عواصــم - (وكالات): دعــــت رئيســـة المجلـــس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي إلى تشكيل جبهة موحدة من شعوب المنطقة العربية ضد النظام الإيراني، وذلك في اليوم الختامي للتجمع السنوي للمعارضة الإيرانية في باريس، بينما أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أنه «واثق من إمكان التوصل لاتفاق بين القوى العالمية وإيران بشأن برنامج طهران النووي بحلول الموعد المقرر لذلك في 30 يونيو الحالي».وقد اختتم أمس الأول التجمع الذي تضمنت فعالياته لقاء مع وفود عربية، والذي استمر يومين تحت شعار «إيران ديمقراطية حرة، وإسقاط ولاية الفقيه عراب التطرف الديني والإرهاب».والتقت رجوي بالوفود العربية تحت عنوان «الشرق الأوسط في نيران التطرف الديني والدور التخريبي للنظام الإيراني.. الجذور والحلول». وأجمع المشاركون في اللقاء على «الخطر الإيراني الذي يهدد المنطقة»، ودعوا إلى «تنسيق عربي مع المعارضة الإيرانية لمواجهة سياسة إيران العدوانية». وكانت رجوي قد أكدت في خطابها في اليوم الأول للتجمع أن «إسقاط نظام الملالي هو الحل لإطفاء نيران التطرف الديني في المنطقة»، وقالت إن «إيران وتنظيم الدولة «داعش» وجهان لعملة واحدة».ودعت رجوي الوفود العربية إلى تشكيل «جبهة موحدة ضد ولاية الفقيه والتطرف لإنقاذ المنطقة»، وقالت «آن الأوان لتتكاتف شعوب المنطقة مع الشعب الإيراني ومقاومته لوضع حد للكارثة التي حلت في إيران وفي المنطقة برمتها». وشاركت في المؤتمر وفود من 69 دولة، بلغ عددهم زهاء 600 شخصية عالمية، بينهم مرشحون للرئاسة الأمريكية ورؤساء حكومات أوروبية سابقون، إلى جانب الآلاف من أفراد الجاليات الإيرانية في أنحاء العالم. ومن أبرز المشاركين مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي الأسبق لويس فري، والمرشح الرئاسي السابق بالولايات المتحدة هوارد دين، والممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة في العراق إد ميلكرت، ووزيرة الدفاع الفرنسية السابقة ميشيل أليو ماري.وشاركت وفود عربية من برلمانيين ومسؤولين سابقين بينهم رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق سيد أحمد غزالي. وقال رئيس لجنة القضاة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية سنا برق زاهدي إن التجمع، الذي يوافق الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، يهدف إلى تأكيد موقف المعارضة الإيرانية، على أن الشعب الإيراني يعارض تدخل إيران في شؤون الدول الأخرى، ويساند العرب في حربهم ضد تمدد نفوذ ولاية الفقيه. وأضاف «نريد توجيه رسالة إلى العالم أن هناك إيران المقاومة، إيران الشراكة التي تريد الحرية والتقدم، إيران التعايش السلمي مع الجيران، وهذه الآلاف من الجاليات الإيرانية في العالم جاؤوا ليقولوا للعالم إن هناك إيران السلم والحرية وحقوق الإنسان وبدون سلاح نووي».وقال الأستاذ في جامعة الأندلس في جدة الدكتور الأشرف محمد بن علي الحسيني «نوجه رسالة من هذا التجمع العالمي ألا ترتكز إيران في سياستها على تاريخ آل البيت، ونعرف في العالم العربي تشويهاً لآل البيت يشابه تشويه إيران من خلال إهمال هذه الأسر التاريخية».وتابع «لذلك عندما تستخدم إيران تاريخ آل البيت، فعلى الدول العربية محاربة إيران كدولة وليس كتشويه متعمد كما تفعل إيران في تشويه آل البيت، ونقول لإيران كفى عبثاً بتاريخ آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام». من جهته يرى رئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا المحامي العراقي صباح المختار أن العداء الإيراني للعراق تاريخي، وأن التمدد الإيراني بالدول العربية جاء نتيجة الضعف العربي.وأضاف أن «الموقف العربي من إيران غير واضح حتى من «عاصفة الحزم»، وأشك في إمكانية السعودية أن تنجح في محاربة الأفكار بالطائرات في اليمن». ويعتقد المختار أن «سقوط إيران بدأ بالعد التنازلي نظراً للخلافات في هرم الحكم والبرلمان وداخل الحكومة، فضلاً عن التململ الشعبي الذي انفجر بعدة مناطق إيرانية نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي لإيران وحروبها المفتوحة في دول عربية عديدة».والمجلس الوطني للمقاومة - ومقره فرنسا - تحالف سياسي لمجموعات إيرانية معارضة عدة، أبرزها حركة مجاهدي خلق، وكانت مدرجة على لائحة التنظيمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي حتى عام 2008 وللولايات المتحدة حتى 2012.من جهة أخرى نسب إلى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله إنه «واثق من إمكان التوصل لاتفاق بين القوى العالمية وإيران بشأن برنامج طهران النووي بحلول الموعد المقرر لذلك في 30 يونيو الحالي».ونسبت وكالة تاس للأنباء إليه القول «أريد أن أدحض أي حديث عن تمديد للموعد النهائي، والوصول إلى اتفاق في الموعد المقرر في 30 يونيو هو شيء ممكن». وكانت الوكالة قد نسبت إلى مصدر دبلوماسي قوله إنه ربما تكون هناك حاجة لتمديد المهلة.من ناحية أخرى توجه مساعد وزير الخارجية الإيراني المكلف بالشؤون العربية والأفريقية حسين عبد اللهيان إلى السعودية للمشاركة في اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي حول الوضع في اليمن، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية. ومن المقرر أن يشارك عبد اللهيان في الاجتماع الاستثنائي الذي يستمر يوماً واحداً في جدة وذلك بموازاة محادثات سلام في جنيف بإشراف الأمم المتحدة.