كتبت ـ نور القاسمي:ألغى مجمع السلمانية الطبي طريقة العلاج بالبروتوكول الإداري لمرضى «السكلر»، فيما أوصى تقرير مستشفى جون هوبكنز إنشاء فريق إشرافي متعدد التخصصات لتقديم رعاية متكاملة وذات جودة عالية لمرضى فقر الدم المنجلي، وفتح وحدة للعناية اليومية تعنى بالحالات الطارئة، وإنشاء فريق طبي موحد، واستحداث خطة إستراتيجية لعلاج الآلام المزمنة.وأطلقت وزارة الصحة عدة مشاريع ومبادرات حيوية تصب في مصلحة فئة مرضى أمراض الدم الوراثية وبالتحديد فقر الدم المنجلي «السكلر» تماشياً مع احتفال العالم في التاسع عشر من يونيو من كل عام باليوم العالمي لمرضى فقر الدم المنجلي، يوم أمس الخميس في مؤتمر صحافي عقدته بالوزارة في الجفير.وبدأت الوزارة من عدة أشهر وبالتحديد حالما استلمت تقرير الفريق الطبي المتخصص من مستشفى جون هوبكنز والذي يتضمن مجموعة من التوصيات للارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لهذه الفئة، على تطبيق هذه التوصيات من خلال فريق طبي وإداري متخصص.من جانبه، أكد وكيل وزارة الصحة لشؤون المستشفيات د.وليد المانع أن مركز الرعاية الأولية في مركز أمراض الدم الوراثية سيفتتح في الخامس من شهر يوليو المقبل، وأن توصيات تقرير مستشفى جون هوبكنز شكل خطة عمل إستراتيجية جديدة وزارة الصحة تعمل فيه لعدد من السنوات القادمة، ووظفت الوزارة جميع أقسام المركز للعمل على هذه التوصيات، وحتى الجمعيات الأهلية المعنية بالمرض شريكة لوزارة الصحة في الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكلر.وبين أن هذا المركز سيفتتح يومياً ولمدة 24 ساعة ليقدم الرعاية اليومية للمريض دون الحاجة لمكوثه داخل المستشفى وفي أي وقت شعر هو بالتعب، بهدف ألا يكون المريض لصيقاً بالمستشفى ويمكنه متابعة حياته اليومية وأن يأخذ أدويته بعيداً عن المستشفى، على أن يتم افتتاح 18 سريراً بشكل مبدئي، و 4 أسرة للطوارئ بمجموع كلي 22 سريراً لأن تكون بديلاً لقسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي.وقال رداً على الوطن إنه تم استحداث ثلاثة فرق طبية، أولها فريق إشرافي متعدد التخصصات، وفريق طبي موحد من أخصائي أمراض الدم الوراثية، وفريق طبي لعلاج الألم بناء على التوصيات التي جاءت من مستشفى جون هوبكنز، ومن خلاله تم إضافة كادر وظيفي جديد، وتقسيم الكادر الموجود الحالي والاستعانة بكوادر من تخصصات أخرى للمساهمة في المركز والعمل فيه.وقال إنه تم استقطاب الممرضين حديثي التخرج للعمل في المركز، وتقديم التأهيل والتدريبات اللازمة لهم. وقال إن اهتمام وزارة الصحة بمرضى السكلر في البحرين كبير جداً، وهي فئة مقدرة من قبل الوزارة والحكومة الرشيدة وبشكل خاص من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الذي يوصي بالاهتمام بهم وبتبني خطط جديدة للتطوير من رعايتهم.وأشار إلى أن الفريق الطبي المتخصص من مستشفى جون هوبكنز زار مركز أمراض الدم الوراثية في شهر فبراير وقدم لنا تقريره في شهر مارس ومن ثم ألحقه بتوصيات عديدة، مبيناً أنه قدم الفريق الطبي للمركز نبذة عن الخدمات المتقدمة لخدمة هذه الفئة، وكيفية تجاوزهم للمشاكل وبعضاً من قصص نجاحهم في معالجة أمراض مرضى فقر الدم المنجلي.فيما قالت الدكتورة رجاء اليوسف إن تقرير الفريق الطبي المتخصص من مستشفى جون هوبكنز تضمن ما يقارب 75 صفحة تحتوي على أعمال إجرائية وقرابة 35 غيرها ملحقات للتقرير، لتتجاوز صفحاته 110.وأكدت أن مجمع السلمانية الطبي ألغى تماماً طريقة العلاج بالبروتوكول الإداري، مستبدلاً إياها بالعلاج على حسب درجة الألم لدى المريض من صفر إلى 10 وعلى أساسه يتم معالجته وفقاً لخطة علمية استرشادية مبنية على عمليات الأيض في جسم الإنسان.وذكرت اليوسف أبرز التوصيات التي جاءت في التقرير؛ وأولها كان إنشاء فريق إشرافي متعدد التخصصات لتقديم رعاية متكاملة وذات جودة عالية لمرضى فقر الدم المنجلي على أن يشمل الفريق تمثيلاً من الرعاية الصحية الأولية، وعلى ضوئه قامت وزارة الصحة بإنشاء فريق متخصص وبدأ عمله فور إنشائه وتم إنجاز العديد من التوصيات الأخرى.وجاءت ثاني توصية في التقرير فتح وحدة للعناية اليومية تعنى بالحالات الطارئة والعمل جار على تنفيذ جميع مراحل هذا المشروع على أن يتم الافتتاح التجريبي يوم الثلاثاء 30 يونيو والافتتاح الفعلي يوم الأحد 5 يوليو 2015.وقالت اليوسف إن التوصية الثالثة كانت إنشاء فريق طبي موحد يتألف من أخصائيي أمراض الدم ممن لديهم خبرة محددة في مرض فقر الدم المنجلي ويعطى هؤلاء صلاحية إدخال وترخيص المرضى ووصف الجرعات المناسبة والتعامل مع جميع الحالات الطارئة، وأنشأته وزارة الصحة وهو في مرحلة التهيئة للعمل مع جميع فئات مرضى فقر الدم المنجلي، والتوصية التي تليها كانت تطوير طريقة تقييم درجة الألم على حسب سلم الإحدى عشرة نقطة العالمي و بناء الخطة العلاجية لكل مريض على حدة من دون أن يكون هناك أي بروتوكول مسبق للتعامل مع المرض. على أن يكون صرف الأدوية متماشياً مع الإرشادات العلمية المصاحبة لكل دواء، وقامت الوزارة بعمل الدورات التدريبية المطلوبة للطاقمين الطبي والتمريضي على أن يبدأ التطبيق في يوم الافتتاح الخامس من يوليو.وأضافت أن فريق جون هوبكنز لاحظ قلة المرضى الذين يستخدمون دواء الهيدروكسيوريا بينما أثبتت جميع الدراسات مدى فعاليته في تقليل عدد النوبات ودرجة حدة الألم لكل نوبة، لذا جاءت التوصية بمحاولة زيادة عدد المرضى الذين يعالجون بواسطة هذا الدواء، فنظمت الوزارة ورشة (تدريب المتدرب) لجميع قادة الفرق الطبية في المراكز الصحية وذلك استعداداً لبدء برنامج صرف دواء الهيدروكسيوريا من المراكز الصحية بالإضافة لمجمع السلمانية الطبي وتم الترتيب لتوفير هذا الدواء في جميع صيدليات المراكز الصحية، ومن ثم جار العمل والتنسيق مع جمعية البحرين لمرضى فقر الدم المنجلي للقيام بحزمة من الفعاليات وورش العمل لزيادة توعية المرضى بهذا النوع من العلاج.وجاءت في أحدى توصيات التقرير زيادة أعداد المرضى على العلاج بواسطة نقل الدم المتبادل الروتيني، وقامت الوزارة بالعمل على تدريب الأطباء والعمل على جلب الأجهزة المطلوبة في هذا الصدد.ومن ثم وصى التقرير باستحداث خطة إستراتيجية لعلاج الآلام المزمنة لدى هذه الفئة من المرضى، والتي تم تحديث فريق علاج الألم وفريق الدعم النفسي على أن يقدموا الخدمة للمرضى في وحدة العناية اليومية، عيادة متعددة التخصصات والأجنحة مع متابعة مستمرة مع أطباء المراكز الصحية.ومن ثم تطوير التواصل مع الرعاية الأولية والرعاية الثانوية فيما يتعلق بهذه الفئة من المرضى والذي لأجله تم استحداث نظام آلي لإرسال الملفات الطبية بين المستشفى والمراكز الصحية، وتم تدريب المعنيين بالأمر أعلاه بالنظام الآلي (الملف الإلكتروني المشترك) وتعيين مسؤولة من أطباء الرعاية الصحية كعضو دائم في مجلس إدارة مركز أمراض الدم الوراثية. وفي ضوء استحداث الرعاية الانتقالية للفئة العمرية من14-18 عام، قالت رجاء اليوسف إن الوزارة أنهت دراسة المشروع من الناحية الفنية والتطبيقية وجاري العمل على تهيئة نظام الإدخال وعمل جدولة للعيادات المشتركة.وأخيراً وصى التقرير بزيادة أنواع وفئات الأدوية المضادة للألم بما يسمح للطبيب بصرف أدوية تعطى بالفم وليس بالحقن بجرعات متدرجة مما يسمح لبعض مرضى الآلام المزمنة من ممارسة حياتهم اليومية بصورة أفضل وتخفيف عبء الذهاب اليومي للمراكز الصحية لأخذ الحقن، وبالتالي أنهى فريق العمل دراسة شاملة في هذا المجال والعمل جار مع إدارة المواد والإدارة العليا بوزارة الصحة لتوفير حزمة جديدة من الأدوية. وقال إن التقرير اشتمل على تفاصيل تقنية ومهنية أخرى تصب جلها في تدريب الطاقم الطبي والتمريضي ووضع برامج تثقيفية وإرشادية للمرضى. كما اشتمل على بعض التوصيات التنظيمية والإدارية وبعض الاقتراحات التشريعية والتي تحظى بأقصى اهتمام من الفريقين الطبي والإداري بوزارة الصحة.جدير بالذكر أن عدد مرضى فقر الدم المنجلي المسجلين ضمن وزارة الصحة بلغ عددهم 5000 مريض، والمدخلين ضمن المركز 100 مريض، 65 منهم من الذكور و35 منهم إناث، ويشهد قسم الطوارئ من 70 إلى 100 زيارة يومياً من مرضى فقر الدم المنجلي، و300 إلى 400 زيارة يومية لجميع المراكز الصحية في المملكة، و400 مريض في العيادة المتعددة التخصصات، والتي تمتلك 11 تخصصاً مختلفاً مجتمعين في عيادة واحدة.