالف مع وقائع ما يجري على الأرض فكثف غاراته في صنعاء والضالع وباب المندب، واستهدف الميلشيات في حجة وصعدة والمناطق القريبة من الحدود السعودية، حيث أحبطت القوات السعودية محاولات تسلل عدة وردت على إطلاق قذائف بقصف مواقع الميليشيات.يأتي ذلك رغم اقتراب موعد محادثات السلام اليمنية التي دعت الأمم المتحدة لعقدها في جنيف في 14 يونيو الحالي والتي وافق طرفا النزاع على المشاركة فيها. كما يأتي استمرار الغارات في ظل تواجد وفد حوثي في موسكو بعد أيام على إجراء ممثلين عن المتمردين محادثات مع مسؤولين أمريكيين في مسقط.وأعلنت مصادر مقتل العشرات من ميليشيات الحوثي وقوات صالح خلال غارات للتحالف استهدفت مقر القيادة العامة للجيش في حي التحرير السكني في صنعاء. واستهدفت 4 غارات مقر القيادة العامة الخاضع لسيطرة المتمردين ما أسفر عن انفجارات. وقصف طيران التحالف العربي مواقع عسكرية أخرى للمتمردين في صنعاء وشمال اليمن. ومن هذه المواقع، معسكر الجمينة التابع للحرس الجمهوري شرق صنعاء الذي استهدفته 7 غارات، ومخزن للأسلحة في جبل النهدين المطل على صنعاء من جهة الجنوب.وفي الجنوب، شن طيران التحالف عدة غارات لمساندة مسلحي المقاومة الشعبية التي تجمع الفصائل المناوئة للحوثيين والموالية لحكومة الرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي.وطالت الغارات مواقع الحوثيين ومواقع القوات العسكرية الموالية لصالح خصوصاً في عدن، كبرى مدن الجنوب. وتستمر المقاومة الشعبية بصد محاولة الحوثيين السيطرة على عدن حسبما أفاد اللواء اللواء فضل باعش، المسؤول العسكرية عن المسلحين الموالين لحكومة هادي.وفي محافظة تعز جنوب غرب البلاد، شن الطيران غارات على مواقع قريبة من باب المندب الاستراتيجي بحسب شهود. وقتل 4 مدنيين في مدينة تعز وأصيب 20 في عمليات قصف على الأحياء السكنية بحسب مصادر طبية ومحلية. وفي مدينة الضالع الجنوبية، قتل 10 من المسلحين الحوثيين وتم اعتقال 12 آخرون في أعقاب مواجهات مستمرة منذ السبت الماضي. وفي صفحته على «فيسبوك»، أكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام ترحيب مجموعته بمحادثات السلام التي دعت إليها الأمم المتحدة في جنيف، كما أشار إلى زيارة يقوم بها وفد من المتمردين إلى العاصمة الروسية.وقال عبدالسلام «تم لقاء مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في العاصمة العمانية مسقط، وتم خلال اللقاء مناقشة مؤتمر جنيف والتحضير له وقد أكدنا موقفنا المبدئي الذي ينص على الترحيب بأي دعوة للأمين العام للأمم المتحدة للمكونات اليمنية للمشاركة في مؤتمر جنيف دون وضع أي شروط مسبقة». وأضاف «وفي إطار اللقاءات التشاورية وصلنا إلى العاصمة الروسية موسكو تلبية لدعوة الخارجية الروسية». وسبق أن عقد ممثلون عن الحوثيين محادثات مع مسؤولين أمريكيين في مسقط الأسبوع الماضي. ويرى مراقبون أن الحوثيين يبحثون عن مكاسب سياسية لتعويض الانتكاسات الميدانية التي تُلحقها المقاومة بميليشياتهم على الأرض، وذلك قبل أيام قليلة على انطلاق لقاء جنيف الذي يجمع أطراف الأزمة اليمنية.وأضافوا أن الحوثيين باتوا يعلمون أنه لا مخرج من الأزمة التي أوصلوا اليمن إليها بسبب انقلابهم على الشرعية إلا بالتفاوض مع أطراف يمنية، بالإضافة إلى الأطراف الغربية والخليجية، وذلك بالطبع بعد تنسيقهم مع الحليف الإيراني.ويسعى الحوثيون لإعطاء موسكو دوراً أكبر في الأزمة اليمنية، مستندين على العلاقات الدبلوماسية المتينة بين الحليف الإيراني وروسيا، خاصة مع ضغوطات الحكومة اليمنية المطالبة بالانصياع المسبق من قبل الحوثيين لقرارات مجلس الأمن خاصة القرار 2216 حول الانسحاب من المدن وإعادة ما تم نهبه من الأسلحة. من جهة اخرى، كشفت مصادر مقربة من حزب علي عبدالله صالح أن الرئيس المخلوع يدفع باتجاه التصعيد العسكري في سبيل تحسين موقفه في مفاوضات جنيف المزمعة بحسب صحيفة «الشرق الأوسط»، وذلك بعد تصاعد مخاوف صالح من استفراد حلفائه الحوثيين بالمفاوضات وتوصلهم إلى اتفاقات جانبية بمعزل عنه. وقد أطلق المتمردون صاروخاً من نوع سكود على الأراضي السعودية التي اعترضته قواتها. وإطلاق الصاروخ هو الأول من نوعه منذ بدء حملة الضربات الجوية للتحالف العربي بقيادة السعودية في 26 مارس الماضي. وكانت الأمم المتحدة أكدت أن محادثات السلام ستعقد في جنيف في 14 يونيو الحالي.وكرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «دعوته الملحة كل الأفرقاء في اليمن إلى بدء مشاورات بحسن نية وبدون شروط مسبقة بما فيه مصلحة الشعب» كما أضاف البيان حول المفاوضات الهادفة إلى وقف نزاع مستمر منذ أسابيع أوقع أكثر من ألفي قتيل.
السعودية تدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة على حدود اليمن
08 يونيو 2015