الإرهاب ليس ظاهرة جديدة وليس بفكرة لها طبيعة قانونية بحتة، بل هو قضية أصبح لها واقع سياسي واجتماعي في كثير من الدول يستمد مصدره من جوهر المفاهيم السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه. وقد أدى انتشار الإرهاب إلى أن يصبح العنف واجهة رئيسة في هذا العالم تهدد الأمن والسلام وتعرض الاستقرار للخطر. وقد أدى انتشار الإرهاب في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر سنة 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى زيادة الاهتمام بمواجهة هذه الظاهرة، وظهرت على السطح تساؤلات كثيرة ومحاولات خاطئة لربطه بالإسلام، أو تعليله بتمرد ضحايا العولمة والمجتمع الغربي، أو بأنه بداية «صدام الحضارات» كما أسماه هانتينجتون، أو الربط بينه وبين أساليب المافيا والعصابات لتحقيق مصالحها.ولقد أدى الغموض الكبير الذي يتسم به مفهوم الإرهاب إلى الإحساس بالقلق الشديد لمواجهة هذه الظاهرة، الأمر الذي دعا إلى محاولة وضع تعريف للإرهاب يمكن في ضوئه الانطلاق إلى تحديد أساليب المواجهة للوقوف بحزم في مواجهة ترويع السلطة والسكان المستهدفين.ويلقي الإرهاب نوعين من التحديات، تحديات أمنية تتعلق بالأخطار التي تنبعث منه على الأمن والنظام العام، وتحديات تتعلق بحقوق الإنسان خشية التضحية بها عند مواجهة التحديات الأمنية. لهذا كانت مواجهة الإرهاب من الموضوعات القانونية الشائكة التي يهتم بها القانون.ولا يقتصر الأمر على القانون الداخلي فحسب، بل يمتد إلى القانون الدولي ذاته، ومن هذا الجانب فكلمة الحق تقال إلى رجال الأمن البواسل فعلاً هم عيون الوطن الساهرة لسلامة أبناء الوطن، فهم دائماً ما يقدمون الغالي والنفيس ويضحون براحتهم من أجل سلامة الجميع، فكل هذا يأتي بجهود واضحة من رجال الداخلية، مطالبين الدولة بإعطاء الدعم الأكبر لهم في التصدي لأعمال العنف والإرهاب، ومن أجل -أيضاً- القضاء على الخلايا النائمة، فشعب البحرين اليوم لا يريد فقط إحباط المخططات والمؤامرات الإرهابية، بل يريد تطبيق القانون على الجناة والمحرضين مع توجيه «كارت» الإنذار إلى إيران في التوقف عن الدعم المادي واللوجستي للمخربين، والعمل على التحريض بتنفيذ سلسلة أعمال إجرامية بالبحرين.ولنا شاهد على ذلك سرايا الأشتر الذين تلقوا التدريبات العسكرية بالعراق وإيران، فهي ليست خططاً عادية، فالتدريبات شملت الخطف والرماية واستخدام قذائف الهاون والمناظير، وكل هذا كان على يد حزب الله الإرهابي. فمن هنا لا بد أن أن يكون التعاون واجب والحذر أيضاً واجب، من خلال تشريعات رادعة للإرهابيين والمحرضين، وتطبيق القانون الذي طالما يسمع عنه شعب البحرين ولا يتم تطبيقه بكل حذافيره، فلا يمكن أن نكون في منطقة أمن وأمان ونحن نعيش مع سرايا الأشتر الذين يشعلون البلد ناراً، وينبغي ألا يمنعنا عن حماية أمننا الخوف من المنظمات الدولية والدول العظمى التي لا يمكنها التدخل في البلدان الأخرى، ولكن تفرض نفسها فقط على الدول الصغرى كالبحرين ومنطقة الخليج.عبداللطيف بن نجيب متطوع بدار يوكو لرعاية الوالدين ناشط شبابي
مطلوب تعزيز أمن البلد لحفظ الأمن والقضاء على الإرهاب
09 يونيو 2015