من قلب العاصمة الفرنسية باريس، دقت أجراس كاتدرائية نوتردام داعية الناس باختلاف انتماءاتهم وأديانهم ومعتقداتهم إليها، في صورة عززت رسالة يحملها وفد فعالية «هذه هي البحرين» للسلام والتسامح الديني من البحرين للعالم أجمع.وأكد المسؤول عن الكاتدرائية المشيدة منذ أكثر من 8 قرون ماضية، أن الكاتدرائية تستقبل يومياً آلاف الزائرين دون أن يطلبوا منهم إبراز هويتهم وانتمائهم الديني، لافتاً إلى أن الكاتدرائية تؤمن بقبول الآخر واحترام مختلف الأديان والمعتقدات.وقال «نحن نؤمن بأهمية التعايش السلمي بين أطياف المجتمع الواحد وبين جميع شعوب العالم، ونرحب بالوفد القادم من البحرين لينقل لنا رسالة سلام ومحبة من البحرين إلى فرنسا».وشكلت كاتدرائية نوتردام إلى جانب أثرها الديني، محوراً رئيساً في الثقافة والأدب الفرنسي، تجسدت بعمق في الرواية الرومانسية الفرنسية «أحدب نوتردام» من تأليف الروائي الأشهر فيكتور هوغو، إذ أحداث روايته التاريخية حول كاتدرائية نوتردام باريس «Notre-Dame de Paris»، وتدور فيها الأجزاء الأكثر أهمية من الرواية.وظف هوغو - الذي وقف دائماً ضد الظلم وغياب العدل وأنصت لصوت الضعفاء والمحرومين - «كاتدرائية نوتردام» في روايته كمنعطف إنساني، من خلال شخصية الأحدب. وتسرد الرواية وقوع الأحدب في حب شابة جميلة محاولاً التضحية بحياته عده مرات من أجلها، وبدا أنه حب رجل لامرأة، وارتفع الكاتب بمستواه بالقدرة على التصوير، لكن الواقع أن الأحدب بعاهته والنكران والقمع الذين عانى منهما، وقع في حب دفء الجمال الإنساني المحروم منه والموجود أيضاً بأعماقه الداخلية، جمال ظهر أمامه في صورة امرأة، عطفت عليه ولم تسخر من عاهته أو تشويه جسده، وليس مجرد حب رجل لامرأة. كان هدف تضحياته من أجلها إبقاء هذا الجمال الإنساني في الحياة، فلا يحرم الوجود منه، لقد أدرك بعظمه وهو الأحدب، أن فناء جسده القبيح يعنى استمرارية أعماقه الإنسانية الجميلة بالبقاء. ظل أحدب نوتردام قابعاً خلف جدران الكاتدرائية، منعزلاً عن العالم، عاجزاً عن أي اتصال خارجي، كرمز لعاهة تبعده عن العالم، وكاتهام لمجتمع يعزل العاهة ويخفيها ويحتقر الضعيف وينهش المحرومين، وما يتحكم في كل ذلك هو منظومة المجال الحاكمة. تحول الأحدب إلى كيان منعدم وعاجز عن الفعل حتى تأتي شرارة تنير ما بداخله المتمثلة في الجمال الإنساني «المرأة»، فيحدث التغيير ويمتلك القدرة على تغيير مجرى الأحداث، ويصبح مصير القوة في يد المتحكم فيهم، ويتفوق أحدب نوتردام على الجميع بأن يصبح أفضل منهم.
كاتدرائية نوتردام: نرحب برسالة السلام القادمة من البحرين
17 يونيو 2015