قال عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ محسن آل عصفور إن فشل حركة تمرد يوم 14 أغسطس أضاف فرحة إلى يوم انتصار هيبة الوطن وإرادة الشعب واستقلاله سنة 1971، إذ كان يوم مجد وعزة وكرامة وخلاص من أغلال استعباد الاستعمار واستبداده، مشيراً إلى أنه «آن الأوان ليطرد الشعب رموز البغي والفساد والغدر والخيانة من بينه ليرحل جميعهم إلى مزبلة التاريخ إلى الأبد عليهم لعنة كل أبناء الشعب الدائمة السرمدية أبد التاريخ».وأضاف آل عصفور في بيان أمس أن «الأقدار شاءت أن تضاف إلى فرحة ذكرى الاستقلال بالأمس ذكرى فرحة ثانية يصح لنا أن نسميها ذكرى اندحار وانتحار قوى التأزيم والتحرر من أسر أغلال إرهاب عصاباتها ومليشياتها التي اختطفت الطائفة الشيعية لعقد ونصف وأشاعت الرعب والخوف والاضطهاد بكل أشكاله وصوره بين أبنائها في القرى والمدن وعملت على ترهيبهم وترويعهم وتركيعهم لإملاءاتها وزجت بهم في محارق مؤامراتها».وتابع أن «تلك القوى التي لم تدخر يوماً إلا ووظفته انطلاقاً من أجنداتها الحزبية البغيضة لصنع ظلامات طائفية مصطنعة وعذابات قسرية قهرية لمجتمعاتهم واستنزاف كل ثروات ومقدرات وطنهم التي حباهم الله تعالى بها لترفدهم بالنعيم والرخاء والاستقرار»، مؤكداً أن «من يطلع على برنامج حركة تمرد الانقلابي ومخططه الأخير الذي يعكس إفلاس قادته في التفكير وفي التقرير وفي التقدير وفي التدبير يجزم بما عليه قادته من الصفاقة ومنتهى الحماقة ويعجز البيان عن تبيان حجم ما هم عليه من الصلف والجلف».وأشار آل عصفور إلى أن «ماكينة الدجل والفبركة الإعلامية للوفاق جهدت عبر مواقعها وأعلنت للعالم عبر كل قنوات الإعلام العالمي انتصارهم الموهوم قبل أوانه المزعوم وأعلنوا النفير العام الذي توعدوا به الشعب والنظام الحاكم في حركة تمردهم الحاسمة فكان استنفارهم منهم استحماراً ولهم انتحاراً واندحاراً وضربة قاصمة ومصيبة دهماء عليهم نازلة ونهاية قاصفة عادلة».وقال: «بذلك أصبحت الفرحة فرحتين ونالت البحرين من هاتين المناسبتين عيدين عيد الاستقلال وعيد انكفاء واندحار ساسة ورموز الدجل والتآمر والخلاص من بغيهم وبطشهم ودجلهم ومكرهم واحتيالهم»، مضيفاً أنه: «لقد عاد يوم 14 أغسطس يوم فرحة الوفاء الخالص المخلص للوطن ويوم العطاء والتضحيات لإحباط قمة هرم المكر الحزبي الأرعن وتفويت كل ما لديه من مكر ودهاء فكان يوم النجاة من فتنة تمرد بغيه ودهائه وغبائه».وأردف: «قد تمادت رؤوس الفتنة في الغي والفساد وبلغت بهم الجرأة بإطلاق سيل التهديد والوعيد لكل من يخالفهم فيما يقومون به من تآمر علني بغيض على الوطن والشعب ولقد مضت أربع عقود وأبناء الشعب تكتوي بنيران تآمرهم فكانوا أسارى بغيهم وفسادهم لقد عطلوا حركة تقدمهم وعرقلوا مسيرة التنمية في وطنهم وزجوا خيرة شبابه في محارق فتنهم ودمروا مستقبل الكثير من حملة الكفاءات منهم ووظفوا سواعد شبابه في التخريب والتدمير والفساد في الأرض وهدموا جسور التواصل بين مكونات مجتمعاتهم وسمموا النفوس وأشعلوا الضغائن بآفات حراكهم الأهوج الأعوج (..) وكل ما سال من دماء وأزهق من أرواح في أعناق رموز قوى التأزيم الكافرة بالوطن والشعب المتآمرة على وجوده وتاريخه وكل مقدراته».وأضاف آل عصفور أنه «في خضم نشوة وفرحة انتصار الشعب وإجهاض مؤامرة التمرد الحزبي ومن منطلق المسؤولية الشرعية والوطنية نطالب جميع الجهات الحكومية المعنية بإنزال القصاص الشرعي العادل الحازم بكل المتآمرين المتورطين من المحرضين والمنفذين وحل جميع جمعيات وتجمعات التأزيم والغدر بالوطن والشعب وإحالة كل رموز التأزيم وقادته إلى محاكمات عادلة تردعهم وتوقف تماديهم في غيهم وبغيهم وطغيانهم وتكف سطوتهم عن الاستمرار في تنفيذ مسلسلات تآمرهم وإجرامهم بحق الوطن والشعب». وأكد أنه «لقد آن الأوان لإعادة الترتيب الشيعي ثم الوطني بعد تطهيره من دنس ولوث رموز وعصابات إرهاب قوى التأزيم الباغية الطاغية وأن يعود المواطن الشيعي إلى فطرته النقية الأصيلة ودماثة أخلاقه وطيب أصله التواق إلى التعايش بأمن وسلام ومحبة ووئام مع كل شركائه في الوطن ذلك الطبع وتلك السجية التي عرف بها واتصف بها منذ القديم والأزل لا يبغي ولا يطغى وليس له من منطق وسيرة إلا الحسنى».ودعا «كل فئات مجتمعاتنا بشيعته وسنته إعلان المصالحة وعودة الوئام والمحبة والود بينهما بعد زوال الموانع وسقوط جدران التفرقة الحزبية وسدود الشحناء والبغضاء التي بنتها قوى التأزيم على امتداد تاريخها المشؤوم الأسود وأن يضعوا أيديهم في أيدي بعض لبناء بحرين الحضارة والمجد والريادة كما كان أجدادهم الأوائل فالفرص الواعدة متاحة والإمكانات مهيأة وسانحة والطرق معبدة ولن نجني من إضاعة الفرصة إلا الحسرة والندم والغصة».وخلص آل عصفور إلى أنه «خسئت تلك الذمم الفاسدة وأصحاب البضاعة الفاسدة التي جهدت على إفساده وتلويث مرآة عقله وصفاء جوهره ونقاء معدنه». وختم بيانه بآيتين من القرآن الكريم (من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذابٌ شديدٌ ومكر أولئك هو يبور)، (إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريبٍ).