واشنطن - (وكالات): نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تحقيقاً مطولاً عن الأنشطة التجسسية والتنكرية للفرقة التي اغتالت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والمعروفة باسم الفريق رقم 6.وتشير الصحيفة إلى الفريق بأنه جزء من التاريخ السري لوحدة من وحدات البحرية الأمريكية التي تسمى فرق البر والبحر والجو للبحرية الأمريكية والتي تعرف اختصارا باسم «سيلز». دبر هذا الفريق مهمات اغتيالات في الصومال وأفغانستان، وله مراكز تجسس بحرية مقامة بشكل مموه داخل سفن تجارية، وعلى البر يتنكر أعضاؤه في شكل شخصيات مدنية، ويتخذون من شركات وهمية ستاراً لأنشطتهم التجسسية، وفي كثير من الأحيان يتنكرون حتى بهيئة دبلوماسيين ويتخذون من سفارات الولايات المتحدة مقرات عمل لهم لتتبع الأشخاص التي تريد واشنطن اغتيالهم أو القبض عليهم. وتقول الصحيفة إن هذا الفريق هو أشد المؤسسات العسكرية الأمريكية عقائدية وأكثرها سرية وأقلها تعرضاً للتدقيق والتحقيق من المؤسسات الفيدرالية، وبعد أن جذبت الأضواء باغتيالها بن لادن، تحولت إلى ماكينة اغتيالات دولية لا يستطيع أحد التقرب منها. وبناء على ما تقدم، فإن «نيويورك تايمز» تصنف «الفريق 6» بأنه يعكس العقيدة الأمريكية الجديدة في الحرب التي لا تقيم الانتصارات بناء على النتائج التي تتحقق في أرض المعركة بل بعمليات الاغتيال الدموية الناجحة التي تنفذ ضد المتمردين.وبناء على الطريقة التي يعمل بها «الفريق 6»، فإن عقيدته العسكرية تقوم على تمويه الخط الفاصل بين الجندي المقاتل وعميل المخابرات، فبينما كان الفريق منخرطاً في حربي استنزاف في العراق وأفغانستان انخرطت عناصره في مبادرة بالاشتراك مع المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي أيه» سميت «برنامج أوميغا» الذي أعطى بعداً جديداً في تتبع واصطياد الخصوم. ورغم النجاحات التي حققها هذا الفريق، والتي تعترف المؤسسة العسكرية بأنها أسهمت في إضعاف شبكات المجموعات المناوئة للولايات المتحدة، فإن هذا الفريق متهم وبشدة بالإسراف في القتل. عام 2009 وجه قرويون أفغان وقائد عسكري بريطاني لـ «الفرقة 6» اتهامات بالقتل الأعمى عندما شارك أعضاء الفرقة في هجوم اشترك به عناصر من الـ«سي آي أيه» ووحدة مظليين في الجيش الأفغاني.وتقول الصحيفة إنه على الرغم من تحرير الرهينة الأمريكي الذي كانت تستهدفه العملية، فإن أسئلة أثيرت حول سبب إقدام «الفرقة 6» على قتل جميع المشاركين في أسره، إضافة إلى التسبب في مقتل عدد من الشبان المدنيين الأمر الذي أشعل توتراً بين الأفغانيين وقيادة حلف شمال الأطلسي التي تواجدت في أفغانستان بعد الغزو الأمريكي عام 2001.وقد أجرت الصحيفة مقابلات مع عسكريين ومراقبين متخصصين في هذا التحقيق المطول، ولكنها أشارت إلى أن جميعهم تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لأسباب أمنية تتعلق بسطوة الفرقة وحساسية التعامل مع أي أمر يخصها. ويتبين من المقابلات التي أجريت أن هناك اتهامات عديدة للفريق، ورغم إطلاق عدة تحقيقات في خروقات محتملة ارتكبها أعضاؤه إلا أن الصحيفة شددت على أن فرقة التحقيقات قد حرصت على أن إبعاد أي جهات خارجية أو مستقلة عنها.