درعا - (الجزيرة نت): يدفع أطفال سوريا مجدداً ثمن الحرب الدائرة في بلادهم، فبعدما أطلق أطفال درعا جنوب البلاد شرارة الثورة التي طالبت برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، يسفك دم أقرانهم اليوم على مصاحف يحفظون منها القرآن الكريم على أبواب شهر رمضان.وامتزجت دماء أطفال درعا بمصاحف كانوا يقرؤونها، كانت أمنيتهم أن يحفظوا كلام الله على مشارف شهر رمضان الكريم لينير قلوبهم البيضاء، فأبت طائرات النظام إلا أن تنقلهم لجوار ربهم أشلاء.وتضاربت تقديرات أعداد الأطفال الذين قضوا في غارة لطائرات النظام بين 14 و23 طفلاً، استهدفتهم أثناء عودتهم من مركز لتحفيظ القرآن في منطقة «الغارية الشرقية» بدرعا.وأطلق ناشطون على تويتر وسم «مجزرة أطفال القرآن»، ونشروا عشرات الصور عن «المجزرة» التي رأى فيها مغرد أنه «ذبح المصحف.. وسالت دماه»!!وغرد حساب «درعا» قائلاً «جمعتهم حلقة تحفيظ القرآن وكان الطيار الأسدي بانتظارهم فحول أجسادهم الغضة إلى أشلاء».أما الناشط السوري «حسان الجاجة» فغرد «مجزرة أطفال القرآن في درعا أمس الأول 14 طفلاً استشهدوا بقصف وهم خارجون من حلقة القرآن. ألا لعنة الله على الظالمين».ويسأل «أبوالبراء الحوراني» عن موقف مدعي الإسلام ويغرد «أطفال سوريا يتعرضون لأبشع المجازر والإجرام والقصف اليومي، أين أنتم يا من تدعون الإسلام؟».ويهاجم حساب «أبومحمد أبازيد» المجتمع الدولي ويغرد «أطفالنا يقتلون بدم بارد والمجتمع الدولي الحقير يصفق إلى النظام ويشجعه على السير في طريقه قدماً»، وينشر صورة لمصحف قال إنه امتزج بدماء الأطفال ويرفقه بتغريدة «دماء اختلطت بالمصاحف، صور لا يكفيها الكلام ولا تستوعبها العقول، من أبشع مجازر بشار الأسد». ويتحدى الأسد في تغريدة أخرى «يا بشار، والله لو قتلتنا كلنا لأنبتت الأرض أرواحنا تصارعك حتى تهزمك».وغرد الناشط «همام الحوارني» أنه «مع دخول شهر القرآن، الطيران الغادر يرتكب مجزرة بأبناء القرآن بعد خروجهم من حلقات التحفيظ».وربط حساب أحد المغردين بين أطفال درعا الذين فجروا الثورة والأطفال الذين قضوا أمس الأول «ها هم أطفال درعا الأبية يبهروننا بأفعالهم البطولية، نصفهم قد أشعل شموع ثورتنا والنصف الآخر ذهب والقرآن نور قلبه».وتحدث أحد الناشطين عن «أمتنا المكلومة، تكالبت عليها الأمم لتريق دماء أبنائها، فبعد الشيب والشبان اليوم الأطفال.. اللهم فرجك».ورأى الناشط الأردني رحال الصبيحات أن «الأقليات تقتل أطفال الأكثرية وتقتات على دمائهم وتطلب من الأكثرية ضمانات للأقليات!»، وفي تغريدة أخرى «لا أعرف ما الوقاحة التي تتمتع بها السياسة الدولية عندما تطلب ضمانات لسلامة ا?قليات بينما أشلاء أطفال ا?كثرية تتبعثر».ودعا أحد الناشطين مغرداً «إن نحن لم نغضب لأطفالنا فمن يغضب فأسمعوا صوتكم لكل ضمير حي يخاف على إنسانيته فما يحصل لأهلنا في سوريا لهو عار على مسلم».وسأل حساب «القيصر الدرعاوي»، «إذا هدمت المساجد وقتل حفظة كتاب الله... فماذا بعد؟!».واعتبر المغرد «مشهور نصرالله» أن «مجزرة أطفال القرآن في الغارية الشرقية في ريف درعا الشرقي هدية الأسد للشعب السوري بمناسبة تحري رؤية هلال رمضان».ولخص حساب «إبراهيم التركي» المشهد الدموي بقوله تعالى «وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد».
«مجزرة أطفال القرآن» بدرعا.. دماء على المصاحف
18 يونيو 2015