شاركت مساجد مملكة البحرين في خطبة الجمعة اليوم أحزان الشعب المصري في الأحداث البشعة التي تعرضت لها ميادين المتظاهرين السلميين العزل الذين قتلوا بدم بارد من قبل سلطات الانقلاب أثناء فض الاعتصامات بالقوة المفرطة بميداني رابعة العدوية ونهضة مصر.في أكبر مساجد مدينة حمد إستنكر فضيلة القاضي الشيخ جلال يوسف الشرقي المواقف الداعمة للانقلاب وأكد أنها في شرع الدين الإسلامي شريكة في أحداث المذابح التي وقعت على أرض رابعة العدوية والنهضة وجميع الميادين التي راح ضحيتها مايزيد عن 2600 شهيد وأكثر من 6000 جريح يوم الأربعاء الماضي في مشاهد لا إنسانية، وما حدث جريمة يندي لها الجبين خجلاً حيث تعمدت السلطات إبادة المعتصمين جماعياً ولم ترحم عجوزاً أو مصاباً أو طفلاً .. الأمر الذي ترك جرحاً غائراً في قلب كل عربي أبي شاهد هذه المجازر.وقال فضيلته أن أكبر جريمة نفذت في حق المعتصمين هي القتل العمد لمعتصمين سلميين عُزل بدون وجه حق والتمثيل بجثث القتلى سواء وضعها أمام الجرافات الثقيلة لتهشيمها أو إشعال النيران فيها حتى تتفحم الجثث لإخفاء معالمها، وأن ماحدث تحت سمع وبصر العالم جريمة لن يغفرها التاريخ لجبهة الانقلاب وصانعي قرارات فض الاعتصام لأبرياء عُزل شاهدهم العالم عبر شاشات التلفاز لأكثر من 6 أسابيع صائمين قائمين لله مستغفرين بالأسحار سلاحهم كتاب الله ورسالتهم عودة الشرعية المغتصبة.وبيّنَ فضيلته أن لكل مسلم في هذه الحياة رسالة ولا يكن المسلم إمعة مصداقاً لقول سيدنا الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) مستشهداً بالحديث الشريف عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) وما فعلوه أهل رابعة والنهضة أنهم لم يشاركوا بأيديهم فلم يكن لديهم أسلحة كما زعمت جبهة الانقلاب ولو كانت تملك أسلحة ثقيلة أو غير ذلك لما سقط منهم هذا العدد الفلكي، ولكنهم شاركوا التغيير بألسنتهم فقط فأعلنوها للعالم أنهم اعتصموا بالميادين لأجل عودة شرعيتهم وإسقاطهم للانقلاب. أضاف فضيلة القاضي الشيخ جلال الشرقي أنه كان يظن أن هذا الزمان لايوجد فيه إلا بشاراً واحداً ولكنه الآن علم أن هناك أكثر من بشار، وقد قتل وأحرق الأبرياء لمجرد أنهم طالبوا بحقهم الشرعي في عودة رئيسهم المختطف ودستورهم الذي استُفتي عليه من قِبل الشعب ومجلس الشورى الذي وافقوا عليه .. كما أحث فضيلته كل مسلم على وجه الأرض أن يتفاعل مع الحدث الجلل، ومن لم يشارك ولو بقلبه ويعتصر ألماً لما حدث من قتل وتمثيل وحرق للجثث وللمساجد فليس في قلبه مثقال ذرة من إيمان. أضاف في نهاية خطبة الجمعة التي حضرها جموع غفيرة من شتى محافظات البحرين والوافدين الأجانب من العاملين والزوار أن مملكة البحرين جزاءً من مصر، وما هذه الحدود الآ من صنيع المحتلين ولكن الشعب العربي أجمع أرضاً واحدة وشعباً واحداً وجسداً ونسيجاً واحداً مِصداقاً للحديث الشريف عن سيدنا الرسول إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. وقد خصص فضيلة القاضي الشيخ جلال يوسف الشرقي دعاء القنوت إلى شهداء هذه المذابح المروعة بأن يتقبلهم الله من الشهداء الأبرار ويتغمدهم بواسع رحمته ورضوانه وأن يربط على قلوب أهلهم وذويهم بالصبر والأجر والسلوان، وبالشفاء العاجل للجرحى والمصابين وأن يجعل وقفتهم في موازين حسناتهم يوم القيامة .. وأختتم الدعاء أن ينتقم الله ممن قتلهم وروع الشعب العربي بهذه المشاهد المفزعة، وأن يجعل دماء الشهداء لعنة على القتلة ومن والاهم ومن مولهم ومن حرضهم في الدنيا والآخرة. ثم أمر فضيلته بعد انتهاء مشاعر صلاة الجمعة من إقامة صلاة الغائب على أرواح شهداء رابعة العدوية والنهضة والإسكندرية وجميع ميادين مصر حضرها لفيف من كبار العلماء والمسئولين وأبناء البحرين الذين إمتلئت بهم ساحات المسجد والساحة الخارجية المكشوفة.