لا تخلق المسافات وكن أنت الحب حقاً ولا تسعى إلى تقسيم نفسك من داخلك، بل وحدها واجمعها ولملمها، الكل يجتمع ويلتقي فيك، الكل يوجد و يختصر فيك، لا مكان لتجد مركزك الداخلي فيه، لأنه يدخل النفس ثم يخرج، تزورك الأفكار ثم ترحل وشكل جسدك مستمر في التبدل والتغير. إلا أنك ما إن تكشف عن صدرك حتى تشعر بأن قلبك كبير واسع شاسع أحياناً، وسوف تشعره صغيراً أحياناً، تارة ثقيلاً جداً، وتارة أخرى خفيفاً لا وزن له. سيكون بإمكانك أن تشعر بازدياد في الشكل أو النقصان، فتغير وجهة نيتك هو الذي يغير شكل قلبك، فإن شعرت أنك الكل، يغدو إحساسك بجسدك شاسعاً كبيراً، وإن اختصرت وحذفت من داخلك الكثير قائلاً «هذا ليس أنا» عندها يضيع إحساسك بوجود قلبك.أنت هو كل الحب لذلك قل «أنا» ودع الكلمة تحوي كل موجود، خفايا بديعة وجديدة سوف تتجلى لك إن استطعت الجلوس مستسلماً بين أحضانه، سوف تشعر بأن المركز الذي هو في داخلك ليس له حدود، إنها تلك النقطة التي أنت تنطلق منها، تظهر منها مطلاً على الحياة، على الوجود، ليس لها ابتداء أو التقاء ولا بداية ولا نهاية فيك. سيتلاشى المركز وتبعثره الذات بعثرة واختفاء. حتى تختفي جميعاً وما يبقى سوى وعي كالسماء يمتد ليطال كل موجود، كل شيء. متى ما بسط إحساسك بالحب الذي هو في قلب ، وفرد جناحيه، سوف تجده يعانق ويحوي نفسك وشكلك، ويمتد ويمتد حتى يعانق ويحوي الكون أجمع.علي العراديأخصائي تنمية بشرية