كتب - أنس الأغبش:أكد تجار مقاولات وإنشاءات خلو السوق المحلي من «الكنكري»، ما أدى إلى رفع أسعار بعض مواد البناء المرتبطة به مثل الخرسانة والطابوق إلى جانب الخرسانة المسبوكة «الأسقف الجاهزة» بنسبة تتراوح بين 17 و 25%.وأضافوا لـ«الوطن»، أن سعر طن «الكنكري» كان يباع سابقاً بحوالي 5.7 دينار للطن ليرتفع سعره في أواخر أبريل ومطلع مايو إلى 8.5 دينار، لكن السوق بات شبه خالٍ حالياً، نتيجة لتراجع المعروض في رأس الخيمة وهي الجهة المصدرة إلى البحرين.ولفتوا إلى أن مصادر تجارية أكدت أن معظم معروض «الكنكري» الإماراتي يتجه إلى السوق القطرية، نتيجة استعدادها لاستضافة كأس العام في 2022 ما يتطلب معه إغراق السوق القطري بـ«الكنكري»، فيما أوضح آخرون أن هناك أسباباً أخرى قد تكون لتغطية السوق المحلي الإماراتي. وفي ما يتعلق بنشاط المقاولات خلال الصيف، أكدوا أن القطاع سيتضرر خلال هذه الفترة وخصوصاً مع تراجع إنتاجية العمال نتيجة حظر العمل خلال فترة الظهيرة في شهري يوليو وأغسطس، موضحين أن الإنتاجية ستتراجع بحوالي 50%.وأكد رئيس جمعية العقاريين البحرينية ناصر الأهلي أن تراجع معروض «الكنكري» سيساهم في زيادة كلفة بناء العقارات بما بين 5 و 10% في حال استمرار أزمة النقص.وأضاف الأهلي أن نقص «الكنكري» من الممكن أن يؤدي إلى خلق أزمة في المشاريع القائمة، وخصوصاً المباني التي بدأت بصب الدعامات الرئيسة باعتباره مادة أساسية للدعامات الأساسية، موضحاً أن القيمة السوقية للعقار ستتأثر بلا شك جراء هذا النقص.وأكد المدير العام في مؤسسة عبدالعزيز الشملان لمقاولات البناء، عبدالعزيز الشملان، تقلص معروض الكنكري في السوق بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، نتيجة لتقلصه في رأس الخيمة بالإمارات.وأوضح الشملان أن تراجع المعروض أثر على أسعار مواد البناء المرتبطة به مثل الخرسانة، حيث ارتفع سعر المتر المكعب لـ33.50 دينار مقابل 28.500 دينار في السابق أي بزيادة نسبتها 17.5% تقريباً.كما زاد سعر الطابوقة الواحدة إلى حوالي 300 فلس مقارنة مع 240 فلساً وبزيادة نسبتها 25%، فيما ارتفع سعر الخرسانة المسبوكة «الأسقف الجاهزة» أيضاً، وفقاً للشملان.ولفت إلى أن أسباب تراجع المعروض تعود إلى أن معظم إنتاج منطقة رأس الخيمة، والتي تعتمد عليها البحرين في توفير المادة، إلى قطر على اعتبار أنها تستعد لاستضافة فعاليات «كأس العالم 2022»، إلى جانب تغطية السوق المحلي الإماراتي.وحول نشاط المقاولات خلال فصل الصيف، أكد الشملان أن الإنتاجية ستقل بنسبة 50% تقريباً خصوصاً مع حظر العمل خلال وقت الظهيرة في الأماكن المكشوفة، ما يؤدي بالتالي إلى تضرر القطاع. من جهته، أكد رئيس جمعية المقاولين البحريني علي مرهون، أن القطاع يجهل الأسباب التي أدت إلى تراجع معروض «الكنكري» في السوق بشكل كبير، إلا أنه عاد ليدعو الجهات المعنية إلى توفير المواد الأولية للبناء لتجنيب القطاع الدخول في أزمات متواصلة. وقال مرهون: «يجب على القطاع الحكومي إبداء مزيد من التعاون والشراكة مع القطاع الخاص من أجل توفير مواد البناء ليستفيد منها المستهلك في المقام الأول قبل التجار».وفي ما يتعلق بأداء قطاع المقاولات خلال الصيف، قال مرهون «يتراجع أداء المقاولات خلال الصيف بشكل طبيعي نتيجة لتقليص ساعات العمل خلال فترة النهار، موضحاً أن إنتاجية العامل تتراجع أكثر من النصف ما سيؤدي إلى تباطؤ أداة قطاع المقاولات الإنشاءات.إلى ذلك، أكد مدير عام شركة «المنارتين» ميسان الخميري، وجود أزمة «كنكري» في السوق ما أدى إلى رفع أسعار باقي مواد البناء المرتبطة به مثل الخرسان والطابوق و»الأسقف الجاهزة» بنسبة تصل إلى 25%.وأضاف الخميري أن أزمة «الكنكري» مستمرة منذ حوالي 3 أشهر حينما ارتفع سعر طن الكنكري إلى 8.500 دينار في مطلع مايو مقارنة مع 5.600 دينار في السابق، ولفت إلى أن السوق بات شبه خال من «الكنكري» حالياً.وعزا الخميري تراجع المعروض إلى أسباب مباشرة وغير مباشرة، حيث تتعلق الأسباب المباشرة بتوجيه معظم إنتاج رأس الخيمة إلى قطر نظير استعدادها لاستضافة «كأس العالم 2022»، في حين توجد أسباب غير مباشرة تتعلق بالاستفادة من جزء من الإنتاج لأغراض الإنشاءات الصغيرة في الإمارات.