قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن مسؤولية الدور التوثيقي والترميمي وإرساء اللغة العمرانية الجميلة ليست مسؤولية للثقافة فحسب، وإنما مسؤولية أطراف عديدة تتحمل معنا كل فقدٍ من المدن العريقة، لافتة إلى أنه لا يمكننا أن نواصل الحلم ما دام معول الهدم يشوه هويتنا ويستبعد أجمل عمراننا.وأنقذت الهيئة بيت الطواويش بالمنامة وبقي يحفظ من حكاياته الكثيرة ومن تاريخه العريق بأجزاء حائطية معينة بعد معاينة الطلب الذي جاءها عابراً بين مئات الطلبات التي تستقبلها إدارة الآثار والتراث الوطني، فيما تعرضت المكونات المعمارية الداخلية للبيت إلى الهدم قبل أشهر دون أي تواصل ما بين الجهات المعنية.وأضافت الشيخة مي أن المدن الجميلة والإنسانية العريقة يفككها اليوم الإهمال وعدم الوعي بالقِيم الجمالية والتاريخية للمكان الذي إليه ننتمي. عمر أي مدينةٍ هو عمر عمرانها لكن الكثيرين اليوم يتخلون عن هذه العراقة وهذا النسج الإنساني مقابل الاتجاهات الأخرى التي تجرفنا الحياة ناحيتها. وأردفت أن بيت الطواويش الذي وصلنا قبل أشهر بجدرانٍ خارجية فقط ونوافذ تنتمي إلى التراث البحريني الأصيل يمثل تلويحةً أخرى لهذه المدينة التي تفقد بيوتها تباعاً، وقد انتبه كثيرون للتو إلى أن البيت الذي فقد الكثير من معالمه وتفاصيله الداخلية قد فقدنا معه مدخلاً مهماً لتاريخ المدينة العاصمة، حيث كان كبار طواويش البحرين يلتقون.وأشارت إلى أن الحملة التي أطلقتها هيئة البحرين للثقافة والآثار «بيوت تنادي أهلها»، واصلت فعلياً نداءاتها، وآخرها لهذا البيت الذي يعد الأقدم في جنوب فريج الحمام الكبير بالمنامة.ونوهت إلى أن مشهد الهدم ونقل الأنقاض للتخلص منها قد أثار عددًا من الأهالي، الذين أكدوا أن مثل هذا الفعل يمثل تخلصًا من واحدٍ من أهم السجلات التاريخية التي شهدت على ذاكرة المكان. وفي السياق نفسه، أكدت إدارة الآثار والتراث الوطني بهيئة البحرين للثقافة والآثار أنها استقبلت الطلب منذ شهرين تقريبًا، وتابعت الحالة التي وجدت أنها تحتفظ بجدرانها الخارجية فحسب والنوافذ التراثية، فيما الأنقاض تتراكم داخل البناء. وأصدرت الإدارة حينها توصياتها بالحفاظ على الجدران الخارجية وإعادة استخدام العناصر المعمارية التراثية في أي بناءٍ مستحدث، وذلك كي لا يفقد المكان جمالياته وخصوصيته العمرانية. كما أشار التقرير الصادر إلى أهمية اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المساحات الموصى بالحفاظ عليها. وبناءً على ما وصل إليه الأمر مؤخرًا ولتفادي وقوع آخر الملامح المتبقية من العمران التراثي، فإن الهيئة أعلنت مباشرتها لمتابعة الحالة للقيام بالإجراءات اللازمة وتدعيم الحوائط الخارجية بعد تعرضها المساحات الداخلية للهدم دون الإجراءات الوقائية اللازمة.