مشاهدات كتبتها - المصورة أمل عبدالله:الطريق من تورمي إلى مدينة جينكا في منطقة أومو الجنوبية بأثيوبيا لم يكن سهلاً، لكنه يحوي الكثير مما يلفت النظر لزائرة بحرينية يدفعها حب الاستطلاع والبحث عن لقطات توثيقية لعادات وتقاليد قبائل هذه المناطق خلال 9 أيام من التنقل، ولقبيلتي الكارا والهامر طقوس بدائية، لم توقفها جهود منظمة طفل أومو الخيرية، لكنها أقنعت رجال القبائل بحل وسط، إذ تقتل «الكارا» و«الهامر» كل الأطفال الذين تنمو أسنانهم العلوية قبل السفلية أو الذين جاءوا نتيجة علاقة غير شرعية بشخص من خارج القبيلة ولم تتحقق لهم البركات الممنوحة من عميد القبيلة.ولم يكن أمام «أومو الخيرية» إلا أن تأخذ هؤلاء الأطفال وتربيهم كأيتام، هناك التقيت بأعضاء المنظمة، والتقطت العديد من الصور وقدمت تبرعاً عبارة عن قرطاسية «أقلام ودفاتر» ومبلغ من المال دعماً للمنظمة وجهودها الخيرية. بعدها توجهت لأمضي ليلتي في نزل أيكو اومو.في جينكا لقبيلة البانا سوق شعبي محلي، متنوع، يجذب أبناء القبائل الأخرى في المنطقة مثل الآريس من جينكا، السماي من وايتو، إضافة إلى البانا والهامر من منطقة ديميكا.لدى توجهي إلى مدينة أربامنج عن طريق بوتاجيرا وهوساينا، وخلال مروري بمنطقة تييا، توقفت لرؤية الحقول الشاهدة (stele fields) المسجلة في اليونسكو، بعدها تناولت الغداء في منطقة وولايتا ومضيت بعد ذلك لمدينة اربامنج، حيث وصلت قبل المغرب لفندقي الذي مضيت فيه أول ليلة من رحلتي وهو نزل البارادايس لودج.واستقليت قارباً في بحيرة جامو، حيث شاهدت هناك أسراباً من البجع وفرس النهر وأكبر تجمعات من تماسيح النيل الشهيرة، بعدها توجهت إلى كونسو، لزيارة قرية محلية فيها وفي الطريق شاهدت الحقول المتدرجة وتماثيل الطوطم التي ينحتونها من الخشب كآلهة يعبدونه وتحرس حقولهم.شعب الكونسو يشتهر بأنه أول من أقام الحقول المتدرجة (terrace fields) وهذه الطريقة تستخدم الآن في حقول الأرز في إندونيسيا والصين وتشيلي. ووصلت قبل المغرب لأقضي ليلة هناك في نزل كانتا.زرت قرية القبائل في اربوري، لدى توجهي إلى تورمي، والتي تتموضع في بحيرة ستيفاني في الزاوية الشمالية من السلسلة جبال بوسكا التي تمتد لمسافة 96 كيلومتراً، عند وصولي لتورمي عصراً قمت بزيارة لأحد الأسواق لمشاهدة وتصوير الناس المحليين بثيابهم وإكسسوراتهم المختلفة، بعدها قضيت الليل في نزل بوسكا.ويقطن أبناء قبيلة الكارو الشهيرة منطقة كورجو، وهي القبيلة التي تشتهر بألوان أجسادها المميز وموقعها المطل على النهر والحقول من فوق مرتفع جميل، من هذه القرية شاهدت نهر أومو بأكمله إلى أن يصب في بحيرة توركانا، والتقط بعض الصور هناك بالقرب من الجذع الشهير الذي زاره معظم المصورين العالمين. وبعد الغداء زرت أماكن أخرى وقبائل أخرى على الطريق قبل عودتي لتمضية الليل في نزل بوسكا مرة أخرى.قبيلة الديسيناج في منطقة مورايت ينحدرون من أصول قبائل التوركانا في شمال كينيا، إذ عبرت النهر، لدى زيارتهم، في قارب مصنوع من جذع الشجرة منفرد محفور بإتقان شديد لأصل لقريتهم وأعود مرة أخرى إلى تورمي وخلال هذا اليوم قمت بزيارة قرية الهمر وتتميز هذه القرية بأن المرأة تلبس طوقاً مصنوعاً من الخشب حول رقبتها وكلما ازداد عدد هذه الأطواق لاثنين مثلاً يدل على أنها الزوجة الثانية وهكذا ويعتبر نساء الهمر نساء جميلات ذات بشرة ناعمة وتتقلد النساء في هذه القبيلة بإكسسوارات زاهية الألوان تغطي جسمها بفراء من جلد الحيوانات، وقد قمت بتجربة مزاولة مهنة طحن القمح في هذه القبيلة حباً مني لمشاركتهم بأعمالهم اليومية وعدت لتمضية الليل في نزل بوسكا لثالث ليلة على التوالي.توجهت إلى محمية ماكوو وهي منطقة قبائل المورسي الشرسة تقطن القبيلة في منخفضات سهول المنطقة وقمت بزيارة قريتهم ورؤية حياتهم كما يعيشون بالإضافة إلى ملابسهم وإكسسواراتهم وأصباغ جسدهم تتميز النساء في هذه القبيلة بوضع قرص دائري في الشفة السفلية كلما كبر القرص زادت مكانتها في القبيلة وعدت بعد ذالك لجينكا للغداء لإكمال المسيرة إلى كونسوو الطريق سوف نمر على بعض القرى مثل قبيلة السيماي وقد طلبت منهم بتزيين وجهي ببعض الأصباغ التي يستخدمونها لصبغ وجوههم وأمضيت هذه الليلة في نزل كانتا.في طريقي إلى منطقة اواسا زرت قري كونسو – كامو في مناطق قبائلية جميلة إضافة إلى بعض القرى العادية في مناطق قبائلية جميلة إضافة إلى بعض القرى العادية في منطقة هالاباكوليتو، وأمضيت هذه الليلة في فندق هيلا الشهير المطل على ضفاف بحيرة اواسا.يلفت الانتباه في محمية امورا كيديل على ضفاف بحيرة اواسا، أنواعاً ضخمة من الطيور منها طيور المارابو ستورك والايبيس والهامركوب والكينغ فيشر وأنواع مختلفة من الايكريت والكرين وهناك شاهدت الصيادين المحليين وهم يعملون في الصيد وتنظيف الأسماك بينما تتجمع حولهم الطيور الضخمة التي يصل حجمها تقريباً حجم الصياد نفسه ويساعدهم في العمل مجموعة من الأطفال بعضهم يعد الشباك وتنظيف الأسماك والبعض الآخر يغسل الأسماك بعد التنظيف في البحيرة، وتناولت هناك وجبة السمك من ألذ الأسماك الموجودة في أثيوبيا، وبعدها توجهت مباشرة لأديس أبابا عن طريق وادي الريفت وفي الطريق شاهدت بحيرات لانكانو وزيواي وشالا وابياتا وصلت إلى العاصمة أديس أبابا المغرب سكنت في فندق مونارك لعدة ساعات فقط وبعدها توجهت إلى المطار عائدة إلى البحرين.