أكد استشاري أول في أمراض العيون وجراحتها، الاختصاصي بتصحيح النظر بالليزك وجراحة العين التجميلية في مركز الخليج التخصصي للسكر د.مازن سنجاب، أن استخدام أشعة الليزر في تصحيح النظر تساعد على تصحيح البصر والتخلص من النظارات.وقال سنجاب «بدأ استخدام أشعة الليزر في مجال طب العيون في منتصف القرن الماضي تقريباً وتطورت أنواعه وازدادت وتنوعت تطبيقاته، فهو يستخدم لعلاج الكثير من أمراض الشبكية والجسم الزجاجي، ويستخدم في حالات الزرق أو ارتفاع ضغط العين، وله استخدامات أخرى، إلا أن أفضل هذه الاستخدامات هو تصحيح البصر للتخلص من النظارات». وأضاف «كثيراً ما تثير كلمة الليزر الخوف والقلق عند المرضى المراجعين للعيادات العينية، والمفارقة العجيبة أن كثيراً من الناس يخشى من الدواء ولا يخشى من الداء!! فكثيرة هي الحالات التي جاءني بها مريض مصاب بالداء السكري ولديه اعتلال في الشبكية بسبب عدم ضبط السكر بشكل جيد.وتابع «قلت لأحد المرضى ما هو آخر رقم للسكر كان عندك؟ فيجيبني: لا أذكر، فأنا لم أحلل منذ أشهر!! أو يجيبني: ليس مرتفعاً مما يدل على أنه مرتفع، فقط 290!! أسأله: ولم لا تضبطه جيداً؟ فيجيب: لأنني ذهبت إلى طبيب الأمراض الباطنية وطلب مني أن أبدأ باستخدام الأنسولين في العلاج، وأنا أخاف من الأنسولين لأنه ضار!!وأكد أن لليزر في طب العيون أنواعاً كثيرة، تختلف عن بعضها باستخداماتها، ويقع الخلط فيما بينها من قبل المرضى، ما يسيء لسمعة ليزر بسبب ليزر آخر. أما الليزر الخاص بتصحيح البصر EXCIMER LASER، قال «حتى نفهم كيف يعمل هذا الليزر، فلنعد قليلاً إلى مقاعد الدراسة ونتذكر الطبقة الأمامية من العين. إنها قرنية العين الشفافة، وهي كالنافذة ننظر من خلالها إلى العالم».وتأخذ القرنية الشكل المحدب ولكن بشكل أحكمه الخالق، بحيث تتلاقي الأشعة المنكسرة الداخلة إلى العين في نقطة واحدة على الشبكية كي تتم الرؤية الواضحة. وعندما تكون القرنية محدبة بشكل زائد فإن هذه الأشعة ستلتقي أمام الشبكية، مما يضطر المريض إلى تقريب الأشياء منه كي يراها بوضوح، وهذا ما يسمى قصر البصر Myopia. وعندما تكون القرنية قليلة التحدب فإن الأشعة ستلتقي بشكل وهمي خلف الشبكية، ما يضطر المريض إلى إبعاد الأشياء عنه كي يراها بوضوح، وهذا ما يسمى مد البصر Hyperopia. وعندما تكون القرنية غير متساوية التحدب في كل اتجاهاتها فإن الأشعة الداخلة لن تجتمع في نقطة واحدة بل ستصبح مشتتة، وهذا ما يسمى حرج البصر أو الانحراف Astigmatism.وعن دور الليزك في هذه الحالة، يقوم بإعادة تشكيل سطح القرنية، بحيث يعيد التحدب الطبيعي لها كي تلتقي الأشعة الداخلة إلى العين على الشبكية. ويتم ذلك إما بإزالة الطبقات السطحية من القرنية، وهذا يدعى الليزر السطحي PRK، أو بأن نجري شريحة في القرنية، ثم نرفع الشريحة ونطبق الأشعة الليزرية على الطبقة العميقة من القرنية، ثم نعيد الشريحة، وهذا ما يدعى الليزر العميق أو الليزك Lasik.وأكد أن هناك الليزر القياسي Standard، والآخــــر التفصيلـــــــي Customized، حيث يقصد بالأخير الليزر الذي يتم فيه أخذ تفاصيل لقرنية المريض بواسطة أجهزة تصوير خاصة، ثم يتم إدخال البيانات إلى حاسب خاص لتتم معالجتها بحيث يتم نسج الثوب الذي ستلبسه قرنية المريض، ثم تؤخذ هذه البيانات تماماً كما يؤخذ الثوب ويدخل إلى حاسب جهاز الليزك ضمن نظام Customized كي يفصل العلاج حسب قرنية المريض تفصيلاً. وهذا ما ندعوه أحياناً بصمة العين أو الليزك فائق الدقة أو نظام الكرت Card وغيرها من التسميات.إن هذا التطور الهائل في أنظمة Customized وما لها من أنواع، مكننا من معالجة الكثير من الحالات التي لم تكن تعالج في السابق، كالقرنيات المترققة والقرنيات غير المنتظمة وحالات الزوغانات.يذكر أن أشعة الليزر أو الليزك لا تناسب كل القرنيات، فهناك قرنيات يناسبها الليزر وأخرى يناسبها الليزك، وتتم معرفة ذلك من خلال الفحص والتصوير بالأجهزة الخاصة، وفي بعض الحالات يظهر الفحص والتصوير أنه من الخطورة بمكان إجراء أي من هذه العمليات، وعندئذ نبحث عن حلول أخرى.أما الليزر الخاص بأمراض الشبكية ARGON LASER قال «كلنا يعلم أن القسم المسؤول عن الرؤية هو الشبكية المرتبطة بالعصب البصري. تغذي هذه الشبكية عروقٌ تحمل الدم. وتتأثر هذه العروق بمرضين هامين هما السكري وارتفاع الضغط الشرياني».وعندما يكون سكر الدم مرتفعاً لفترات طويلة، تهترئ العروق مما يسبب تسرباً للدم إلى خارجها، ويتراكم الدم بشكل بحيرات، ومن ثم تبدأ الرؤية بالتأثر. وما يزيد الأمر سوءاً هو أن معظم حالات السكري تظهر في أعمار كبيرة حيث تكون العروق قد اهترأت فيها أصلاً، تماماً كتلك العجوز التي حكت قصتها للشابة في قاعة الانتظار!وما يميز مرض اعتلال الشبكية السكري هو أنه مرض صامت؛ فهو يبدأ في الأقسام المحيطية للشبكية والتي لا يستخدمها الإنسان في الرؤية، ثم يزحف المرض باتجاه مركز الرؤية، وبالتالي عندما تتأثر الرؤية يكون المرض قد قطع شوطاً كبيراً. ولذلك ينصح كل المرضى المصابين بالداء السكري بإجراء فحص دوري للعينين كل ستة أشهر على الأكثر حتى وإن لم تكن هناك شكوى. ويهدف العلاج بالليزر إلى كي العروق التي اهترأت كي تتوقف عن النزف، أما النزف الذي حصل فسترتشفه العين ويزول خلال فترة تطول أو تقصر. وبالتالي فإن أشعة الليزر لا علاقة لها هنا بالنظر لا من قريب ولا من بعيد، فهي توقف تطور المرض حيثما وصل. كما أن هذه الحقيقة سرعان ما ينساها المريض. فكثيراً ما يأتي المريض وقد أصابه نقص شديد في الرؤية بسبب النزوف القديمة والمتكررة في شبكية العين وهو يطلب العلاج. وأقول له: لديك مشكلة في الشبكية سببها السكري وأنت بحاجة لليزر، وإن هذا الليزر لن يحسن الرؤية بل فقط سيوقف تطور المشكلة.وهناك استخدام آخر لليزر في أمراض الشبكية وهو إغلاق الثقوب والشقوق الشبكية. كما أن هناك بعض الحالات تكون فيها الشبكية مترققة وضعيفة بشكل خلقي، ويظهر ذلك بشكل ذباب طائر يراه المريض بشكل نقط أو دوائر سابحة أمام نظره، ثم يبدأ المريض برؤية شرر ضوئي في أطراف الساحة البصرية.وينبغي على المريض عندئذ مراجعة طبيب العيون من أجل فحص محيط الشبكية والتأكد من أن المريض ليس لديه شقوق أو ثقوب، وفي حال وجدت فإن الطبيب يجري له جلسة أو جلستي ليزر من نوع أرغون لإغلاقها. ومن الجدير بالذكر أنه ليس في كل حالة يشكو فيها المريض من الذباب الطائر هناك شقوق أو ثقوب!! ولكن لابد من الاطمئنان دوماً. أما الليزر الخاص بارتفاع الضغط داخل العين «الزرق»، فإن الزرق هو داء في العين يرتفع فيه ضغطها فيسبب أذية في العصب البصري غير قابلة للتراجع إلا إذا اكتشف في مراحله الباكرة.وخلق الله العين بطريقة يدخل فيها سائل رقراق إلى داخل العين يحمل إليها الغذاء، ثم يحمل منها الفضلات ويخرجها من العين من خلال فتحات خاصة، أي أن هذا السائل يتبدل في اليوم عدة مرات كي تبقى العين نظيفة. ويجب أن تكون كمية السائل التي تدخل إلى العين تساوي تماماً كميته التي تخرج كي لا يحدث تراكم للسائل داخل العين. وفي بعض الحالات المرضية تنسد بعض الفتحات مما يسبب تراكماً في السائل داخل العين ومن ثم ارتفاعاً في ضغط العين. كما أن أكثر عناصر العين هشاشية هو العصب البصري الذي ينقل الرؤية من شبكية العين إلى الدماغ. يؤدي ارتفاع ضغط العين إلى انضغاط العصب البصري واختناقه ومن ثم نقص الرؤية التدريجي وقد يصل حتى مرحلة فقد الرؤية.وعن استخدامات الليزر بعد عمليات استخراج الساد «الماء البيضاء» يقول سنجاب «الساد هو الكثافة التي تطرأ على الجسم البلوري داخل العين، فهذه الكثافة تؤثر على الرؤية وتضطرنا إلى إجراء عملية استخراج الساد من العين مع زرع عدسة بدلاً من الجسم البلوري الذي فقد شفوفيته وتمت إزالته».ولعمليات الساد أنواع، إلا أن أكثرها شيوعاً وراحة للمريض وسرعة في الشفاء هي عملية استحلاب الجسم البلوري أو ما يعرف بعملية الفاكو phaco.. فالمهم هنا أنه في بعض الحالات، وبعد أشهر من العملية، تحدث كثافة خفيفة وراء العدسة المزروعة داخل العين.وتسبب هذه الكثافة تشوشاً في الرؤية بعد أن تحسنت الرؤية لدرجة كبيرة بعد العملية، فيظن المريض أنه قد أصيب بالساد من جديد!! وهنا نطمئن المريض أن الأمر بسيط ويحتاج لنوع خاص من الليزر يدعى ياغ ليزر yag مهمته إزالة هذه الغشاوة ودون أي عمل جراحي.