عزيزي القارئ : أعيرني إنتباهك يارعاك الله لدقائق معدودات لأوضح لك حقيقة ( خير أجناد الأرض ) من أبناء مصر بعد أن التبس الشك باليقين وأصبحنا نقلب الطرف بحثاً عن خير الأجناد فلم نجدهم ونضرب كفا بكف حتى شككنا في صحة الحديث، والعذر كل العذر لضيق الأفق الذي غَشى أعيننا وطمس على عقولنا الضيقة، والصِدق حقاً في قول سيدنا الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم).والمتتبع لأحوال مصرنا الغالية سيكتشف بعين الحقيقة واليقين أن في المحنة خير دليل على صِدق القول حيث تولد بنات الأفكار وتتضح الحقائق الكامنة من رحم الحدث الجلل .. وإذا مانظرنا في الحديث الشريف ( إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك خير أجناد الأرض ) .. فإننا سنكتشف أن خير أجناد الأرض هم الرجال الأبطال الأشداء الأشاوس الذين لا يهابون الموت في سبيل الله الصائمين القائمين الراكعين الساجدين والمستغفرين بالأسحار .. الذين أعتصموا بحبل الله جميعاً في ميادين العزة والكرامة دفاعاً عن شرعيتهم واستعادة حقهم المسلوب، ولم يرتضوا بالذل والإنكسار أمام جحافل العُتاة الظالمين، ولم تثنيهم التهديدات بفض إعتصاماتهم، ولم ترهبهم رصاصات العسكر أو قنابل البلطجية. خير أجناد الأرض هم المعتصمون بميادين رابعة العدوية والنهضة والعباسية والأسكندرية وجميع ميادين مصر ممن باعوا أنفسهم لله واستحبوا الشهادة على الحياة، وسألوا الله إياها في ليلة القدر أن يوهبها لهم .. هم الرجال الذين لا يخافون في الله لومة لائم، ولم يهرولوا أمام سيارات ومدرعات ومصفحات جحافل الأمن المركزي .. ولم يفروا كما الفئران زعراً من ساعة الصفر التي صدعونا بها ليل نهار.خير أجناد الأرض هم أصحاب المبادئ والمُثل الذين وهبوا حياتهم فِداءً للوطن وكرامة المواطن وليس الجندي الذي أطاع مخلوق في معصية الخالق لذا اٌومِرَ بالقتل فقتل أو الظابط الذي اعتلى سطح وزارته أو مبنى عالِ وقنص العيون لخير أجناد الأرض أو صوب الرصاص فأردى العشرات أو المئات منهم قتلى .. أو من أراد إبادتهم جميعاً ليرضي غروره ونزواته الجنونية ليحكم مصر ولو كانت أشلاء ممزقة أو جماجم لقتلي. خير أجناد الأرض لم يقترن وصفهم بالزي العسكري والنياشين وحمل السلاح ولكنهم هم الذين أدركوا عدوهم الحقيقي وأمسوا يسهرون على حدود وطنهم وصوبوا مدافعهم على الهدف لتبق راية مصر عالية خفاقة .. خير أجناد الأرض لم يستحل لنفسه ماحرم الله وحرم ماحلل ولم ينقض عهداً أو يحنث بقسماً ولم ينقلب على الشرعية وأباح لنفسه تحت عبائة ( خير أجناد الأرض ) الإعتقال القصرى والخطف الجبري والقتل والتهديد والوعيد والأنانية والنرجسية .. ولم يسحب قواته من الحدود ليستعرضها بزهوِ لمحاصرة المعتصمين السلميين العُزل، ولم يطلب تفويضاً لقتل المعارضين .. خير أجناد الأرض لم يَكذِب على شعبه ولم يتحرى الكذب حتى يُصَدِقُ نفسه ليُكتَب عند الله كذابا. خير أجناد الأرض هم الرجال والحرائر المعتصمين السلميين الذين علت أصواتهم بالتهليل والتكبير إلى عنان السماء وكانت أقوي من دوي الرصاص وأبقى من دخان القنابل .. الذين لم ينقطع أملهم ولا رجائهم في فرج الله القريب ولم يمتنوا على الله ولم يتألهوا عليه سبحانه وتعالى .. وقد علموا أن النصر آتِ آتِ لا ريب فيه. خير أجناد الأرض هم الذين وثقوا أقدامهم بالقيود أمام ساعة الصفر حتى لايرهبهم مخلوق وثبت الله قلوبهم للتقوى، والقى في قلوب الظالمين الرعب .. خير أجناد الأرض ثُوار أحرار أصروا على استكمال المشوار يعقدون قرانهم كل يوم تحت الحصار تزفهم الأفراح والبُشرى الطيبة .. خير أجناد الأرض لا يبكون إلا من خشية الله ولا يحزنهم الفزع الأكبر لتتلقاهم الملائكية هذا يومكم الذي كنتم توعدون.من أراد أن يرى خير أجناد الأرض الذين أمتدحهم سيدنا الرسول فليأتِ إلى ميادين العزة والكرامة سيرى وجوهاً نضرة ضاحكة مستبشرة صوامة قوامة لوجه الله تعالى، ولم تملك من حطام الدنيا إفطاراً غير الماء والتمر .. وتنتظر لقاء الله على أحر من الجمر. ذلك هم خير أجناد الأرض صدقت ياسيدي ياحبيبي يارسول الله ورابعة العدوية رمزاً لجميع الميادين