طاقم السفينة تعامل مع بيئة مختلفة واستطاع التأقلم بأقل من نصف المدة المتوقعةكتب - حسن عدوان:قال قائد سفينة البحرين «صبحا» المقدم الركن عدنان محمد، إن مهمة السفينة كانت تنحصر بالتأمين بشكل أساس وليس الاشتباك مع أحد، وقال «لم نكن في حالة حرب، بل نؤدي خدمة إنسانية في إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى الجانب اليمني، وفق المسموح به من الحكومة اليمنية الشرعية».وأضاف قائد السفينة في حديث للصحافيين عقب وصول السفينة إلى البحرين، أن المهمة المسندة للسفينة من قبل جلالة الملك المفدى، بأن تشارك مع قوات التحالف.وأكد أن القائد العام أصدر أوامره بمشاركة السفينة «صبحا» في المهمة، موضحاً «كان سلاح البحرية الملكية متعاوناً إلى أقصى درجة من قبل قائد سلاح البحرية وكافة المنسوبين، ما جعلنا نؤدي المهمة على أكمل وجه».ولخص مهمة «صبحا» في حماية منطقة الملاحة قرب سواحل عدن، وأدت الواجب الموكل إليها، بعد وصولها إلى منطقة العمليات خلال 3 أيام وامتدت طوال شهر كامل، حيث لم تغادر المنطقة إلا للتزود بالطاقة.وبشأن العمليات قال قائد السفينة «تعاملنا مع أمور عديدة لمتابعة سفن لا تحمل تصاريح دخول الموانئ العدنية من قبل الحكومة الشرعية لليمن، حيث تم توقيفها لحين حصولها على التصاريح، أو إعادتها من حيث أتت».وفيما يتعلق بالتنسيق مع قوات التحالف، أكد أن الاتصال والتنسيق بين السفينة «صبحا» وقيادة التحالف كان أكثر من ممتاز، مقابل أمور تتطلب رأي القيادة في البحرين، مستدركاً «لكن في أغلب الأحوال كان التواصل مع قيادة التحالف».وحول مدى الاستفادة من التدريبات والتمرينات المشتركة في خدمة العمليات، أوضح «نؤدي التمرينات بنفس مستوى العمليات، واستفدنا من كثرة التمارين المشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي، التعاون البحري بين دول المجلس يمتد لأكثر من 25 سنة، ما يسر لنا الأمور، ولم نأخذ وقتاً في الإعداد للاتصالات لأنها أمور متوفرة بالفعل».وأردف قائد السفينة «فور خروجنا من البحرين تم الاندماج مع قوات التحالف بسرعة، لأننا كتلة واحدة كدول مجلس تعاون، وهذه ثمرة التمارين المشتركة».ولخص تحديات المهمة «أبرز التحديات تمثلت في العمل في بيئة مختلفة، ما تطلب استكشاف البيئة تمهيداً لوضع الخطط اللازمة للتعامل معها، والضباط والأفراد على متن سفينة استطاعوا خلال فترة وجيزة التعامل مع المتغيرات، وبأقل من نصف المدة المتوقعة حفظوا المنطقة وعرفوا مسالك السفن».وبخصوص مشاعرهم باستقبال القائد العام لهم عقب الوصول قال المقدم الركن عدنان حسين محمد «إن هذا ليس بغريب على القائد العام، لأنه كان بمقدمة مودعينا أثناء توجهنا إلى منطقة العمليات، وأول من استقبلنا فور العودة، ما كان له أكبر الأثر على معنويات الطاقم». وأكد أن القائد العام كان دائم السؤال عن أحوال الضباط والأفراد وحالة السفينة والجو يومياً، ما أعطى انطباعاً لطاقم السفينة أن هناك من يهتم بهم بنفس درجة اهتمام الأهل.وقال «هذه الأمور ترفع معنويات الطاقم، وبمجرد أن عرفوا أن القائد العام قادم لاستقبالهم أصروا على البقاء حتى تشرفوا بلقائه، قبل أن يعودوا إلى أهلهم وذويهم».وأجمل حالات إنسانية تعامل معها طاقم السفينة «قدمنا معونات طبية لعدد من الحالات، خاصة لسفن الصيد تحمل أفراداً مصابين بكسور وحالات صحية أخرى، إذ قدم الطاقم الطبي المرافق المساعدة لهؤلاء، ووفر لهم العلاج، إضافة إلى المساعدات الغذائية».وتابع «تعاملنا مع قوارب الصيد تحمل على متنها لاجئين، وبعضهم كان يحتاج للغذاء والدواء»، مشيراً إلى أن الفارين من مناطق الحرب واللاجئين أثرت بطاقم السفينة، وبعضهم كان يحاول الخروج من بعض المناطق داخل اليمن إلى أخرى أكثر هدوءاً.وقال إن مهمتنا كانت ترتكز على الشرعية الدولية ووفق قرارات الأمم المتحدة التي تجيز مرور المساعدات الإنسانية كالأغذية والأدوية، مستدركاً «في بعض الأحيان هناك من يحاول استغلال هذا الممر الآمن للتهريب، وتم التعامل مع هذه الحالات، ومنع وصول هذه الأشياء إلى أيدي أناس يستغلونها في النزاع داخل اليمن».وأوضح «أوصلنا المساعدات من الجهات المرسلة للمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وأن تكون خالية من أي مواد تعارض القرار 2216، وهذه المنظمات لديها الآليات لتوصيلها للشعب اليمني».وبشأن ضمان عدم وجود خروقات لهذه الإجراءات، أكد قائد «صبحا» أنه لا يمكن لأحد القول بعدم وجود خروقات، مستدركاً «لكننا نسعى إلى تقليلها بنسبة 99%، حيث إن السواحل اليمنية تمتد لأكثر من 1200 ميل بحري ـ 2500 كم، ومنطقة عملياتنا تمتد لنحو 250 ميلاً بحرياً، وكان عملنا وضع آليات لمنع السفن غير المصرح لها بالدخول».