أكد شباب وفتيات أن جائزة سمو الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة للعمل الشبابي التطوعي عززت إطلاق طاقاتهم المبدعة وتحويلها لمشاريع تطوعية في مجالات مختلفة وبأفكار رائدة لخدمة الوطن.وقالوا لـ «الوطن» إن الجائزة، والتي أعلن المجلس الأعلى للمرأة عن دورتها الثانية، قدمت لهم فرصاً ذهبية لإطلاق مشروعاتهم التطوعية التي لطالما حلموا بتحقيقها على أرض الواقع.وأشاروا، على هامش محاضرة تعريفية نظمها المجلس الأعلى للمرأة حول الجائزة، بحضور ممثلين عن مختلف المراكز الشبابية بالبحرين، إلى أملهم في أن يحظوا بالفوز بإحدى مكافآت الجائزة، لافتين إلى أنهم لا ينظرون إلى القيمة المادية للجوائز وإنما التشجيع على تحويل الأفكار التطوعية إلى مشاريع قائمة على أرض الواقع وفقاً لمعايير عمل مدروسة، خاصة وأن الجائزة تعد واحدة من المبادرات المهمة في مجال دعم وتعزيز روح العمل التطوعي لدى الشباب في البحرين.إبداعات الشبابمن جانبها أكدت زهراء خليل إبراهيم، وهي خريجة جامعية، دور جائزة الشيخة حصة للعمل الشبابي التطوعي في تشجيع الشباب البحريني على إطلاق طاقاتهم المبدعة، وتحويلها إلى مشاريع تطوعية في مجالات مختلفة وبأفكار رائدة.وقالت فيما كنت أستمع إلى المحاضرة التعريفية بجائزة الشيخة حصة للعمل التطوعي كانت تدور في خاطري أفكار حول مشاريع تطوعية عديدة تدور جميعها حول العمل مع شريحة الشباب.وتابعت أنا رئيسة لجنة المرأة في مركز كرزكان الثقافي وربما أطلق بالتعاون مع زميلاتي مشروعاً تطوعياً خاص بالمرأة في منطقتنا، خاصة وأن الجائزة تمنح للشباب البحريني ذكوراً وإناثاً، وذلك عن أفضل إنجاز لعمل تطوعي فردي أو جماعي، في أي مجال من مجالات العمل الخيري أو الاجتماعي.وأشادت زهراء بمستوى المشاريع التطوعية التي فازت في النسخة الأولى من الجائزة، وخصت بالذكر مشروع «فعاليات البحرين.وقالت إنه يمكن توسعة المشروع بضم خريجي كلية الإعلام إليه. وأضافت أن هناك عدداً غير قليل من خريجي كلية الإعلام العاطلين عن العمل، ومشروع فعاليات البحرين يقدم لهم فرصة تدريب حقيقية عبر تطوعهم كمراسلين ميدانيين يتابعون الفعاليات التي تجري في مناطقهم وخاصة فعاليات المراكز الشبابية ومراكز الإرشاد الأسري وغيرها.مشروع وردةمن جهته، قال أشرف العصار، وهو موظف في المؤسسة العامة للشباب والرياضة، إن جائزة الشيخة حصة للعمل التطوعي تقدم له فرصة ذهبية لإطلاق مشروع تطوعي طالما فكر فيه وهو مشروع «وردة»، وهو فكرة قيام مجموعة من الشباب بزيارات للمرضى في المستشفيات وتقديم «وردة» لهم.ويوضح أشرف أن المشروع هو اجتماعي صحي، وهو عبارة عن تنظيم زيارات للمرضى في المسشفيات وخاصة شريحتي الشيوخ والأطفال وتقديم وردة لهم، إضافة إلى الدعم النفسي عبر بناء علاقات طيبة معهم والشد من أزرهم، خاصة وأن الحالة النفسية لهاتين الشريحتين لها دور كبير في تجاوز مرحلة المرض.ويقول إن فكرة المشروع انطلقت من مركز شباب الرفاع الشرقي، وهناك قرابة سبعة متطوعين سيعملون عليها، ويضيف أن التقدم لجائزة الشيخة حصة للعمل التطوعي يقطع شوطاً واسعاً على طريق رؤية هذا المشروع النور.مبادرات الشباب أما فاطمة محمد حسن، فتقول إن الخطوة الأولى في العمل التطوعي يجب أن يأخذها الشاب نفسه، لافتة إلى أن العمل التطوعي يعتمد على جوهر المتطوع نفسه، ومقدار إيمانه بأهمية هذا العمل، وحرصه على جلب النفع لنفسه وللمجتمع.وتتابع أنه عندما يقبل الشاب منا على أي عمل تطوعي بإخلاص فسيجد الكثير من الدعم والتشجيع، وما جائزة الشيخة حصة للعمل التطوعي إلا تتويج للمبادرات الداعمة للعمل التطوعي بالبحرين.فاطمة ليس لديها عمل حالياً، وبعد سماعها لشرح عن الجائزة قررت استثمار وقتها في بلورة فكرة مشروع تطوعي ربما يعنى بالبيئة أو بالأطفال أو الثقافة.وأشارت إلى أن خطوتي الأولى هي وضع تصور مبدئي عن المشروع، وعندما أتقدم للجائزة سأتمكن من بناء خطة عمل لهذا المشروع وفقاً للمعايير التي تعتمدها الجائزة، والتي تضمن خروج المشروع إلى النور، وهذا هو المكسب الأساس لي سواء فاز المشروع بالجائزة أم لم يفز».وذكرت الشباب تمكن من تسخير التكنولوجيا في خدمة العمل التطوعي وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحنا اليوم نعتمد على واتس آب وتويتر وانستغرام بدل الاجتماعات التقليدية، كما أصبحنا نرى هناك مشاريع تطوعية تعتمد اعتماداً شاملاً على تلك الوسائل مثل حملات نشر الوعي بمضار التدخين على انستغرام مثلاً.العمل والعطاءوفي السياق نفسه، قال أحمد جاسم، من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويحمل دبلوم في هندسة الحاسوب، إنه يفكر جدياً في إطلاق مشروع تطوعي يكون الهدف منه إقناع أصحاب المؤسسات والشركات وخاصة في القطاع الخاص بأن المعاق شخص قادر على العمل والعطاء، وربما يفوق نظرائه الأصحاء في الإخلاص والولاء للعمل، والقدرة على الالتزام والإنتاج.وأضاف أن لديه تصوراً مبدئياً عن المشروع التطوعي بحيث يقوم بنشر حملات تعريفية بقدرة ذوي الإعاقة على العمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم قصص نجاح لعدد منهم تمكنوا من إثبات أنفسهم وكفاءتهم وجدارتهم في صنوف أعمال مختلفة، وكذلك إنشاء قاعدة بيانات بذوي الإعاقة الباحثين عن عمل تتضمن سيرهم الذاتية.ولفت إلى أنه بفضل التكنولوجيا الحديثة باتت شريحة ذوي الإعاقة قادرة على تأدية طيف واسع من الأعمال، وخاصة الأعمال التي تعتمد على استخدام الكمبيوتر، إضافة إلى أعمال أخرى مثل مراقبة خطوط الإنتاج، والرد على الهاتف، ونقل المعرفة، وغيرها، ومشروعي التطوعي يهدف إلى نشر الوعي بذلك على أوسع نطاق ممكن.وأعرب عن أمله في أن يساعده اختصاصه في مجال هندسة الحاسوب في إطلاق وتطوير هذا المشروع التطوعي، وأن يحظى بدعم القائمين على جائزة الشيخة حصة في ذلك.العمل الميدانيوبدورها قالت نورة سلمان، من مركز شباب مدينة عيسى، وموظفة في وزارة التربية والتعليم، إن المشروع التطوعي يقوم على شيئين أساسيين هما العمل الجماعي أولاً والميداني ثانياً.وكشفت أن جوهر العمل التطوعي هو التعاون، وكلما كان فريق المشروع متناغماً كلما كان أثره على المجتمع أكبر، ثم أن العمل الميداني هو أساس العمل التطوعي، ولا يمكن أن نقول إن العمل من خلف شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية هو عمل تطوعي كامل.وذكرت أنه وفقاً لهذين المبدئين، ومن خلال عملي اليومي كمدرسة، سأطلق مشروعاً تطوعياً يعنى بأطفال التوحد، وأعمل على تشكيل فريق لهذا المشروع، وأعتقد أن جائزة الشيخة حصة للعمل التطوعي ستساعدنا كثيراً في تشكيل ملامح هذا المشروع وتجاوز التحديات التي يمكن أن نواجهها مثل الإرشاد والتمويل.وأكدت أنه على كل حال لا يجب الجلوس وانتظار الداعمين، بل على المتطوع أن يبدأ مشروعه وفقاً لأية إمكانات متاحة وتحت أية ظروف، ومن الأكيد أنه سيحصل لاحقاً على دعم وتشجيع»، وتشير إلى أن زيادة نسبة مشاركة الشباب في العمل التطوعي تحتاج إلى غرس ثقافة هذا العمل في نفوسهم وتشجيع المحيطين بهم لخوض العمل التطوعي، ويجب أن تسود روح الإخاء بين القائمين على الجمعيات أو الفرق التطوعية. قصص نجاح أما جعفر عبدالله، فلم يكن يعرف عن جائزة الشيخة حصة للعمل التطوعي قبل حضوره للمحاضرة التعريفية، وأكد أن قصص النجاح التي تضمنتها المحاضرة لشباب بحريني تمكن من إطلاق مشاريع تطوعية رائدة من شأنها تحفيز شرائح أوسع من الشباب للتقدم للجائزة والفوز ربها.وقال استمعنا خلال المحاضرة التعريفية بجائزة الشيخة حصة للعمل التطوعي إلى شرح عن المشاريع التطوعية التي فازت بالنسخة الأولى من الجائزة، وهي مشاريع رائدة وجديرة بأن يحذو الشباب حذوها، ومن بينها مشروع أمنية لرعاية طفل الذي فاز بالمركز الأول على المستوى الفردي وموقع فعاليات البحرين الذي فاز بالمركز الثاني، ومشروع نقطة تجمع المتطوعين الذي فاز بالمركز الأول على المستوى الجماعي ومشروع حملة أمنية طفل الذي فاز بالمركز الثاني.وشدد على أن شرائح واسعة من الشباب البحريني منخرطة بطريقة أو بأخرى في العمل التطوعي، خاصة وأن العمل التطوعي متجذر في البحرين منذ القدم.وقال من هنا تنبع أهمية جائزة الشيخة حصة للعمل التطوعي في تأطير أفكار الشباب وتحويلها إلى مشاريع تطوعية ذات أثر إيجابي كبير على المجتمع وعلى الشباب أنفسهم.فيما أشار إبراهيم العسمي، من مركز شباب الوسطى، إلى أهمية جائزة الشيخة حصة للعمل التطوعي في تجاوز التحديات التي تواجه المشاريع التطوعية للشباب البحريني، ومن بينها توفير الدعم والظهور الإعلامي، والسيولة المادية.